مايو 16, 2024

قد سمحت هذه المساهمة بمساعدة نحو 25,000 أسرة سورية لاجئة من الأسر الأكثر ضعفاً للبقاء والصمود في ظل درجات الحرارة المنخفضة في لبنان.

كلنا شركاء: مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين
مع حلول البرد والأمطار في المناطق الجبلية في لبنان، يكافح اللاجئون السوريون من أجل الصمود في ظلّ الأحوال الجوية والمناخية القاسية.
وفي حين يستمتع العديد من السكان بالثلوج التي تحملها أشهر الشتاء، إلا أن هذا الموسم لا يعني سوى معاناة مضاعفة لآلاف اللاجئين السوريين الذين يعيشون في خيم هشة.
غزوة فيصل إبراهيم، البالغة من العمر 50 عام، هي إحدى هؤلاء اللاجئين. فرّت من مسقط رأسها في الرقة، سوريا، سنة 2012، مع أطفالها الأربعة الذين تتراوح أعمارهم بين الثمانية والسبعة عشر عاماً. تواجه الآن هذه المرأة وعائلتها فصل الشتاء الذي يترافق مع تحديات وصعوبات لا سيما بالنسبة إليهم إذ يصبح من الصعب والمكلف جداً الحفاظ على الدفء والجفاف.
لكن، وبفضل المال الذي تتلقاه غزوة خلال أشهر الشتاء عبر بطاقة الصراف الآلي من المفوضية، تتمكن من تحمّل تكاليف تدفئة خيمتها المتواضعة وشراء المستلزمات الأساسية الأخرى لأطفالها.
توضح هذه الأم تأثير الدعم الذي تتلقاه، قائلة: “ساعدتنا [المفوضية] بشراء الأغطية والملابس والمستلزمات المنزلية”.
لقد ساهمت دولة الكويت، وهي من الجهات المانحة الأكثر سخاء للمفوضية في المنطقة، بحوالي 8 ملايين دولار أميركي لبرنامج المساعدات النقدية الشتوية، فاستفادت من هذا التمويل نحو 25,000 أسرة سورية لاجئة من الأسر الأكثر ضعفاً.
“فليديمهم الله ويوفقهم؛ وانشاء الله يظلون مستمرين في دعمنا. ماذا قد نريد منهم أكثر من ذلك؟”، تضيف غزوة.

أطفال سوريون لاجئون يلعبون أمام خيم عائلاتهم في مخيم عشوائي في منطقة غزة في البقاع في لبنان.  © UNHCR/Maria Hatem

توشك الأزمة السورية على الدخول في عامها السابع؛ وقد استنزف اللاجئون معظم مدخراتهم، إن لم يكن كلها. فقد بيّنت دراسة أجريت مؤخراً أن أكثر من 70% من نحو المليون لاجئ سوري المتواجدين حالياً في لبنان يعيشون تحت خط الفقر. ومع محدودية فرص الحصول على أعمال مدرة للدخل، يُضطر هؤلاء اللاجئون إلى الاعتماد على المساعدات، خاصة خلال أشهر الشتاء إذ تتزايد خلالها النفقات لتغطية تكاليف التدفئة والملابس وغير ذلك.
فرّ حاتم علي محمد ذو ال 46 عاماً مع زوجته عليا وأطفالهما السبعة من حمص منذ أربع سنوات. وبحسب عليا، فقد أحدثت المساعدات الشتوية فرقاً كبيراً في حياتهم.
“كنت [وكأنني] في بئر عميق وصعدت إلى الحياة… ربي لك الحمد، جازاهم الله كل الخير. [إنهم] يساعدونني كل شهر”، تقول عليا وعلامات الارتياح بادية على وجهها. وتضيف، “بفضل المساعدات التي نتلقاها، يمكننا دفع ثمن الوقود وشراء السترات الشتوية لأطفالنا”.

تسعى المفوضية إلى تأمين المساعدة لـ178,000 أسرة سورية لاجئة ضعيفة، وذلك من خلال برنامجها الخاص بالمساعدات الشتوية الذي يستمر من نوفمبر 2016 إلى مارس 2017 ويشتمل على دعم نقدي وإعادة تأهيل للمساكن وعمليات توزيع للمواد العينية.
لقد شكّل هذا النوع من المساعدة، الذي ساهمت فيه دولة الكويت بسخاء كبير، شريان حياة للاجئين المعرضين للخطر مثل أسرة عليا، إذ ساعدهم على الصمود في ظلّ الظروف المناخية القاسية.
وكان هذا التمويل الأحدث ضمن سلسلة من المساهمات الحيوية التي قدمتها دولة الكويت بهدف تأمين المساعدة للأشخاص النازحين قسراً. فمنذ عام 2013، تبرّعت الكويت بأكثر من 340 مليون دولار أميركي إلى المفوضية من أجل دعمها في تلبية الاحتياجات الملحة للمتضررين من الأزمة السورية، كما كانت من الجهات الفاعلة والأساسية في الاستجابة الإنسانية للتصدي للأزمة السورية، إذ استضافت ثلاثة مؤتمرات دولية للجهات المانحة وتعهدت بـ300 مليون دولار أميركي خلال مؤتمر لندن في عام 2016 الذي شاركت في استضافته جنباً إلى جنب مع الأمم المتحدة وغيرها من الدول المانحة.
المصدر: تبرع سخي للكويت يوفر شريان حياة للاجئين السوريين في لبنان خلال الشتاء

انشر الموضوع