مايو 8, 2024

رصد: كلنا شركاء
كشفت قناة الجزيرة أنها حصلت على وثائق تؤكد للمرة الأولى مدى النفوذ الذي تتمتع به روسيا داخل قوات النظام في سوريا، وأن موسكو تحولت من حليف يدعمه على الأرض، إلى قائد يدير عددا من الألوية والتشكيلات داخله.
وتظهر الوثائق والصور تشكيلا يسمى “اللواء 130 طوعي”، وتشير وثيقة إلى أنه تشكيل جديد ضمن قوات النظام مركزه في منطقة الديماس بريف دمشق. ويضم اللواء في صفوفه ثلاثة آلاف مقاتل منهم 43 ضابطا و140 متطوعة.
ويوزع هؤلاء المقاتلون بعد تدريبهم لمدة ثلاثة أشهر على ألوية قوات النظام في مختلف مناطق سوريا للمشاركة في المعارك ضد كتائب الثوار، ولا سيما في منطقة داريا بريف دمشق.
وتفيد الوثائق أن الروس اختاروا بعد شهرين فقط من انطلاق العمليات الجوية، أن تكون لديهم قوى برية تابعة في شكلها لقوات النظام، بينما هي في الحقيقة تتلقى أوامرها من القيادة الروسية وتحت إشرافها تسليحا وتمويلا وإدارة.
ونقلت القناة عمن أسمته الشاهد الرئيس في البرنامج الاستقصائي الذي أنجزته الجزيرة، ويدعى أبو الحسن، وهو عضو في مجموعة تابعة للمعارضة السورية تدعى “الفهود السرية”؛ إن هذه الأخيرة تمكنت من اختراق لواء تابع لوزارة الدفاع الروسية داخل قوات النظام السوري.
ويضيف الشاهد أن الاختراقات العديدة طالت المستويات الأمنية ومليشيات الدفاع الوطني والجيش النظامي ومليشيا حزب الله اللبناني والمليشيات الإيرانية.
واللواء 130 طوعي، بحسب المصدر، هو واحدٌ من عدة ألوية تظهر بعض الإعلانات المتداولة عنها في وسائل التواصل الاجتماعي الآلية التي يتبعها الروس في تجنيد العناصر لها، إذ تظهر الوثائق جانبا من عمليات الاختلاس التي يقوم بها ضباط اللواء وشكاوى المتطوعات، ويقول الشاهد أبو الحسن إن الأموال المختلسة تصل إلى ضباط النظام ولا تصل إلى الفتيات المتطوعات.
ويظهر شريط مصورٌ مجموعة من المتطوعات اللائي عرضن هوياتهن ووجودهن ضمن القوائم الاسمية، وتقول إحداهن “إننا نتبع لوزارة الدفاع الروسية ونريد أن نقدم شكوى للقيادة الروسية”.
وتقدم الصور والوثائق أول الأدلة على نية روسيا في سوريا، والتي تخالف التصريحات الروسية الرسمية التي رافقت انطلاق التدخل العسكري المباشر لموسكو قبل عام، وتوضح خريطة تركز الضربات الروسية للأماكن المستهدفة، إذ ترسم بصورة واضحة الطموح الروسي في سوريا وآلية تفكيرهم وخريطة غارات الطيران الحربي الروسي.
واختارت موسكو شمال اللاذقية آخر حدود مشروعها فأخرجت المعارضة من أغلبها، ومنطقة “تدمر” أقصى جنوب مسار العمليات الروسية فأخرجت تنظيم الدولة منها، بينما أبقت على حماة وحلب محلا للتفاوض مع القوى الدولية بعد أن وضعت هاتين الركيزتين في شمال ووسط سوريا.
وتقود المعطيات الواردة في الوثائق للاعتقاد بأن موسكو -عقب تدخلها العسكري المباشر في سوريا قبل عام- تستعجل الإمساك بعصب النظام السوري، عبر زرع عناصر موالية لها في صفوف جيشه.
وفيما يبدو أن الروس والإيرانيين باتوا في سباقٍ محمومٍ لمن يسيطر أكثر ويتغلغل في بنية النظام في سوريا ومؤسسته العسكرية، وفي الوقت الذي أعلن فيه “الكريملن” قبل أيام أن روسيا أنقذت سوريا من سيطرة من أسماهم “الإرهابيين” على دمشق، كشف معارض إيراني أن الأموال الإيرانية هي التي أبقت النظام واقفاً على قدميه من خلال التمويل الكامل للعمليات العسكرية في سوريا.

اقرأ:
معارض إيراني: إيران تتكفل بكامل مصاريف حرب بشار الأسد
في ذكرى التدخل الروسي… الكرملين: لولا روسيا لوصل الإسلاميون لدمشق
 


المصدر: تسريبات فضحت مدى تغلغلها… روسيا تسيطر على ألوية في قوات (بشار الأسد)

انشر الموضوع