أبريل 18, 2024

كلنا شركاء: صد
تبدأ اليوم في جنيف جولة جديدة رابعة من المفاوضات بين وفدي النظام وقوى المعارضة برعاية المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا، وسط شكوك كبيرة بنجاحها في تحقيق اختراق، نتيجةَ عدم وجود تفاهم أميركي- روسي واستمرار شكاوى المعارضين من خرق قوات نظامي وقف إطلاق النار الساري منذ نهاية العام الماضي.
وعشية بدء المفاوضات السورية، قال دي ميستورا للصحافيين، بعد اجتماع للفريق المعني بوقف إطلاق النار “أنا لا أتوقع اختراقاً”، لكنه أعرب عن الأمل في أن تؤدي هذه الجولة إلى زخم في محادثات الحلّ السياسي للنزاع المستمر منذ ست سنوات، بحسب صحيفة “الحياة” اللندنية.
ولفت دي ميستورا إلى أن “روسيا أعلنت للجميع اليوم أنها طلبت رسمياً من الحكومة السورية عدم شن ضربات جوية أثناء المحادثات”، وأضاف أن صياغة الدستور “امتياز خالص للشعب السوري ولم يحصل أن دولة سمحت لأخرى بصياغة دستورها”، في انتقاد كما يبدو لمسودة الدستور التي أعدتها موسكو وقدّمتها إلى الأطراف السورية خلال مفاوضات آستانة الأخيرة.
وفي الوقت نفسه، أكد وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، أن “التدخل العسكري الروسي وضع حداً لمحاولات تغيير النظام بدعم خارجي، وأنقذ سورية من احتمالات التفكيك، كما أنهى حرباً أهلية كادت تفتك بها”.
وكما في سابقاتها، اعتبرت الصحيفة أن الجولة الجديدة تواجه معوقات عدة، لكنها تأتي وسط تطورات ميدانية وديبلوماسية أهمها الخسائر الميدانية التي منيت بها المعارضة خلال الأشهر الأخيرة وأبرزها في مدينة حلب، والتقارب الجديد بين تركيا الداعمة للمعارضة وروسيا، أبرز داعمي النظام، فضلاً عن وصول الجمهوري دونالد ترامب إلى الرئاسة في واشنطن.
رمضان: الموقف الدولي ضبابيّ
وقال رئيس الدائرة الإعلامية في الائتلاف الوطني، أحمد رمضان، إن المؤتمر يواجه معوقات عدة أبرزها فشل تثبيت وقف النار الساري منذ نهاية كانون الأول الماضي، وعدم وضوح موقف واشنطن من العملية السياسية، إضافة إلى “عدم وجود توافق أميركي- روسي حول استئناف العملية السياسية”. ومن شأن ذلك، وفق قوله، أن “يجعل الموقف الدولي ضبابياً بعض الشيء فيما يتعلق بحماسة الأطراف الإقليمية للدفع باتجاه إنجاز حل سياسي عادل في سورية”.
ووصل وفد النظام وعلى رأسه مبعوثه الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري أمس الأربعاء إلى جنيف، كما وصل وفد المعارضة الأساسي الذي يضم ممثلين عن المعارضة السياسية وآخرين عن الفصائل المقاتلة، بعد ظهر أمس رافقه فريق من المستشارين والتقنيين.
ويترأس وفد المعارضة المؤلف من 22 عضواً العضو في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية  نصر الحريري، وتم تعيين المحامي محمد صبرا كبيراً للمفاوضين. ويشارك في جولة المفاوضات الرابعة برعاية الأمم المتحدة في جنيف أيضاً وفدان من مجموعتين معارضتين أخريين تعرفان باسمي “منصة موسكو” و”منصة القاهرة”، وفق وكالة فرانس برس.
وتضم «منصة موسكو» معارضين مقربين من روسيا أبرزهم نائب رئيس الوزراء سابقاً قدري جميل، أما «منصة القاهرة» فتجمع عدداً من الشخصيات المعارضة والمستقلة بينهم الناطق السابق باسم وزارة الخارجية جهاد مقدسي.
العريضي: نعتبر آستانة وجنيف إحدى المعارك
وأكد الدكتور يحيى العريضي، أحد أعضاء فريق الاستشاريين المرافق للوفد المعارض لـ «فرانس برس»: “أولوية وقف أطلاق النار” خلال المفاوضات، مضيفاً: “لا يمكن إنجاز أي شيء من الأمور المطروحة على المسار السياسي من دون إنجاز قضية وقف إطلاق النار”. وأضاف: “حاولنا في آستانة 1 وآستانة 2، لكن الوعود التي قدمت لنا من الضامن الروسي والضامن التركي لم تلق ترجمة على صعيد الواقع، وهذا معيق أساسي”.
وشكلت عملية الانتقال السياسي نقطة خلافية بين الحكومة والمعارضة خلال جولات التفاوض الماضية، إذ تطالب المعارضة بتشكيل هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات تضم ممثلين للحكومة والمعارضة، مشترطة رحيل بشار الأسد، في حين ترى حكومة النظام أن مستقبله ليس موضع نقاش وتقرره فقط صناديق الاقتراع.
وقال العريضي في هذا الشأن إن “النظام أخذ على عاتقه منذ البداية أن يحكم سورية او يدمرها”، مضيفاً: “مبدأ الكل أو لا شيء هذا يعرقل في شكل أساسي أي فرصة أو امكانية لحل سياسي”.
وتابع “طالما أن هذه الحالة موجودة فلا أتوقع أي منجزات خيّرة في جنيف إلا إذا كان هناك ضغط دولي ونية حقيقية لدى واشنطن تجاه المسالة السورية”. وأضاف: “الآمال محدودة، هذا صحيح، لكن لا نعتبر آستانة او جنيف الا إحدى المعارك التي يخوضها السوري من أجل أن يعيد بلده إلى الحياة”.


المصدر: جنيف 4… غياب التفاهم الأميركي – الروسي يهدّد بالفشل

انشر الموضوع


اشترك بالإعلام الفوري بالاخبار الجديدة بالإيميل .. ضع بريدك