مايو 15, 2024


رصد: كلنا شركاء
كشفت هيئة الاذاعة البريطانية «بي بي سي» عن وجود قوات بريطانية خاصة على جبهات القتال في سوريا تعمل إلى جانب جيش سوريا الجديد في قتال «داعش»، ما يعد دليلاً على المشاركة المباشرة للقوات البريطانية، وعدم اقتصار مهامها على تدريب مسلحي المعارضة فقط. وتظهر في الصور مركبات تقوم بدوريات بالقرب من موقع هجوم نفذه تنظيم داعش.
ومن المعتقد أن هذه المرة الأولى التي يجري التقاط صور لقوات بريطانية تعمل داخل سوريا، حيث تشارك القوات بأعداد صغيرة في أدوار واسعة النطاق منها المراقبة والقتال، بجانب أدوار استشارية، بحسب صحيفة الشرق الأوسط.
ونشرت صحيفة «غارديان» البريطانية، صورًا ترصد جنودًا من قوات بريطانية خاصة يجلسون فوق مركبات الدوريات الطويلة، المعروفة باسم «ثعلب»، أثناء تنقلها حول قاعدة لجماعات مسلحة قرب الحدود السورية – العراقية. وتعتبر «ثعلب» بصورة أساسية سيارات «تويوتا» رباعية الدفع جرى تعديلها وتسليحها وتحديثها بهدف استخدامها في مهام الاستطلاع والمراقبة عبر مسافات طويلة. وقد جرى تطوير هذه المركبات منتصف العقد الماضي عبر مشروع مشترك بين شركة دفاعية مدعومة من الحكومة في الأردن وشركة «جانكيل» بالمملكة المتحدة.
وأفادت تقارير بأن المنطقة التي جرى تصوير المركبات بها تدعى التنف، وهي معبر حدودي ما بين سوريا والعراق خضع لسيطرة «داعش»، بجانب أنه غير بعيد عن الحدود الأردنية. ويبدو من الصور أنها تظهر قوات بريطانية تتولى تأمين محيط قاعدة لجماعات سوريا مسلحة في أعقاب هجوم تعرضت له من جانب «داعش»، تبعًا لما أفاده «بي بي سي». ويبدو الجنود في الصور يحملون صواريخ مضادة للدبابات ورشاشات قنص ومدفعية ثقيلة أخرى.
وكما ذكر موقع «بي بي سي» أن الجنود يعملون داخل القاعدة، حيث يضطلعوا بأدوار دفاعية. في الإطار ذاته، أقر متحدث رسمي باسم «جيش سوريا الجديد»، أن قوات بريطانية خاصة قدمت تدريبًا وأسلحة ومعدات أخرى لهم.
وقالت «غارديان»، إن وزارة الدفاع البريطانية رفضت التعليق على الصور، إلا أن مصدرًا مستقلاً أكد أن ما يظهر في الصور قوات خاصة تنتمي إلى المملكة المتحدة، وتعمل ضد «داعش» داخل سوريا والعراق وليبيا.
والمعروف أن القوات الخاصة تفضل العمل في سرية، على الأقل لفترة كافية قبل الإعلان عن مهامها، لكن مع انتشار الكاميرات، وعدم شعور الجنود العاملين بجوار هذه القوات الخاصة بالضرورة إلى احترام هذه السرية، تزداد صعوبة التكتم على مثل هذه المهام يومًا بعد آخر.
ولاحظت الصحيفة أن القوات الخاصة تضطلع بدور واسع، حيث تعمل بالمناطق الحدودية بين معقل «داعش» في الرقة بسوريا والمدن والقرى المرتبطة بها في شمال حصنها الحصين في العراق والموصل. من جانبها، أسست القوات الأميركية الخاصة قاعدة داخل الصحراء السورية بين الرقة والحدود العراقية، ترمي لتوفير الدعم للجماعات السورية المسلحة الساعية لمحاصرة الرقة.
من جانبه، وافق برلمان المملكة المتحدة على حملة جوية ضد «داعش» في سوريا، لكن ليس المشاركة بقوات برية. ومع ذلك، فإنه لطالما جرى التعامل مع القوات الخاصة على نحو مختلف. وترفع الحكومة شعار أن القوات الخاصة يمكن نشرها في أي مكان يعتبر مصدر تهديد للمملكة المتحدة.
ويتمثل التقليد السائد في أن القوات الخاصة لا تذكر قط داخل البرلمان البريطاني، لكنها تخضع للمراقبة من خلال لجنة شؤون الاستخبارات داخل البرلمان.
من ناحيتهم، أشار وزراء دفاع إلى أنه من غير المنطقي توقع أن تقف القوات الخاصة المشاركة في الحرب ضد «داعش» عند الحدود العراقية، بالنظر إلى أن الإرهاب الذي يقترفه التنظيم لا يعترف بأية حدود بين العراق وسوريا.
تأسس «الجيش السوري الجديد» بدعم أميركي عام 2015 كجماعة مسلحة معتدلة تهدف بصورة أساسية لمحاربة «داعش» بمحافظة دير الزور، التي تقع بأكملها تقريبًا تحت سيطرة مسلحين. وترى «غارديان» أنه قدم أداء باهتًا، وجاءت أهم العمليات التي اضطلع بها في يونيو (حزيران) هذا العام، عندما شنت الجماعة هجومًا ضد البوكمال، (مدينة تقع على الحدود العراقية شكلت منذ أمد بعيد نقطة عبور حدودية للمقاتلين الأجانب خلال فترة الاحتلال الأميركي، وخاضعة حاليًا لسيطرة «داعش»). وقد أخفق الهجوم، ومن الواضح أن السبب يعود إلى غياب قوة جوية داعمة كافية من جانب الحلفاء الغربيين.
من جانبها، نشرت «ذي واشنطن بوست» تقريرًا أشار إلى أن طائرات حربية أميركية كان من المفترض أن تساعد في المعركة، لكن جرى تحويلها إلى الفلوجة، حيث تولت قصفًا لموكب تابع لـ«داعش» كان يفر من المدينة.
وكشفت صحيفة «تايمز» البريطانية في يونيو الماضي عن دور سري تقوم به قوات بريطانية خاصة داخل الأراضي السورية، حيث تشارك تلك القوات في ما يعرف بتشكيل «جيش سوريا الجديد» في معاركه ضد تنظيم «داعش» جنوب شرقي البلاد.

اقرأ:
تكريمٌ روسيٌ لقيادي في ميليشيا (لواء القدس) الموالي للنظام



المصدر: (بي بي سي) تكشف عن تواجد عسكري بريطاني في سوريا

انشر الموضوع