مايو 6, 2024

كلنا شركاء: كلوديت سركيس- النهار

هل تذكرون ادراة الحكم الذاتي في مبنى “ب” في سجن رومية؟ وعملية فرار ثلاثة موقوفين رئيسيين من”فتح الاسلام” من هذا المبنى اختفى اثرهم لتظهر اخبارهم في سوريا حيث شاركوا في المعارك في مواجهة النظام السوري، والثلاثة هم الفلسطيني محمود فلاح والسوري عمر عثمان والجزائري فيصل عقلة؟.

مسؤول السجون في منطقة جبل لبنان سابقا العقيد عامر ز. الملاحق في هذه القضية مع ستة امنيين آخرين بيهم ضابطان برتبتي رائد وملازم، عاد بالذاكرة الى كشف “ابو الوليد” الذي كان شاويشا في ذلك المبنى عن فرار الثلاثة حيث كانوا يقومون بعملية تعداد السجناء في المبنى”ب” المشرعة غرفه في ثلاث طبقات بعد اقتلاع الابواب من 190 زنزانة في 13 دقيقة، وفق تعبير العقيد ز. عند بدء “الانتفاضة”. ويخبر المحكمة: “كانت حالة السجن مزرية وجميع الزنزانات محكومة بباب واحد. تحولت هذه الطبقات الى نظارة واحدة يغيب عنها التعداد العلمي الصحيح لعدد الموجودين فيها، ويُمنع اجراؤه وفقا للاصول. لكنه كان يحصل بصعوبة. فكيف لنا ان نعرف ان سجينا فرً من 700 او 800 سجين؟ وكلما ارادوا الانتفاض يغادر العسكريون بأمر خطي بموافقة قيادتهم لئلا يتعرضون لهم؟ وما اتى على ذكره مثبت في تقارير وضعها، على قوله.

ويضيف: “تعداد الموقوفين يستغرق ثلاث ساعات. وكان في استطاعة العناصر الدخول الى المبنى لاجرائه يوميا. والموقوفون فيه كانوا ينامون نهارا ويستيقظون ليلا.وتتوالى الاتصالات بي من مسؤولي السجن الخامسة صباحا متابعة لامرهم.وقبل فترة حاول الموقوف اليمني في ملف “فتح الاسلام” سليم عبد الكريم صالح الملقب” ابو تراب” الفرار بهوية مزورة واكتشف امره، واوقف الشخص الذي احضرها بينما كان في انتظاره في الخارج”.

ويتدخل الرائد احمد ا. ض: “انا من ضبطه. ابو تراب اختفى ساعة بعد عملية التعداد ودققنا في الهوية لنجد انها مزورة. واجهتنا استحالة في ضبط عددهم”.

ويعود الكلام الى العقيد ز. للرد على “علاقة مميزة سادت بينه واحد السجناء ابو الوليد الذي تسلم زمام الامور الى عقد اجتماعات دورية في مكتب آمر السجن في رومية”. فيعزو ذلك الى “وتيرة درج المسؤولون على اتباعها، وانا كنت في هذا التوجه”. ولكن تبين انك سمحت بدخول معدات لهم بتراخيص موقعة منك ومرت بلا تفتيش، فضلا عن دراجة بثلاثة دواليب محملة ل”فتح الاسلام” ولم يتم تفتيشها ، اضافة الى سيارة فان يحمل سائقها اذنا منك”. ويرد بغضب: “غير صحيح هذا الكلام. كل سيارة كانت تخضع للتفتيش. وفي حال حصل العكس انا مستعد للدخول الى السجن”.

“المبنى ب ولع”

“أمرت بعدم التدقيق في الهويات”، يبادره رئيس المحكمة العسكرية العميد الركن حسين عبدالله، في حضور ممثل النيابة العامة العسكرية القاضي كمال نصار. ويشرح العقيد ز: “كنت في مكتبي عندما اتصل بي ضابط الدوام ليخبرني ان المبنى “ب” ولع بسبب التدقيق بهوية احدى النساء، فاجتمعنا وعارضوا رؤية وجوه نسوتهم في الهويات. عندذاك اتفقنا على دخولهن ببطاقة على ان تبقى هوياتهن مع العسكري. “انتو هون قاعدين بمكيف”. احد لا يعرف معاناتنا عندما كان الحريق يندلع في السجن”.

