مايو 18, 2024


أفتى نائب رئيس الدعوة السلفية، الدكتور ياسر برهامي، بعدم جواز رفض الانقلاب العسكري الذي حدث في مصر، حتى لو كانوا الانقلابيون “كفرة”، مشدّدا على أن مواجهتهم “غير شرعية”، وداعيا إلى التعايش مع الانقلاب، والقبول به كأمر واقع، على حد قوله.

وقال -في فيديو مسرب له تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي-:” يجب عدم الدخول في معركة محسومة مسبقا، وهذا مع الكفرة، فما بالنا مع ناس مسلمين وحريصين على عدم سفك الدماء؛ لأنهم لو كانوا حريصين على سفك الدماء، لأصبحت هذه الدماء أنهارا”.

وأضاف : “ما كان يحدث في رابعة هو نوع من محاولة فرض الوجود حتى على سكان المنطقة (مدينة نصر)، ولذلك كان من ضمن الكلام الذي قاله لي عبد الفتاح السيسي: “هي الناس دية (سكان مدينة نصر) ملهاش حق علينا ولا إيه؟.. الناس دية مش مواطنين، ومن حقهم يعيشوا حياة مستقرة؟”، مؤكدا أنه كانت هناك غاية في الاحتقان ضد الناس والشرطة والجنود، وأن الوضع كان في غاية الصعوبة.

وزعم “برهامي” أن “اعتصام رابعة كان فيه أسلحة، وأنه كان هناك من يطلق النار من وسط المعتصمين”، وذلك نقلا عن مصادر خاصة به (لم يسمها)، مضيفا أن تلك الأسلحة كانت لا تستطيع مقاومة الجيش، وأنها تعد بنسبة 1% إلى 1000%، مؤكدا أن الجيش استخدم 15% من قوته في تأمين الأماكن خلال فض الاعتصامات، وأن من باشر الفض هم قوات الشرطة.

وقال إن ” عقب الفض، مسجد الإيمان (مجاور لميدان رابعة) كان فيه 400 جثة، ومثلهم (400 جثة أخرى) في مسجد رابعة، وإن أكثر من 90% من هؤلاء القتلى كانوا من السلفيين”، نافيا بشدة التقارير الحقوقية المحلية والدولية التي تؤكد أن عدد القتلى تجاوز 1000 شخص، وتحفظ على إطلاق لقب شهداء عليهم، قائلا إنهم “قتلى، ربنا يتقبلهم شهداء”.

وذكر أنه سأل أحد القادة (لم يذكر اسمه) في اجتماع لاحق، أنهم كانوا متفقين على استخدام القوة الناعمة حال فشل الحل السياسي لفض الاعتصامات، فأجابه: “ومن الذي قال لك إننا لم نفعل ذلك؟، إلا أن المعتصمين أصروا على عدم ترك الميادين”.

وتابع : “لقد قال لي هذا الشخص: لماذا لم تسأل نفسك كم استغرق فض اعتصام ميدان النهضة، فقلت له ساعتين، وقال إن إجمالي من قتلوا في النهضة 14 شخصا فقط، وبالتالي فلو كنا نريد القتل، لقمنا به ونخلص، إلا أن الناس في النهضة لم تستخدم السلاح، ووفرنا لهم طريقا آمنا، وأفسحنا لهم المجال للعودة لمنازلهم”.

وأكد “برهامي” أن الشرطة والجيش كانوا حريصين على عدم إصابة أي شخص خلال فض الاعتصامات، وتعاملت فقط مع من رفعوا السلاح ضدها، لكن كان المطلوب بالنسبة للإخوان هو كثرة القتل، فطريقة تفكير الإخوان وهدفهم كان إراقة المزيد من الدماء؛ لاستغلالها سياسيا والمتاجرة بها، على حد قوله.   
وأضاف: “كانت زيادة الدماء مطلوبة، حتى يحدث انفجار ثوري على غرار 28 كانون الثاني/ يناير 2011، إلا أن حساباتهم كانت خطأ؛ لأنه في 28 يناير كان الجيش على الحياد، وانهارت قوات الشرطة، لكنهم (الإخوان) لم يحسبوا هذه المرة أن الجيش والشرطة ضدهم، وأن الظهير الشعبي الذي كان ضد “مبارك” أصبح ضدهم هم، وهم لا يريدون الاقتناع بذلك على الإطلاق”.

ونفى “برهامي” بشدة واقعة حرق جثث المعتقلين في رابعة، رغم أنها مصورة صوتا وصورة، متهما “الإخوان” باستخدام مواد كيماوية ضد الغازات المسيلة للدموع، وهو ما أحدث شرارة أشعلت الحريق، بحسب قوله.

وفي مفارقة غريبة، استنكر “برهامي” بشدة رواية وتأكيد بعض الحاضرين بالجلسة المغلقة -التي كانت وفقا لمصادر خاصة بالمملكة العربية السعودية عقب الاستفتاء على دستور 2014- بشأن وقائع حرق جثث المعتصمين، حيث قال لهم: هل رأيتم ذلك بأعينكم؟”.

وبرر “برهامي” مشاركتهم في خارطة طريق الانقلاب، بقوله إن جماعة “الإخوان” شاركت في العمل السياسي، رغم أن أعمال القتل حدثت في مصر طوال 14 عاما سابقا خلال عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك، وأنها شاركت في العمل السياسي أيضا بدولة الجزائر، رغم وصول عدد القتلى إلى أكثر من 250 ألف قتيل، وأنها شاركت في الدستور من أجل الإبقاء على جملة واحدة فقط، وهي أن “الإسلام دين الدولة”، بل شاركت في العمل السياسي بالعراق بعد الاحتلال الأمريكي، الذي قال إنه قتل مليوني مسلم.

واستطرد نائب رئيس الدعوة السلفية قائلا: “يتحمل الوزر في فض الاعتصامات من باشر القتل، ومن أمر به، ومن تسبب فيها، ومن رضي بها”.






المصدر: برهامي يفتي بحرمة الخروج ضد الانقلابيين حتى لو كانوا كفرة (فيديو)

انشر الموضوع