مايو 13, 2024

تتعرَّضُ الأحياء الشرقية لمدينة حلب منذ عدَّة أيام إلى قصفٍ عنيفٍ وأهوج من قبل الطيران الروسي وطيران النظام، ويتسبب هذا القصف بسقوط عشرات القتلى والجرحى من المدنيين على مدار اليوم والساعة تحت أنقاضِ مساكنهم المُدمَّرة وبيوتهم المُهدَّمة.
وانطلاقاً من كون حياة الإنسان السوري هي القيمة ذات الأولوية العظمى بالنسبة لنا في تيار بناء الدولة السورية، فوق السياسة وجميع اعتباراتها، وانطلاقاً من قناعتنا وإيماننا بأن الدولة السورية المنشودة لا يمكن أن تُبنى على حطامِ وطنٍ ورُكامِ إنسان، فإنَّ مساعينا وجهودنا ومواقفنا تتمحور بالدرجة الأولى حول إنقاذ المدنيين الأبرياء من آلةِ الحرب الظالمة.
بناءً على ذلك فإننا نرى أنَّ إنهاء مأساة أهلنا في حلب يتطلب عدداً من الخطوات من جميع الأطراف. وقبل الحديث عن ذلك لا بد من التذكير أننا طالبنا جبهة النصرة (فتح الشام) منذ أيام بالتخلي عن عقيدتها الجهادية وإعلان انفصالها عن مشروع الخلافة والقبول بأن الدولة السورية المنشودة هي دولة تقوم على مبدأ المواطنة وحقوق الإنسان والمساواة بين جميع المواطنين من دون أدنى تمييز على أساس الدين أو العرق أو الطائفة أو الجنس. وإقرارهم بأن هذه الدولة يجب أن تكون محايدة تجاه جميع العقائد والأديان والعبادات. ولكن وعلى اعتبار أنها ليست في وارد قبول مثل هذا الكلام. فإنَّنا نرى:
– أن تتبنى جميع قوى المعارضة، بما فيها الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة وهيئة التنسيق الوطنية والهيئة العليا للمفاوضات، خطاباً صريحاً بأن جبهة النصرة ليست ضمن قوى ”الثورة السورية“، وهذا لأنها بالإضافة لكونها ليست معنية إطلاقا بقيم الحرية والكرامة والمساواة فإن تصنيفها الدولي كجماعة إرهابية يتوجب مواجهاتها مثل داعش وفق المادة الثامنة من قرار مجلس الأمن ٢٢٥٤ ويعطي الذريعة القانونية لطيران النظام والطيران الروسي بقصف مناطقها.
– نطالب جميع قوى المعارضة بأن تضم صوتها إلى صوتنا بمطالبة جميع الفصائل المسلحة بفك ارتباطها عن جبهة النصرة بأسرعِ وقت، وذلك حماية لمقاتلي هذه الفصائل من الموت المجاني.
– نطالب الدول الإقليمية الراعية بشكل غير علني لجبهة النصرة بتقديمِ خطابٍ صريحٍ وغير ملتبس يعتبر النصرة مجموعةً إرهابية.
– ونطالب الولايات المتحدة بالضغط على الدول الإقليمة لإعلانِ موقفٍ صريحٍ من النصرة.
– يعتمد الموقف الروسي في قصفه لأحياء حلب الشرقية على القرارات الدولية التي أوجبت مواجهة داعش والنصرة في سوريا، لكننا نلفت انتباه القيادة الروسية إلى أن هذه القرارات لم تسمح بقتل المدنيين المقيمين في مناطق سيطرة النصرة. لذلك فإننا نطالب روسيا بشكلٍ حازم باتباع أساليبَ وآلياتٍ قتالية أخرى مختلفة في مواجهة النصرة تكون كفيلةً بالحفاظ التام على أمان المدنيين من آلة الموت والدمار، حتى لو كانت هذه الأساليب أكثر بطأً في حسم المعارك. فحياة المدنيين وسلامتهم غاية لا نقبل التفريط فيها.
– نأمل أن تستأنف روسيا وأمريكا الهدنة التي اتفقتا عليها في التاسع من هذا الشهر بعد إضافة بند جديد يضمن آليات رقابة دولية لمناطق الاشتباك.
– نتمنى من الأمم المتحدة الكشف بشفافية عن الطرف الذي يعيق إيصال المساعدات للسكان في المناطق المحاصرة. وكذلك الكشف عن حقيقة من يقوم بقطع مياه الشرب عن الأهالي.
نأمل في النهاية أن تتحمل قوى المعارضة مسؤولياتها تجاه أبناء شعبها وتعتبر أن الأولوية الآن هي لحماية المدنيين وأن تتخذ الخطوات الجريئة من جبهة النصرة كي لا تكون بموقع من يؤمِّن الغطاء للطيران الروسي وطيران النظام والتسبب في قتل المدنيين.
تيار بناء الدولة السورية 26/09/2016


المصدر: بيان تيار بناء الدولة السورية لإنهاء مأساة المدنيين في حلب

انشر الموضوع