مايو 17, 2024


عبد الرزاق الصبيح: كلنا شركاء
دمّرت غارات الطائرات الروسية التي استهدفت مدينة إدلب يوم الأربعاء 10 آب/أغسطس، جزءاً كبيراً من كنيسة “السيدة العذراء” الكنيسة الوحيدة في مدينة إدلب، إضافة إلى دمار كبير في الحي الذي يقطنه المسيحيون، الأمر الذي اضطر أهالي الحي من المسيحيين إلى مغادرة الحي، وتوزعوا على أطراف المدينة خوفاً من القصف.
وكانت هذه المرة الثانية التي تتعرض فيها ذات المنطقة للغارات الروسية خلال أقل من شهرين، واستهدفت الحي الذي تقطنه غالبية مسيحية وسط مدينة إدلب بغارتين جويتين بالقنابل الفراغية، وتسببت الغارات بدمار كبير في الحي واشتعلت النيران فيه، كما تسببت بجرح عدد كبير من المدنيين المسيحيين الذين كانوا في الشارع، بالإضافة إلى حرق عدد كبير من السيّارات.
الكنيسة التي تعرضت لقصف الطائرات الروسية تدعى “كنيسة السيّدة العذراء”، وهي الكنيسة الوحيدة في المدينة، وتعود لمئات السنين، تم بناؤها في العام 1886 في عهد السلطان العثماني عبد الحميد الثاني، وتعتبر من المعالم الأثرية في محافظة إدلب، وبناؤها قديم جداً، وجراء الغارات الروسية تهدّمت الواجهة الشرقيّة من الكنيسة في منطقة المذبح، كما تم تدمير جزء من السقف، وتمكّنت فرق الدفاع المدني من إخماد الحريق قبل أن يمتد إلى كل الكنيسة.
وحاولت “كلنا شركاء” التواصل مع راعي الكنيسة الأب إبراهيم فرح المقيم في تركيا إلا أنه رفض الإدلاء بأي تصريحٍ لوسائل الإعلام حول الحادثة، وقال إن الروح البشرية أهم من الحجر، فالأهم بالنسبة له اليوم هو وقف نزيف الدم السوري ودور العبادة يمكن إعادة بنائها.
وكان فرح غادر البلاد إبان سيطرة (جيش الفتح) أواسط عام 2015 على مدينة إدلب، حيث أمنت له كتائب الثوار طريقاً آمناً ومعه العشرات العائلات المسيحية إلى تركيا بناء على طلبه، بحسب ما ذكر في مناسبات سابقة، في حين بقي قسم آخر من العائلات المسيحية في المدينة.
وتعيش العائلات المسيحية في مدينة إدلب مثل باقي العائلات، وقسم كبير منهم يعتمدون في معيشتهم على الحرف التقليدية، ويتمتعون بحرية التنقّل والحركة، ولهم احترام خاص بين المدنيّين، ولهم علاقات واسعة مع بقية المدنيين في المدينة، كما أن لديهم سمعة جيدة بين أوساط الأهالي، وقسم كبير من العائلات المسيحية توزّعت على أنحاء مدينة ادلب، كون الحي يقع وسط المدينة ويتعرض بشكل متكرر للغارات الجويّة، ومن العائلات المسيحية المشهورة في المدينة (عائلة كبّاد ونقولا والنّعمان وقرنوب).
وفي قرية اليعقوبية القريبة في ريف إدلب الغربي (ناحية جسر الشغور) ما يزال قسم كبير من العائلات المسيحية تقيم في القرية، والتي تعرضت أيضاً بدورها في وقت سابق لغارات جوية من قبل طيران الروس والطيران الحربي التابع للنظام، وتسببت الغارات سابقاً بمقتل شخصين وجرح العشرات منهم.
ويرفض المسيحيّون في إدلب عموماً الحديث أمام الكاميرات، خوفاً على أقاربهم في مناطق النظام، ويقولون بأنّهم لن يغادروا مدينة إدلب رغم الغارات الجويّة، ورغم القصف والدمار، وأنّهم سيبقون في هذه الأرض مثل باقي السوريين.
وتداول ناشطون سوريون أخبار استهداف الحي المسيحي في إدلب كدليلٍ على كذب ادعاءات النظام بحماية الأقليات بينما لا تميز طائراته بين أقلّية أو أكثريّة، وفي الحقيقة كانت الأقليّات هي ورقة يتاجر فيها النظام لصالحه ويدّعي حمايتها.
اقرأ:
غاراتٌ جويةٌ على إدلب وريفها تودي بحياة 15 مدنياً



المصدر: بعد قصفها من قبل الروس… راعي كنيسة إدلب: الناس أهم والحجر يعاد بناؤه

انشر الموضوع