مايو 5, 2024

يقول تقرير نشره موقع بلومبيرغ (Bloomberg) الأميركي إن الحرب الروسية على أوكرانيا أدت إلى إعادة تقييم عميقة في العواصم الأوروبية لعلاقاتها الفردية والجماعية مع الصين.

وأوضح أنه في مواجهة الحاجة إلى التخلص السريع من الاعتماد على الطاقة الروسية التي تراكمت على مدى عقود يعيد المسؤولون الحكوميون من روما إلى براغ تقييم علاقاتهم الاقتصادية والسياسية مع الصين.

وأورد أن كبار المشرعين في برلين -الذين يقرون الآن بأن مثل هذا القرب من روسيا يمثل عائقا تاريخيا- بدؤوا يرون خطر تكرار الخطأ مع نظام استبدادي آخر، مما يدق ناقوس الخطر بشأن مكانة ألمانيا كأكبر شريك تجاري لبكين في أوروبا.

بدورها، عززت إيطاليا حق النقض ضد عمليات الاستحواذ الأجنبية على الشركات الإيطالية، وهو إجراء موجه ضد الصين.

علاقة صعبة

وعلى مستوى الاتحاد الأوروبي توترت المواقف بشأن رفض بكين إدانة الحرب الروسية على أوكرانيا ومحاولاتها تقويض الوحدة عبر الأطلسي.

وعُقدت قمة افتراضية بين الاتحاد الأوروبي والصين في الأول من أبريل/نيسان الجاري، وسط ما وصفت بـ”العلاقة الصعبة” بشكل متزايد بين الجانبين.

وعلى خلفية الحرب في أوكرانيا، دخل الاتحاد الأوروبي في المحادثات مع إعطاء الأولوية الرئيسية لدعوته الصين إلى استخدام نفوذها مع روسيا لوقف إراقة الدماء.

وبعد تلك القمة جاء في بيان صادر عن وزارة الشؤون الخارجية في بكين أن الرئيس الصيني شي جين بينغ دعا أوروبا إلى أن تكون لها وجهة نظر “مستقلة” تجاه الصين، وأن حل النزاع هو استيعاب “المخاوف الأمنية المعقولة لجميع الأطراف المعنية”. ووصف مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل التفاوض مع الصين بأنه “حوار الصم”.

حياد صيني مرفوض أوروبيا

وأشار التقرير إلى إعلان الرئيس الصيني بعد أن التقى نظيره الروسي فلاديمير بوتين في أوائل فبراير/شباط الماضي “شراكة غير محدودة”، وموقف بكين البقاء على الحياد في الصراع الروسي الأوكراني وإعلانها أنها تتفهم موقف الرئيس الروسي حتى أثناء دفاع بكين عن سيادة أوكرانيا.

ويقول التقرير إنه من غير المرجح أن ترحب بكين بعدم الاستقرار والاضطراب الاقتصادي الذي جلبته حرب بوتين، ويقول الاتحاد الأوروبي إنه حتى لو كانت قدرة بكين بشأن التأثير على بوتين محدودة إلا أن لديها قنوات فريدة يمكنها استخدامها لمحاولة ذلك.

ويقول دبلوماسي أوروبي في بكين إن الحرب تدفع الصين وأوروبا بعيدا عن بعضهما البعض، مما يعزز التنافس الشامل بينهما، وإن هذه الحرب تعزز الحجة القائلة إنه يتعين على أوروبا تقليل اعتمادها على بكين.

مشكلة ليتوانيا مع الصين

وكذلك قال وزير الخارجية الليتواني غابريليوس لاندسبيرغيس الذي عانت دولته المطلة على بحر البلطيق من انهيار الصادرات إلى الصين بعد أن دخلت في صراع مع بكين بشأن تايوان “هذه حقا ضربة يجب أن توقظ الغرب”، وقدم الاتحاد الأوروبي شكوى إلى منظمة التجارة العالمية في مارس/آذار الماضي بشأن معاملة الصين لليتوانيا.

يُذكر أن الصين تفوقت على الولايات المتحدة كأكبر شريك تجاري للاتحاد الأوروبي في عام 2020، إذ بلغ إجمالي التجارة حوالي 868 مليار دولار العام الماضي.

وتسببت الحرب في أوكرانيا في تعطل سلاسل التوريد الهشة بالفعل على طرق التجارة بين الصين وأوروبا، فيما أدت إلى ارتفاع تكاليف الطاقة والمواد الخام، كما أن الاعتبارات الجيوسياسية تؤثر أيضا على الشركات الأوروبية العاملة في الصين.

وكانت العلاقات بين الاتحاد الأوروبي والصين قد تدهورت بشكل حاد العام الماضي، حيث فرضت عقوبات متبادلة بسبب حقوق الإنسان في شينجيانغ.

اقرأ ايضاً: أفضل اشتراكات القنوات العربية (عالية الجودة)

انشر الموضوع


اشترك بالإعلام الفوري بالاخبار الجديدة بالإيميل .. ضع بريدك