مايو 16, 2024

كلنا شركاء: رصد
عاود المذيع السوري “عبد المعين عبد المجيد” تقديم نسخة جديدة من برنامج “تلفزيون والناس” من تركيا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تحمل اسم “وين ما كنتو تكونو”. بعد أن كان البرنامج يرصد حياة الناس في سوريا لعشرات الأعوام في حقبة الثمانينيات على القناة الأولى في التلفزيون السوري، تحول الآن لتسليط الضوء على واقع السوريين في الشتات.
لم تختلف طريقة تقديم الإعلامي السوري القدير عبد المعين عبد المجيد لبرنامجه “تلفزيون والناس” عما كان عليه قبل عشرات السنوات، فلا زال يحمل مايكروفونه وتلاحقه الكاميرا وهو يستوقف السوريين، ولكن هذه المرة في شوارع إسطنبول وليس في شوارع سوريا.
وكعادته يسأل عبد المجيد من يستضيفهم بعفوية، ويدردش معهم بطريقته الراسخة في ذاكرة من عرفوه، ويسأل عن أوضاعهم ومهنهم وهمومهم، معيداً الناس 25 عاماً إلى الوراء، فيما يشبه بإعادة عرضٍ للذاكرة واستحضار الحنين إلى الماضي. عبر إعادة إحياء برنامجه القديم، الذي عُرف من خلاله لدى السوريين، “تلفزيون والناس” تحت اسمٍ جديد “وين ما كنتو.. تكونو”.
الإعلامي السوري، ونجم القناة التلفزيونية الأولى منذ الثمانينيات، انتقل إلى اسطنبول منذ سنة ونصف تقريباً، لكن ما لا يعلمه الكثيرون أن برنامجه “تلفزيون والناس” توقف في العام 2012 حيث كان يبث على القناة السورية الأرضية، التي لم تعد تحظى بمتابعة كبيرة مع وجود البث الفضائي.
ونقل موقع ” DWعربية” عن الإعلامي عبد المعين عبد المجيد قوله إن نقل البرنامج إلى الخارج كان مسألة مخيفة بالنسبة له. مضيفاً “لقد كنت متردداً كثيراً حول العودة للظهور الإعلامي بهذا العمر، ومنذ أن أتيت إلى اسطنبول قررت العمل بالفن التشكيلي وأن أبدأ ورشة للمهن اليدوية، أو أن أُنشئ مسرح طفل للسوريين المتواجدين هنا، فالجيل تغير ولا أعرف إذا ما كان الناس سيتقبلون عملي مجدداً، كما أني لن أعود مع قناة جديدة معروفة، لكن القائمين على العمل أقنعوني بالفكرة واقتنعت”.
خفت من العودة… ومواقع التواصل لا ترحم
لم يعد عبد المعين عبد المجيد عبر قناة سورية أو عربية بل عاد من بوابة العالم الافتراضي، عبر جريدة “عنب بلدي” والتي مقرها تركيا، ويبث عبر اليوتيوب والفيسبوك فقط. وتم تغيير اسم البرنامج لأسباب تتعلق بحقوق الملكية الفكرية، وليتناسب مع الحالة الجديدة التي فرضها الواقع على السوريين.
ويرى بعض متابعي البرنامج أن اختيار اليوتيوب والفيسبوك كوسيلة للبث يتناسب مع فكرة البرنامج أكثر، على عكس ما كان يخشاه عبد المجيد.
ويقول عبد المجيد “كنت متخوفاً من الظهور عبر برامج التواصل الاجتماعي، بل كنت أقول بأني لن أعود للعمل الإعلامي، فهذه البرامج مرعبة بالنسبة لي، والبث عبرها أسوء من البث الكلاسيكي، ففي حال الخطأ بحالة البث المباشر تمر الغلطة، لكن هنا مع التعليقات وردود الأفعال لا أحد يرحم”. ويضيف “يشعر المرء بأنه مراقب بشكلٍ دائم، وهذا شيء خفت منه لأنه لا يتناسب مع عمري وتاريخي، لكن في النهاية علينا أن نعمل وهناك بالتأكيد من سيحبنا وهناك من سيشتمنا لكن هذه ظروف أي عمل”.
وعن السر وراء عودة البرنامج يوضح عبد المعين قائلا “عندما خرجت من سوريا أردت ان أقوم بشيء يسلط الضوء على المواطن السوري الذي من أجله هو، حدث ما حدث، ووجدت أن لا أحد يتناول أوجاع المواطن في الخارج، ولم يتطرق أحد لكيفية عيشه، وإن وجد ذلك فيبقى عبارة عن قصص فردية”.
الهدف هو حياة السوريين في كل دولة
“طلعت الكاميرا زيارة… وراحت من حارة لحارة..” أغنية لا تفارق ذاكرة السوريين من جيل الثمانينيات، حيث كانت الساعة السادسة من مساء كل يوم جمعة، موعد مقدس للبرنامج الذي أضحك الملايين، وعبر عنهم. الشارة الغنائية التي لم تنتقل مع البرنامج، رافقت عبد المعين عبد المجيد مع بداية تجربته من تركيا لصالح راديو شبّاك، غطى فيها بعض النشاطات التي يقوم بها السوريين في تركيا، لكن ظروف العمل تغيرت يقول عبد المجيد “أعاني من الأمور المهنية والمادية، لأن الموضوع جديد بالنسبة للمنتجين هنا، كما أننا نحتاج لتصاريح في كل مكان نصور فيه وهذا يعرقل العمل قليلاً، كما أن هناك أشخاص لا يرغبون بالحديث مع الكاميرا، والبعض يقول أشياء لا يجب أن تقال أمام الكاميرا، خاصة أن البرنامج اجتماعي لا سياسي، لكن اللقاءات عفوية، ونحن دوماً نبحث عن تواجد السوريين”.
ويضيف الإعلامي الستيني “أيضاً على الصعيد الفني أعاني من صعوبات، هنا أغلب من يعمل في التصوير أو المونتاج ليس محترفا بشكل كامل، فهم شباب خبرتهم ليست كبيرة ولا زالوا يتعلمون، وفي مثل هذه البرامج يتطلب الأمر مصور سريع البديهة حاضر دائماً أيضاً خلال عملية المونتاج، بخلاف ما كان عليه الوضع في سوريا، حيث كنت أتعامل مع أشخاص محترفين”.
وحول تأثير الانقسام السوري على شعبية برنامجه وشعبيته هو أيضا يقول عبد المعين “الانقسام السياسي في الشارع اليوم يؤثر كثيراً، فاسمي مرتبط بذاكرة كل السوريين، وأنا حريصٌ على أن لا أسيء لسمعتي وتاريخي، واليوم هناك جيل لا يعرفني ولا يعرف البرنامج، وأحاول أن أكون متوازنا وأن أعمل على جمع الناس لا تفرقتها”.
ويختم عبد المعين عبد المجيد حديثه لـ “DW عربية” بالقول “سنبدأ بالتصوير في مدن تركية أخرى، كما كنا نفعل في سوريا، وأتمنى أن نذهب للسوريين في كل مكان، في أوروبا وكل دول اللجوء والشتات”، مضيفا “البرنامج ملك الناس، استمر 25 سنة، وأشعر بأنه قطعة مني ليتعرف الناس على أحوال الآخرين، كنا ننتج منتوج سوري بحث، من سوري لآخر، وأتمنى أن يستمر لسنتين على الأقل. وربما سأسلم الراية لشخص آخر من بعدي يتابع رصد حياة الناس”.
المصدر: برنامج (تلفزيون والناس) يعود في حلةٍ جديدةٍ من تركيا

انشر الموضوع