مايو 18, 2024

المحامي هيثم المالح: كلنا شركاء
نهاية عام … وبداية عام 
الى اهلي الكرام في سورية الحبيبة 
الى اخوتي واخواتي السوريين والسوريات 
إلى احب الناس الي ، شبابنا الثائر ، الذين رفضوا الظلم ، وثاروا على الاسبداد و الفساد ، الى الذين حلموا بسورية ، دولة الحرية والكرامة والمساواة ، سورية التي حضنت ابناءها على مر التاريخ ، بحنان ودفء لم يشهد التاريخ له مثيلا . 
 سورية التي تعاون فيها الكل رجالا ونساء ، شبابا وشيوخا لبناء حضارة الانسان بعيدا عن الكره والحقد والطائفية ، حتى إذا جاء حكم آل الاسد زرع الحقد والبغضاء والطائفية ، وخرب الاساس الذي بناه السوريون من اجل الحكم ومن اجل السيطرة على البلاد والعباد .
الى كل هؤلاء اكتب هذه الكلمات مع وداعنا لعام ، واسقبالنا لعام جديد!! وانا اقرأ في سورة القصص استوقفتني آيات كريمات ، ونحن دائما نقرا القرآن ولكن القراءة في المحن يكون لها طعم آخر . 
قال تعالى ( ونريد ان نمن على الذين استضعفوا في الارض ، ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ، ونمكن لهم في الارض ، ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ماكانوا يحذرون ) ثم قال عن موسى عليه السلام ( واوحينا الى ام موسى ، ان ارضعيه ، فإذا خفت عليه ، فالقيه في اليم ، ولا تخافي ولا تحزني إنا رادوه اليك وجاعلوه من المرسلين )فكيف نستطيع ان نفهم ، بين الخوف وبين القاء الرضيع في اليم ؟ 
ثم رد الله الرضيع موسى عليه السلام لامه ( لتعلم إن وعد الله حق) ولما بلغ موسى اشده واستوى ، آتاه الله حكما وعلما ، ثم دخل المدينة على ( حين غفلة من اهلها) فوجد فيها رجلين يقتتلان ( هذا من شيعته و هذا من عدوه ) فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه ( فوكزه  موسى فقضى عليه ) وسرعان ما ادرك موسى خطاه ، قال ( هذا من عمل الشيطان ) ثم اردف قائلا ( قال رب إني ظلمت نفسي ، فاغفر لي ) واستجاب الله دعاءه فغفر له ، ثم استمر موسى عليه السلام معاهدا ربه بقوله ( رب بما انعمت علي فلن اكون ظهيرا للمجرمين ثم تغير المشهد فغمر الخوف موسى عليه السلام ، وبينما هو يترقب فإذا بالذي من شيعته والذي استنصره بالامس يستصرخه  ، فماذا كان جوابه ، عليه السلام ،انك لغوي مبين ، ولما اراد ان ( يبطش ) وهو قوي البنيه ، بعدوهما قال له ( يا موسى أتريد ان تقتلني كما قتلت – نفسا بالامس ، ان تريد إلا ان تكون جبارا في الارض ، وما تريد ان تكون من المصلحين ) .فإذا كان قتل رجل من ( الاعداء ) دون سبب يلبس القاتل ثوب الجبابرة ، فكيف بمن يقتل شعبا باطفاله ونسائه وشيوخه ، تحت شعار ملفق كاذب ( الارهاب ) وكيف بمن يمالئ القتلة من الاهل ؟ ؟
ثم جاء رجل الى موسى ليطلب اليه ( الخروج ) من البلدة لان الملأ يأتمرون به ليقتلوه ، فخرج موسى عليه السلام ، وهو المؤيد من الله، ( فخرج منها خائفا يترقب ، قال رب نجني من القوم – الظالمين)ثم يتغير المشهد ، فوصل موسى الى – مدين – ووجد على النبع فيها امرأتين تذودان في الزحام ، وحين سالهما ، قالتا لا نستطيع السقاية  الا بعد ان يفرغ القوم ، الذين لم يكونوا يراعوا حق النساء ، فتقدم موسى وسقى لهما ، ثم ذهب الى ظل ناجى فيه ربه قائلا ( اني لما انزلت الي من – خير فقير -) .
انظروا ايها الاحبة السوريين كيف كانت معاناة ، موسى عليه السلام  وكذلك كانت معاناة الرسل من بعده ومن قبله ، فهذا عيسى عليه السلام ، وهذا خاتم انبياء الله ورسله وقد حدثنا حين لاحقه الصبيان في الطائف فماذا كان موقفه ؟ 
قال ( اليك اشكو ضعف قوتي ، وقلة حيلتي ، وهواني على الناس  ….ثم ختم بقوله صل الله عليه وسلم ، ان لم يكن بك علي غضب فلا ابالي ، اعوذ بنور وجهك الذي اشرقت له السماوات والارض ، ان ينزل بي غضبك او يحل بي سخطك ، لك العتبى حتى ترضى ..)
 اخواني واحبائي السوريين على كل ارض وتحت كل سماء ارسل لكم هذه الكلمات والله وحده يعلم كم اكابد على فراق الشام والاهل ، وادعو الله ان يجمعنا في ظل رحمته والسلام عليكم ورحمته وبركاته.



المصدر: المحامي هيثم المالح: نهاية عام … وبداية عام

انشر الموضوع