مايو 18, 2024

رصد: كلنا شركاء
بدأ التوأم الثلاثي السوري “سارة، سدرة، سلام” مع الأخ الأصغر “عمر عرمان” في تقديم مقاطع مضورة قصيرة عبر صفحتهم على الفيس بوك التي تحمل اسم “تحدث التركية” بهدف “مساعدة الناس على تعلم اللغة التركية، بعد أن فشلت محاولات التعلم عن طريق الكتب وحفظ المفردات عند الكثير من الناس، وذلك عن طريق استخدام عدة جمل باللغة التركية وتكرارها، ليسهل استخدامها وليتمكن المتعلم من التحدث بها تلقائيا فيما بعد”.
تجربة وصفها موقع “نركيا بوست” بـ “الجريئة” والجديدة للأطفال السوريين المقيمين في مدينة اسطنبول لتقديم مقاطع مصورة تعليمية لأهم المحادثات البسيطة والمتداولة بشكل يومي عند الأتراك.
وتمتلئ صفحات الانترنت بالعديد من التجارب والمبادرات العلمية والشخصية لتقديم نموذج مفيد لتعليم اللغة التركية للعرب، وعلى الرغم من تعدد الأساليب والطرق لتسهيل تعلم الغة التركية إلا أن الكثير من المتعليمن يجدون صعوبة في تحصيل أكبر فائدة ممكنة من تلك البرامج ولعل ذلك يرجع إلى استخدام الطرق الممنهجة للتعلم.
“بدأنا بالفكرة قبل سنة تقريباً، ولكن كان هناك تردد بسبب المسؤولية التي ستترتب على ذلك من حيث الوقت والمتابعة. ولكن بعد رؤية تمكُّن الأولاد من اللغة التركية، ومديح المدرسين الأتراك لهم، وتشجيع الأقارب، وحب الأطفال أنفسهم لتعليم غيرهم، بدأنا هذه الفكرة بطريقة مختلفة عن طريق جمل تستخدم مباشرة وليس كلمات فقط”، هكذا عبرت والدة الأطفال، التي تشرف على عمل الفيديوهات وإدارة صفحات التواصل الاجتماعي الخاصة بالفكرة، عن تجربتها مع أبنائها.

تمتلك والدة الاطفال، إلى جانب بكلوريوس تجارة واقتصاد، 7 سنوات من الخبرة في مجال التدريس، وتعيش مع بناتها الثلاث “سارة وسدرة وسلام”، ذو الـ11 عاما، وابنهم عمر، 9 سنوات، في مدينة اسطنبول منذ قدومهم إلى تركيا قبل ثلاث سنوات من مدينة دمشق السورية.

“نتيجة لحب الأطفال للعب بطريقة التمثيل، قررنا استخدم فكرة التمثيل بهدف التشويق وجذب المشاهدين حول قصة معينة لكل فيديو، لكل يستمر المشاهد في مشاهدة الفيديو مرات كثيرة بلا ملل لتحصل الفائدة”.
وتقول والدة الأطفال أن “أوقات العمل تأخذ وقت أكثر من المتوقع، تراودنا الكثير من الأفكار ثم نقرر اختيار فكرة معينة والتفكير في المشاهد والكلمات التي ستستخدم في الفيديو، ثم تأتي مرحلة حفظ الدور المناط بكل شخصية والبدء في التصوير، وهنا نعيد تكرار التصوير أحياناً لعشرات المرات؛ لأن الأطفال ينسون أحياناً التحدث باللغة العربية بعد التركية، أما المونتاج فيتم عبر تلفوني بشكل كامل”.

صفحة الفيس بوك الخاصة بالأطفال أُنشئت في 16 آب/أغسطس الماضي، وتمتلك حالياً مايقارب 17 ألف متابعا، وتقييم بعدد 4.8 نقطة من أصل 5 نقاط، “المتابعين دائماً مايشجعونا على الاستمرار، فهناك متابعين من غير السوريين وبمختلف المستويات العمرية والعلمية من أطفال وشباب وجامعيين وغيرهم، وهذا يحفزنا للمتابعة وتطوير لهذا المشروع”.
التركية أم العربية أسهل؟
يقول الأطفال أن “الأتراك يحبون الحديث معهم، خاصة مع عمر، الذي قام بتصوير فيديو مع صاحب أحد المحلات، تشجيعاً لعمر، حسب قوله، ويقول الأتراك أنهم يتحدثون بلكنة مثلهم”، ويتابع الأطفال “كان لدينا صعوبة كبيرة في التعامل مع اللغة التركية، وتعبنا كثيراً عند اللعب مع الأطفال الأتراك، كان عمر هو أول من بدء تعلم اللغة التركية ثم جاءت البنات لاحقاً، وبعد التسجيل في المدرسة بدأ التطور في مستوى اللغة وزيادة المفردات المستخدمة، حقيقة اللغة التركية أسهل من العربية، خاصة في موضوع التشكيل والهمزات وغيرها”.

أمنية عمر في المستقبل؟
تقول والدة الأطفال أنهم “يفرحون كثيراً عند متابعة آراء المتابعين لهم، خاصة التعليقات المشجعة التي تحوي ذكر لأسمائهم”، وتقول سلام: “أنا اتعب أحياناً في عمل الفيديو، ولكني أشعر بالسعادة عندما يعجب المتابعين بالفيديو”، أما سارة فتقول: “اسعد كثيراً بعد مشاهدة الفيديو”، وسدرة تقول: “أحب أن أنجح في تقديم الدور الخاص بي”، وعمر يقول إنه: “سعيد جداً، واتمنى أن أصبح ممثلاً”.



المصدر: ثلاثة توائم سوريون يبتكرن طريقةً فريدة في تعلم اللغة التركية

انشر الموضوع