ثمة تقرير مفصل من شأنه توضيح ما كان يحصل في رأي رئيس المحكمة، “اطلعت مفوض الحكومة والنائب العام التمييزي على ما كان يجري . كان الوضع لا يحمد في الداخل. صحيح انا كنت مسؤولا في تلك الفترة ولكن لست المسؤول الوحيد. فبمفردي لا استطيع شيئا. وضعت تقريرا بواقع الحال رفعته الى اللواء وسام الحسن والجميع كان على بينة مما يحصل في سجن رومية. وسابرز الى المحكمة كل المستندات. لقد تدخلت السلطة السياسية في موضوع السجن. اتهموني بعلاقة جيدة مع السجناء . لم تكن كذلك . رفضت الاتفاق الذي حصل وغادرت رومية. فعندما يخلع السجناء الابواب وهم هائجون فما عليَ قوله لهم لتهدئتهم؟.

واذ عرض رئيس المحكمة فرار السجناء الثلاثة بزي امرأة منقبة قال العقيد ز: “كان ممنوع حدا يقرب على الموقوفين الاسلاميين فكيف الاقتراب من لباس النسوة؟. لم نكن نعرف انهم بدلوا ملابسهم في حمامات الطبقة الارضية”.

وقال الرائد احمد ا .ض ان تعمد الثلاثة ترك ملابس في الطبقة السفلية هو تعمية للطريقة الاساسية التي هربوا بها. وتدخل المخلى يشكو مظلومية من استمرار توقيفه بمساعدة احد الفارين محمود فلاح، مؤيدا كلام من سبقه لجهة عملية التضليل من الفارين الثلاثة ،وقيل انهم قضوا في معارك سوريا الى جانب المتطرفين، تغطية لفرارهم بزي امرأة. وايد ان فلاح طلب مساعدته وايصاله الى منزل خالد المحمود في طرابلس ورفض طلبه . و”لم يصدقوا كلامي واتهموني بتهريبهم”.

ووجد المتهمون الامنيون خلال استجوابهم استحالة استعمال بطاقة مرور من اثنتين لان واحدة من الاثنتين المستعملتين للبطاقة نفسها ستبقى في الداخل، علما انه لم تكن من عسكرية تتولى تفتيشهن حينذاك.

وفيما اكد ابو تراب ان تعداد الموقوفين كان يتم يوميا الخامسة مساء بمؤازرة احد السجناء ويحتسون القهوة ،وصفه الرائد ا. ض بالتعداد الشكلي. واعتبر ان وجود عسكري واحد في كل طبقة لا يؤمن الغرض وتعرضه للخطف من السجناء، فيما التعداد الواضح يحتاج الى مئة عنصر ، مشيرا الى طلبه قوة ضاربة من الجيش وقوى الامن ولم يُلبّ طلبه.

سكاكين تحت البلاط

وروى الملازم عبد الحفيظ ف تعرضه للخطف مع رفيقيه في اول زيارة للمبنى بعد تكليفه مهماته ضابطا للدوام، طالبين في المقابل 26 مروحة. والمرة الثانية لحظة اكتشاف عملية الفرار بقصد تعدادهم. وشارك العقيد ز في الكلام للدلالة على صعوبة واقع المبنى خلال تلك الفترة في اطار سؤال عن التفتيش . وتحدث عن العثور على سكاكين ومعدات مخبأة تحت البلاط. ولفت الى ان التفتيش الفعلي في الغرف يؤدي الى عدم صلاح السجن .

وثم كان كلام عن كيفية استدعاء فلاح لاستجوابه من الجيش وارسال برقية وبعد عدم وجوده سحبها بعد اكتشاف عملية الفرار.

التعامل المحظر مع المنقبات

واخبر المعاون اول احمد م المحكمة ان هويات النسوة “لم نكن نأخذها . ولم تكن دركية فتاة تتولى التفتيش بخلاف اليوم. كما لم تكن المنقبة تأخذ بطاقة . كان يمنع علينا التكلم معهن . كنا نتعاطى بهويات الرجال فحسب.ولم يكن من امر للتعامل مع النسوة”.

وتحدث الشاهد سمير أ عن “صعوبة اجراء التعداد الرسمي نظرا الى صعوبة تحديد الشخص بسبب اللحى المتشابهة والشعر الطويل، فضلا عن حالة الرعب التي كانت سائدة في داخل المبنى، والطبقة الثالثة كانت غير مشمولة بالتعداد لانهم لم يسمحوا بذلك ويعتبرون اننا نوسخهم وننجسهم” ،مشيرا الى ارسال برقيات يومية عن التعداد المجرى.

المصدر : كلنا شركاء

انشر الموضوع


اشترك بالإعلام الفوري بالاخبار الجديدة بالإيميل .. ضع بريدك