مايو 17, 2024


بهنان يامين: كلنا شركاء
   يقول المثل المصري العامي، ” يا فرحة ما تمت”، وهذا المثال ينطبق على مؤيدي النظام في شوارع المنطقة التي يسيطر عليها، الذين تظاهروا فرحاً بـ “تحرير” موهوم وهو سقوط منطقة بني زيد، والسكن الشبابي، والاشرفية في يد الطاغية الاسدي وحلفائه من روس، وايرانيين، وشيعوين،و الـ P.Y.D، حالمين في يقظتهم بأن هذا السقوط هو بداية نهاية معركة حلب، وان حصار حلب، قد اصبح تحصيل حاصل.
  حلم اليقظة هذا لم يكن مقتصراً، على تلك المجموعات المغسولة الدماغ، والتي اشتغل عليها النظام خلال أكثر من نصف قرن على استلاب ارادتهم وعقلهم وتفكيرهم، بل تعداه الى حكومة الاحتلال الروسي، التي أخذت تتبجح بأن عملياتها الارهابية في حلب، هي عمليات انسانية، معلنة عن اربع “ممرات انسانية” للذين يريدون الخروج من المناطق المحررة الى منطقة الاحتلال الروسي- الايراني – الحزبلاوي، ولكن استيقظوا من حلمهم، ليجدوا بأن هذه الممرات وهمية وان سكان حلب لن يخرجوا من بيوتهم.
  بالطبع مظاهرات مؤيدي النظام، هي عملية لاأخلاقية، فكيف يكون أخلاقياً من يرقص ويهزج ويفرح بمحاصرة مجموعة بشرية كبيرة، باطفالها ونسائها ومسنيها، وتجويعهم، وعملهم هذا مدان ومستهجناً، عملهم هذا لا يستطيع أحد تبريره، لانه مرفوض، من قبل الف باء الاخلاق، وان لم نقل الف باء المفاهيم الدينية، التي ترفض مثل هذا ” الفرح” الهستيري.
  استيقظ رعاع النظام منذ يومين على حقيقة جديدة، الا إن حلمهم هو حلم يقظة، ما فتئوا ان اكتشفوا بانه حلم لا يمكن ان يتحقق لانه حلم يقظة، بينما على الطرف الأخر هناك حلم يتحقق ويتحول حقيقة وواقعاً، الا وهو الهجوم المعاكس التي قامت به القوى المقاتلة على الارض، لتحول حلم اليقظة الروسي- الاسدي- الحزبلاوي، الى كابوس حيث انهارت الجبهات، ونجح الثوار بالتقدم على أكثر من موقع، وصولاً الى السيطرة على الكلية العسكرية، ومدرسة المدفعية، وعوضاً ان يخرج اهالي المناطق الشرقية من حلب عبر “الممرات الروسية اللانسانية”، كان أهالي الحمدانية، والمساكن المحيطة بها، هم من يفتشون عن ممرات أمنة للتخلص من اوار الحرب، بالطبع سمحت القوى المقاتلة ان يخرجوا الى اماكن أمنة، لان لا مشكلة لهم مع المدنيين بل مع قوى الطغيان، والقوى الظلامية الطائفية الداعمة للطاغية، الذي لم يخجل من ان يدمر سورية.
  لن نتحدث عن البطولات التي تسطر، ولا الاماكن التي تتحرر، فالجميع بات يعرفها جيداً من خلال الفضائيات، ومن صفحات التواصل الاجتماعي، بل سنبحث عن اسباب فشل حلم اليقظة الروسي الايراني الحزبلاوي من ان ينجح، وماهية اسباب تحقق الحلم الواقعي لدى القوى المعارضة والمقاتلة، وها هي اليوم تسقط الحصار من خلال تحرير دوار الراموسة ومن ثم الراموسة بحد ذاتها، لتفك بذلك الحصار عن المنطقة الشرقية.
  فشل النظام في تحقيق نصر كان يبتغيه، هو وكل من سانده، بما فيهم القوى الكردية من جماعة صالح مسلم، التي تحالفت مع النظام ضد الشعب السوري، وضد مصالح الشعب الكردي، واحد أهم اسباب هذا الفشل كون هذه القوى تقاتل ضد شعب قرر الشهادة او النصر، والنصر هو باسقاط ليس الاسد فحسب، بل النظام برمته، لانه من المستحيل ان يبقى النظام، لان السرطان الذي اصاب رأس النظام، قد تفشى في كل هيكل النظام من جيش وقوى امنية وشبه امنية.
  القوى الروسية حين احتلت سورية، اعتقدت بأنها حضرت لكي تحقق ما لم يتسطيع تحقيقه كل من الايرانيين واتباعهم من مليشيات، بما فيها ميليشيا النظام، التي كانت تسمى “الجيش العربي السوري”، ولكنها فشلت بذلك وتمددت الايام والاشهر وقد تمر سنوات قبل ان يكتشف قيصر روسية الجديد فلاديمير بوتين، بأنه قد توحل في سورية، وها هي طائراته ومروحياتها تسقط، بفضل عزيمة الشعب المؤمن بكرامته وقضيته.
اعتقدت القوى المعادية للشعب السوري مجتمعة، بأن سقوط حي او اثنين او ثلاث، سيغير المعادلة العسكرية على الارض، ومعها بالطبع المعادلة السياسية، التي حسب قوى النظام تعني ببساطة استسلام حلب والقوى المقاتلة فيها، ولكن الواقع غير حلم اليقظة، فانك لن تستطيع ان تهزم شعباً اطفاله ابطال يحرقون الدواليب لتعكير صفو الاجواء الحلبية، ليكحلوا حلب بدخان يستر حركة الصامدين في الداخل الحلبي، صحيح بأن حرق الدواليب لن يمنع الطيران الروسي من ان يقصف بشراسة احياء حلب، ولكن مجرد التفكير بعملية حرق الدواليب هو عمل عسكري، صحيح طفولي ولكنه نصر رمزي على دولة عظمى اسمها روسية الاتحادية.
عندما قذف الطفل الفلسطيني الحجارة تحدياً للجيش الذي هزم الدولة العربية وجيوشها قاطبة، سخر الجميع من هذا الفعل، واليوم يسخر الكثيرون من فعل حرق الدواليب، ولكن سيندمون لان هذا الفعل الطفولي فيه تصميم وارادة للنصر.
اما اصحاب أحلام اليقظة فنقول لهم بان هذا النظام بح، قد انتهى ولم يعد صالح الفعالية فافيقوا، فعلى ابواب حلب ووبمية الذهب كتب المجد ، وعلى قلعتها، سيكتب مرة اخرى، بأن هناك طاغية مر بحلب وانهزم، لان سقوط  هذا الطاغية وحلفائه سيكون في حلب.



المصدر: بهنان يامين: المجد نكتب، بمية الذهب، على أبوابك يا حلب

انشر الموضوع