مايو 18, 2024

حماة – محمد فرحة:
يشبّه المواطن اليوم أسواقنا بالأدغال، حيث يخشى من الدخول إلى أي منهما، فمن أراد الغوص بأي منهما عليه أن يكون محترزاً ومتمكناً، فلهيب الغلاء بات يدفع الناس إلى البحث عن العديد من البدائل الموجودة في الطبيعة كالخضراوات والحشائش البرية التي تؤكل، بل راح البعض يقوم بزراعة ما يمكن زراعته منزلياً لعله يتيح لنفسه بعضاً من حاجته.. فارتفاع الأسعار قد تكون له مبررات موضوعية حيناً، وحيناً آخر ليس سوى جشع واستغلال.
رئيس دائرة حماية المستهلك في مصياف المهندس باسم محمد، أوضح لـ”تشرين” أن هناك تشدداً اليوم على الأسواق، ليس على وضع تسعيرة المواد، بل على الكشف عن فاتورة شراء مواد لم تعد تلحظ في النشرة التموينية، كالرز والسكر والمتة.
ورداً على سؤال هل هذا يعني أن المواطن لم يعد يستطيع التقدم بشكوى في حال اشترى المواد غير المسعّرة، أجاب رئيس دائرة حماية المستهلك بأنه إذا شعر المستهلك بأن غبناً سعرياً لحق به، فعليه أن يتقدم بشكوى خطية للرقابة، وعلى الفور تقوم الرقابة بطلب بيان فاتورة شراء المادة، والحديث هنا عن مواد الرز والسكر والمتة وغيرها من المواد التي لم تعد تذكر في النشرة التموينية، فإذا تأكدنا من أن البائع تجاوز هامش الربح المسموح له وفقاً لفاتورة الشراء، ينظم فيه الضبط اللازم قانونياً، أما إن كان هامش الربح محققاً لما هو مسموح له فلا تطوله أي عقوبة ضبط، مضيفاً: لذلك لم يعد سعر العديد من المواد موجوداً في تسعيرة النشرة التموينية كالسكر والرز والمتة والزيوت وغيرها من المواد الأخرى.
وأشار إلى أن سعر الخضراوات والفواكه اليوم في تذبذب غير مستقر، وخاصة للبعض منها كالبطاطا والبندورة، نظراً لكثرة الطلب وقلة العرض أحياناً، والفواكه كالتفاح مثلاً، في حين أن الحمضيات أسعارها أقل نظراً لكثرة العرض.
وبيّن محمد أن الأسبوعين المقبلين سيشهدان حركة نشطة في عملية البيع والشراء مع قدوم شهر رمضان المبارك رغم ضعف القوة الشرائية، وهذا يتطلب تشديد الرقابة والحضور في الأسواق، لكن الملاحظة الموجودة دائماً هي غياب ثقافة الشكوى لدى المستهلك، لذلك ينحصر دور الرقابة بمخالفة عدم وضع التسعيرة، وعدم وجود فاتورة شراء من سوق الجملة.
وعن أسواق اللحوم أوضح أن من يقدر على شراء اللحوم الحمراء لا يشتكي، فـ٨٥ في المئة من المستهلكين لم يعد بمقدورهم شراء اللحوم الحمراء، حيث تقتصر على لحم الفروج الذي بدأ يشهد في الآونة الأخيرة انخفاضاً تدريجياً أتاح من خلال ذلك للعديد من الناس استهلاكه .
هذا في سياق حديث الرقابة التموينية، فما رأي بعض المواطنين في سوق حاضر الصغير بحماة، حيث ذكر (أبو خالد) أن أسعار الخضار اليوم تتأرجح، ولعل أغلاها البطاطا والبندورة، فالأولى بين ٦٥٠٠ و٧٠٠٠ ليرة، في حين أن سعر كيلو البندورة النوع الأول بـ٩٠٠٠ ليرة، و”جرزة” البقدونس بألف ليرة وأحياناً بـ1300 ليرة. وفي شهر رمضان يومياً ستكون حاضرة على موائدنا.
وكشفت ربة منزل تتسوّق من سوق / ٨ آذار/ أن كل بائع في الأسواق يبيع على هواه، وفي كل الأحوال تبقى أسعار هذه الأسواق أرحم من دكاكين الباعة في الحارات والأحياء.
صاحب محل طلب عدم ذكر اسمه كشف أن أي ضبط تمويني اليوم مخيف جداً ولا طاقة لأصحاب المحال به، فإما غرامات مالية وإما السجن، فـ”النوم خارج المقبرة أفضل من الأحلام المزعجة “.
بالمختصر المفيد: هذه صورة بانورامية عن حركة الأسواق وغلاء ما يطرح فيها من حاجيات المستهلك، فما يراه مستهلك هنا نعيماً ومتاحاً يراه في مكان آخر جحيماً ولا يقوى على الشراء منه، ودائماً الغلبة للبائع.

تابعونا على تويتر

انشر الموضوع