مايو 17, 2024

تشرين – وليد الزعبي:

كان العمل في قطاف الأشجار المثمرة يكتسب في أغلبيته الطابع الأسري، وخاصة للمساحات الصغيرة، لكن مع اتساع المساحة وهجرة بعض أرباب الأسر من الشباب، أصبح لا بدّ من الاستعانة بعمال آخرين من خارج الأسرة، والمشكلة التي باتت تطفو إلى السطح في هذا المجال، أنّ هؤلاء العمال لم يعودوا بمتناول اليد كلما احتاج إليهم المزارع، حيث كانت في السابق تتواجد في مثل مواسم قطاف الزيتون ورشات كبيرة من داخل المحافظة أو تأتي من خارجها لتقيم بقصد العمل طوال الموسم، لكن بسبب الظروف التي مرت في السنوات السابقة، تراجع عدد اليد العاملة بسبب الهجرة وعدم قدوم أي عمالة من خارج المحافظة.
إن نقص العمالة هذا أدى إلى ارتفاع أجورها بشكل كبير، وحتى لم يعد يُقبِل بعض العمال على جني محاصيل مثل الزيتون، لأنها مربكة ومملّة وتحتاج إلى صبر وجلَد ووقت طويل، ويفضّلون العمل في جني محاصيل أخرى كالخضروات أو الرمان.
رئيس دائرة الإرشاد الزراعي في مديرية زراعة درعا، المهندس محمد الشحادات أشار إلى أنّ جني محصول الرمان في مثل هذا الوقت يكاد يجذب معظم العمالة، لكون قطافه أسهل من الزيتون، والأجر مماثل تقريباً، وهذا الأمر لا شك يتسبب في بطء عملية قطاف محصول الزيتون الذي لن تشتدّ وتيرته قبل أسبوعين على الأقل، وذلك حتى تتراجع عمليات قطاف الرمان وفرزه وتوضيبه بهدف تسويقه أو تخزينه في وحدات الخزن والتبريد، التي تزايدت بشكل كبير في المحافظة خلال السنوات الأخيرة، في ظل الإنتاجية الكبيرة التي تقدر بنحو ٣٠ ألف طن من الرمان للموسم الجاري.
ولفت الشحادات إلى أن أجور اليد العاملة تحدّد إما باليومية أو الساعة أو الوزن (على الكيلو غرام)، وهي بالعموم تصل في إجماليها باليوم إلى ما بين ٢٥ و ٤٠ ألف ليرة للعامل الواحد، وهذا لا شك يزيد من الأعباء والتكاليف على الفلاح، ويرفع حتى من قيمة المنتج الزراعي على المستهلك. وعلى سبيل المثال هنا سترتفع قيمة صفيحة زيت الزيتون، نظراً لهذه الأجور المرتفعة، مضافاً لها أجور العصر والنقل، عدا عن تكاليف الرعاية طوال الموسم، وبيّن أن الكميات المقدّر إنتاجها من ثمار الزيتون لهذا الموسم تبلغ نحو ٢٥ ألف طن، وبعد تحييد ٣٠٪ منها لغرض المؤونة، فإنه سينتج عن الباقي حوالي ٣ آلاف طن من الزيت، علماً أن مبيع الصفيحة الآن بنحو 1.050 مليون ليرة، وقد يستمر قطاف الزيتون لغرض العصر حتى منتصف كانون الثاني القادم.
ولجهة الإرشادات التي ينصح الفلاح باتباعها في عملية قطاف وفرز وتوضيب الرمان، أوضح رئيس الدائرة أنها تتمثّل بضرورة استخدام عبوات مناسبة لثمار الرمان حسب السوق المتوجّهة إليها، وقطاف الثمار بشكل يدوي والحرص عليها من السقوط على الأرض كي لا تتأذّى وتصاب الخدوش، الأمر الذي يؤثر سلباً في تخزين هذه الثمار، وبالنسبة للزيتون فإن القطاف اليدوي هو الأمثل، حيث لا تتكسّر الأغصان الجديدة أو المثمرة خلاله، بينما تتكسر الثمار أو الأغصان أو تنخدش الحبات وتصبح عرضة للأعفان بالطرق الأخرى، ولا بد من فصل الثمار اليابسة والمتساقطة أسفل الشجر وعدم خلطها مع الثمار حديثة القطاف، لكي لا تؤثر في نوعية الزيت الناتج، وهناك ضرورة لجمع الثمار كل يوم بيومه ونقله إلى المعصرة وعدم تعبئة الثمار في أكياس نايلون أو خيش، وإنما تعبئتها في صناديق بلاستيكية للحفاظ عليها خالية من الإصابات، كما ينبغي تعبئة الزيت الناتج بعبوات صالحة لاستخدام الزيت وتخزينها بعيداً عن أماكن الرطوبة.

تابعونا على تويتر

انشر الموضوع