مارس 29, 2024

حذيفة العبد: كلنا شركاء
ساعاتٌ فقط هي التي فصلت بين حفل إعادة تنصيب تمثال حافظ الأسد في مدخلها الجنوبيّ، وخبرٍ أبكى دماً رجال مدينة حماة التي اشتهرت بطبيعتها المحافظة على مستوى البلاد، وجعلهم يغلون غضباً في منافيهم على ما آلت إليه مدينتهم التي بات الانحلال فيها سيّد الموقف، وهاجرت الغيرة مع شبابها المبعدين قسراً.
الخبر يشير في ملخّصه إلى وجود شبكة دعارةٍ وشذوذٍ جنسيٍّ تمارس نشاطها في صيد الزبائن جهاراً نهاراً في حديقة “أم الحسن” كبرى متنزهات مدينة حماة وأكثرها شعبيةً، لينتقلوا مع صيدهم إلى الشقق المشبوهة في ضواحي المدينة، والتي باتت معروفةً لسكان الأحياء، الذين لا يجرؤون على الكلام بخصوصها حتى، لأن أغلب زبائنها من عناصر الميليشيات الموالية، بحسب مراسل “كلنا شركاء” في المدينة.
أحد ثوّار المدينة، وهو بطبيعة الحال مقيمٌ منذ أربعة أعوام شمال البلاد، قال لمراسلنا إن قصص “الشرف” باتت أكثر من أن تُحصى في مدينتهم، عازياً ذلك إلى عمليات التهجير “الانتقائي” على حدّ تعبيره، فالتهجير في حماة كان له طابعٌ مختلفٌ عن بقية المناطق، ويشابه إلى حدٍّ كبيرٍ ما جرى ويجري في العاصمة دمشق من إفراغٍ لهذه الحواضر من شبابها، بالملاحقات الأمنية، وحملات التجنيد وسواها من الطرق التي تؤدي بالنتيجة إلى هروب الشباب من مدنهم، ليبقى الكهول مع النساء والأطفال.
ويضيف الثائر “أمجد البرازي” الذي هرب من حماة تاركاً دراسته في السنة الثالثة بكلية العلوم، إن عشرات آلاف الشباب خرجوا مثله، فهو لوحق أمنياً لالتحاق أخيه الأصغر بكتائب الثوار، وآخر ورد اسمه في قوائم التجنيد الاحتياطي، وثالثٌ أصبح في سنّ الخدمة الإلزامية، إصافةً إلى هجرة الشباب إلى أوروبا وتركيا بحثاً عن لقمة العيش ومستقبلٍ أفضل.
وكشف الشاب الحمويّ أن بيوت الدعارة باتت مكشوفةً للقاصي والداني في ضواحي المدينة، وسط صمتٍ مطبقٍ من قبل سلطات النظام، باستثناء بضعة حالاتٍ من ضبط هذه البيوت بعد تدخّل مسؤولين كبار في حكومة بشار الأسد، على حدّ قوله.
وأكثر ما يؤلم، بحسب تعبيره، هو الانحلال الأخلاقي والاجتماعي الدخيل على المجتمع الحموي، حيث بات ربّ الأسرة الكهل فاقداً للسلطة على أهل بيته، ولا يجرؤ على محاسبة ابنته التي تصادق شبيحاً على الحاجز القريب، وتخرج معه وتعود دون أن يجرؤ الوالد ولو على معاتبتها، خوفاً من بطش صديقها.
وفي سياق كشف شبكة الدعارة مؤخراً، قال قائد شرطة محافظة حماة في حكومة النظام اللواء أشرف طه “إنه تم إلقاء القبض على شبكة تمتهن ترويج وتسهيل الدعارة السرية في حماة، مقابل المنفعة المادية، مؤلفة من سبعة أشخاص بينهم المحامي (ح – أ)”.
وأوضح طه، وفقاً لصحيفة “الوطن” شبه الرسمية، أنه “وردت معلومات تفيد بوجود أشخاص في حديقة أم الحسن وسط حماة، يزورها يومياً شباب وشابات من أبناء المحافظة والوافدين إليها، يحرضون على ممارسة الشذوذ الجنسي بأسماء حركية، من خلال تنظيم مواعيد ولقاءات سرية في منازل ومكاتب مقابل مبالغ مالية”.
وتابع قائد الشرطة أنهم قبضوا اثنين من مروجي الشذوذ وهما: (نايف – ع) النازح من حلب، و(عمر. ع) تولد بلدة خطاب بريف حماة، وذلك في حديقة أم الحسن بـ “الجرم المشهود”، موضحاً أنهما على صلة بشبكة متخصصة في ممارسة وترويج الشذوذ الجنسي في مدينة حماة، تم الكشف من خلالها عن أسماء خمسة أشخاصٍ آخرين.
يقول الشاب البرازي في هذا الصدد، إنّ هذه الحادثة في حماة ما كانت لتمرّ في السابق، إلا بقتل هؤلاء ولو خارج نطاق القانون، مشيراً إلى حادثةٍ مشابهةٍ جرت عام 2006، عندما أقدم شابٌ من حي الحاضر على قتل شقيقته وعشيقها بعد ضبطهما في إحدى شقق “ضاحية الأسد”، وإثرها سُجن الشاب العشريني لمدة عامين في سجن حماة المركزي، وخرج “مرفوع الرأس” على حدّ قول البرازي.


المصدر: انحلالٌ أخلاقيٌّ بعد هجرة شبابها… شبكة دعارة وشذوذٍ يتزعمها محامٍ في حماة

انشر الموضوع


اشترك بالإعلام الفوري بالاخبار الجديدة بالإيميل .. ضع بريدك