أحياء مركز المدينة أو أحياء حمص القديمة مثل: «الحميدية، بستان الديوان، الورشة، باب تدمر ، باب الدريب، الخالدية» وغيرها ..هي الأسوأ على الإطلاق بالنسبة لتزويدها بالكهرباء، فسكانها لا يرون الكهرباء إلاّ ساعتين متفرقتين على مدار نهار كامل حتى عندما تشتد شكاويهم واتصالاتهم إلى رقم الطوارىء الذي نادراً جداً ما يرد، أضف إلى ذلك القطع المتكرر في ساعات الوصل القليلة تحت ما يسمى «الحماية الترددية»، ناهيك باشتعال الخطوط الخارجية فجأة وتهاويها أرضاً وخطورتها على المارة، عدا عن احتراق مفاجئ لمحولتين في الحميدية وبستان الديوان خلال العام الماضي ما تسبّب بصعق المنازل بتيار ٣٨٠ فولتاً, وحريق إحداها وبأضرار بالغة في التجهيزات الكهربائية لكثير من البيوت المجاورة، وقيل آنذاك إنه خطأ ناتج عن إهمال وظيفي, ورغم ذلك مرّ الحادثان من دون أي رد فعل ولا تعويضات لمواطنين لم يعوضوا أصلاً عن أضرار منازلهم، بل حمّلوا المسؤولية لعدم تركيبهم منظمات للتيار الكهربائي، وهذا ما قيل للبعض ممن فكروا بالادّعاء على شركة كهرباء حمص, وباختصار صار موضوع التعويضات برّمته نسياً منسياً كأنه من زمن آخر لم يعد أحد يتحدث عنه.
حال مرّ عليها خمس سنوات جعل الناس يائسين تماماً من الشكوى.
على مدار السنوات السابقة لم تفدنا شركة كهرباء حمص بالتوضيحات المقنعة, والأهم لم تأتِ بالحلول لحارات معتمة بشكل شبه دائم !!
مرة .. يكون الرد بأن القواطع و«الفازات» تتعطل باستمرار بسبب الحمولة الزائدة، وهذه الأخيرة تظل زائدة حتى في الصيف, ومرة بأن هذه الحارات تتغذى من محطة فيروزة التي تغذي خمس حارات أخرى شرقية ذات كثافة سكانية مرتفعة واستجرار كبير, ما يجعل التحميل زائداً فيحصل القطع، وهذا التوضيح يخص «الحماية الترددية» التي تطبق على أحياء من دون أخرى وليست بشكل دوري كما تؤكد توضيحات شركة كهرباء حمص, ومرة أن الأسلاك المصنوعة من الألمنيوم بدلاً من التمديدات النحاسية التي سرقت في الماضي لا تتحمل كل ذلك الاستجرار, ومرة أن الاستجرار غير المشروع كثير جداً, ولكن السؤال هو: لماذا لم تعالج تلك الأسباب ولماذا لا توزع الكهرباء بعدالة بين الأحياء؟ علماً أنه دائماً ما يجري تكذيب المشتكين من سكان المدينة القديمة عندما يطالبون بأن تعاملهم الشركة بالكهرباء مثل غيرهم !
ما من مرة تحدثنا إلى عضو المكتب التنفيذي المختص إلاّ وقال: إنه سيوصل هذه المشكلة إلى شركة الكهرباء, وستطرح في اجتماع قريب مع مدير الكهرباء!! وكأنها حال طارئة وليست دائمة لا تحتاج إلى من يخبر عنها !!
ما من مرة طرح الموضوع أمام مجلس المحافظة إلا وكان الرد بعدم وجود غبن!! هذا ما قاله راسم الصيرفي- أحد أعضاء مجلس المحافظة .
يقول السكان: ليوزعوا الكهرباء بشكل متعادل تقريباً بين الأحياء.
مدير عام كهرباء حمص- م صالح عمران اكتفى بالقول : حال الكهرباء سيّئ في حمص كلها وهناك أحياء أسوأ من «الحميدية وجوارها», حيث تحدث انقطاعات لأيام في أحياء ومناطق أخرى من المحافظة.
لكن لا يمكن بالمطلق أن تخفف عن أحد وطأة مشكلته بقولك له هناك من وضعه أسوأ من وضعك.

طباعة