أبريل 28, 2024

بشار الحاج علي: كلنا شركاء

أعلنت نيكي هايلي المندوبة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، أن مشاركة الرئيس السوري بشار الأسد في أي انتخابات مقبلة في سوريا، “غير مقبولة”.
وعلقت هايلي في مقابلة مع قناة “ABC”، على تصريحات وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون بخصوص الأسد، قائلة: “هذا لا يعني أننا سنقبل مشاركته (الأسد) في الانتخابات”.

وعندما سئلت هايلي، لأول مرة عن “دعم روسيا للرئيس السوري بشار الأسد في قتل المدنيين السوريين”، لم تقدم إجابة مباشرة عن السؤال، بل تحدثت عن أسباب اندلاع الأزمة السورية وضرورة اهتمام الدولة بحقوق الإنسان.

ولذلك عادت الصحفية التي أجرت المقابلة، إلى السؤال مرة أخرى، واستفسرت من المسؤولة الأمريكية مباشرة حول تصريحاتها الأخيرة، التي أكدت فيها أن “إزاحة الأسد” لم تعد أولوية بالنسبة لواشنطن.

هذا الطعم الذي رمته الإدارة الأمريكية وتلقفته الغطرسة الروسية و ملحقاتها (السلطة الحاكمة في سوريا ) وهنا لم يتمكن الذكاء الروسي مع عبقرية النظام من معرفة ما ترمي إليه الإدارة الأمريكية من خلال تصريحات السيدة هايلي الواثقة بنفسها والمتمكنة، والتي أجادت في إدخال عنصر التشويق من خلال تهربها المفتعل من أسئلة الصحفية المصممة على انتزاع موقف واضح تجاه أضعف دكتاتور حافظ عليه أعداؤه وأصدقاؤه لغاية في نفس كل منهم، وحين التبس الموقف على الدب وذيله، تجرّؤوا ليردوا ببالون اختبار لمعرفة حقيقة الموقف الأمريكي هل هو شبيه بخطوط أوباما الحمراء وأيامه المعدودة؟

فكان الكيماوي الموضعي في خان شيخون هو عبارة عن اختبار أمرت به روسيا وارتكبه النظام، وهذا الاختبار جاء سريعاً بعد التصريحات المتضمنة أن تغيير الأسد ليس أولوية بل الأولوية لقتال داعش، وهذا يدل على مأزق ما يستشعره الدب وذيله، فلم تسعفهم الحكمة للتروي بل دفعهم القلق لارتكاب هذه الحماقة السياسية والعسكرية، بالإضافة لبشاعتها وفظاعتها أخلاقياً وإنسانياً.

وسنرى خلال الأيام القليلة القادمة إما ردة فعل قوية للإدارة الأمريكية ويكون النظام وحلفاؤه أكلوا الطعم وهذا ما أعتقده برأيي الشخصي، ومن خلال متابعة المئة يوم الأولى لرجل الأعمال القوي السيد دونالد ترامب الرئيس الأمريكي الجديد وشخصيته وفريقه، لا يخفى على أحد حاجة سيدة العالم الأولى لحدث يعيد لها هيبتها ومكانتها ولن ترضى بأقل من ردة فعل قوية تبدو وكأنها استجابة لصرخة أو لتمادي وتطاول، في حين أن فريق ترامب يعمل ويدرس خيرات (صعبة) حتى قبل توليه الإدارة وتسلمه مناصبه رسمياً، وكثيراً ما انتقدت إدارة اوباما بانتقادات لاذعة وقوية وهذا لم يكن من قبيل الدعاية الانتخابية وذاك لاستمرار هذه الانتقادات حتى الآن.

المصدر : كلنا شركاء

انشر الموضوع


اشترك بالإعلام الفوري بالاخبار الجديدة بالإيميل .. ضع بريدك