أبريل 20, 2024

محمد كساح: كلنا شركاء
مطلع العام 2015، حاصرت قوات النظام مدعومة بميليشيا حزب اللبناني بلدة مضايا بريف دمشق الغربي، ونشرت قوات “حزب الله” حواجز على منافذ البلدة إضافة للأسلاك الشائكة وآلاف الألغام الفردية، ما منع الدخول والخروج من البلدة بشكل تام.
وفي كانون الأول من العام ذاته توصل الثوار والنظام إلى اتفاق رباعي نص على رفع الحصار عن مضايا والزبداني وإجلاء الجرحى، بالتزامن مع حدوث نفس العملية في بلدتي كفريا والفوعة بريف إدلب والمحاصرتين من قبل جيش الفتح، لكن الحصار لا يزال قائماً. ومنذ ذلك التاريخ يعيش 40 ألف نسمة في ظروف مأساوية وأزمات خانقة لا تكاد تنتهي.
السيدة “منتهى عبد الرحمن” الناشطة و العضو في منظمة “ضمة” تحدثت خلال حوار خاص  لـ “كلنا شركاء” حول المخاطر التي تتعرض لها البلدة و الاتفاقية الرباعية التي ترتبط بها البلدة”
متى بدأ القصف على بلدة مضايا، أقصد الحملة الأخيرة للقصف والتي لم تنته حتى اليوم؟
القصف بدأ منذ شهر ونصف تقريبا، كان في بدايته خفيفا و يقتصر على استنفار للقناصات أو مدافع الهاون  وB10  ثم بدأ الامر يتعلق بما يحدث من أوضاع وتأزمات في الشمال .
و تصاعدت الوتيرة لنقصف بصواريخ أرض – أرض والفيل وزينت التي تحدث دمارا كبيرا.
وما مصدر هذه القذائف؟
مصدرها الحواجز المحيطة بمضايا والزبداني التي تتميز بعددها الكبير، إضافة إلى أن قنص يومي لا يهدأ منذ أكثر من شهرين.
كيف يتلقى المدنيون هذه الحملة العنيفة؟ ما مدى تحملهم وتحمل البلدة؟
المدنيون وضعهم سيء جداً، كما يوجد عدد من الجرحى وضعهم سيئ في غياب وجود كادر طبي ومستلزمات طبية جيدة.
كيف تعيشون في ظل القصف؟
لا نستطيع الخروج من المنازل بعد العاشرة صباحاً، ونحاول توضيب أوضاعنا وأغراضنا من مياه وكهرباء قبل الحادية عشر صباحا وهو موعد بدء الاستنفارات بالجاهزية القصوى.
ماذا عن الأسعار لديكم؟
الأسعار تشهد ارتفاعا كبيراً بسبب نفاد الكميات الغذائية
ذكرتِ أن الوضع في مضايا بدأ يتعلق بما يحدث من أوضاع وتأزمات في الشمال، فما علاقة ما يجري عندكم بما يجري في الشمال؟
بسبب ارتباطنا باتفاقية المدن الأربعة ( كفريا الفوعة .. زبداني مضايا )، الاتفاق الذي رعته تركيا وإيران لإيقاف الهجمة على الزبداني منذ عامين، وبسببه نحن محاصرون حتى الآن.
هل نفذ هذا الاتفاق؟
لم ينفذ منه سوى بند واحد، وهو إخراج جرحى الزبداني باتجاه إدلب، أما البنود التي لم تنفذ فكانت كثيرة، ودائما ما يحاولون اللعب بها، لدينا ملف لم شمل المقاتلين وإخراج المقاتلين من مضايا وتدمير السلاح الثقيل وفكّ الحصار وممرات آمنة.
هل توجد شكاوي من هذه الاتفاقية لدى النشطاء والأهالي؟
في بدايتها كانت جيدة لأنها أوقفت الحملة العسكرية على الزبداني وأوقفت سفك الدماء، لكن النظام استغلها و بدأ بحرب أخرى وهي تجويع الناس حيث مرت مضايا والزبداني بحصار كلي خانق راح ضحيته 50 شخصا جوعا وبردا، لذلك وبعد عامين على الاتفاقية بدأ الناس بالتململ منها والمطالبة بفك الارتباط، لكن النظام أخبث من أن يترك ورقة ضغط كهذه. وفكّ الارتباط يؤدي بنا إلى نتيجة واحدة، وهي (الهزيمة).
كيف سيحدث هذا الأمر؟
إذا تم فك الارتباط، فهذا يعني أن بنود المعاهدة ستكتمل وهي خروج باقي المقاتلين من الزبداني وبذلك تسلم للجيش ولحزب الله اللبناني، في المقابل ستدخل مضايا فيما يسمى المصالحة الوطنية، وفك الارتباط سينهي الثورة في الزبداني.
للارتباط مساوئه ومحاسنه، وفيه نقاط قوة ونقاط ضعف، لكن اليوم المطلب هو فك الارتباط لأن لعبة التجويع ليست بالسهلة، لقد أنهكت الناس.
وختمت الناشطة منتهى حديثها بالقول: طالما أننا باقون في أرضنا فذلك هو النصر، حتى لو كنا نضحي ونقدم الكثير لكن المعركة قائمة وما زلنا نحن قائمون في بلدنا.



المصدر: الناشطة منتهى عبد الرحمن لـ (كلنا شركاء): فكّ الارتباط بالاتفاقية الرباعية يعني الهزيمة في الزبداني ومضايا

انشر الموضوع


اشترك بالإعلام الفوري بالاخبار الجديدة بالإيميل .. ضع بريدك