مايو 19, 2024

المحامي ادوار حشوة: كلنا شركاء
لكي يتوقف  الاخوة العلويون  وخاصة المكرهون عن  دعم الشبكة العسكرية الحاكمة والمسؤولة عن  الاستبداد وما خلفه من  مظالم وتخريب وتغريب وقتل  يجب ان يحصلوا على ضمانات من اعمال الثأر والتهديدات والممارسات على الارض ا ضد  كل العلوين في ديارهم وجبالهم  والى فقرا ئهم ممن لم يحاربوا ولم يغادروا قراهم.
لقد ورط النظام الطائفة مستغلا عامل الخوف من الآخر لكي  يعزز قبضته على الجيش الذي تم تطويفه على يد الشبكة العسكرية  ولكي يحول دون اي انقلاب من داخله  عليه ولكي يزداد عامل الخوف ارتكب النظام عبر حله الامني المشؤوم المجازر والقتل على الهوية واستدرج للاسف فصائل معارضة الى نفس الاسلوب فصار العلويون خائفين على اعراضهم ومستقبلهم من مذبحة كبيرة توازي على الاقل ما شاهدوه من مذابح نظامهم.
هذا الوضع لايمكن تفكيك مخاوفه عن طريق حل سياسي يستند الى نصوص لا يضمن نفاذها وحيادها سوى جهة دولية تفرض تنفيذ الحل ولا تكون بديلا  كما فعل النظام السوري حين ارسل قواته لوقف الحرب في لبنان  فتربع على الارض محتلا لاكثر من ربع قرن .
بدون قوة دولية عسكرية   من الامم المتحدة ومن دول لم تتورط في الصراع لايمكن اعطاء الضمانات واي حل سياسي لا يمكنه وقف المذابح بالكلام لان  عامل الثأر في المجتمعات الشرقية لايمكن منعه لتعلقه بالشرف وبالدم الذي يتكلم نيابة عن الضحايا .
اذا افترضنا رحيل الرئيس الاسد فهل تقبل الفصائل المشاركة في حكومة وحدة وطنية مع عسكرين من الشبكة التي  تدير الحرب  وهل يقبل الاخرون المشاركة مع العشرات من قادة الفصائل الذين بدورهم  ارتكبوا المجازر ولو بنسبة اقل؟.
اذا اشترطت المعارضة ان يكون العسكريون ممن لم تتلوث ايديهم بالدم فهل  تقبل الفصائل ببديل مماثل  من المعارضة لم يتورط بالدم ؟.
لااعتقد ان اي اتفاق بين امراء الحرب سيكون ممكنا لفقدان عامل الثقة الذي تحتاجه اي عملية سياسية ما لم يأت الضمان من طرف ثالث هو الامم المتحدة وليس عن طريق مراقبين بل عن طريق قوة دولية لفترة مؤقته ريثما يتم استعادة الامن ووقف الثأر وانتخابات  تأتي بسلطة لا يفرضها المسلحون وحدهم .
فمن يستطيع اعطاء الضمانات للخائفين من هنا او من هناك  ومن يضمن الحل السياسي بين مسلحين من الطرفين لا يفهمون غير لغة السلاح  ؟.
المجتمع الدولي لا يريد تدخلا فاعلا ودول الجوار تدير على الجانبين استمرار الحرب دون افق لاي حل ممكن والشعب السوري يدفع الثمن وحده والمعونات الانسانية ليست البديل عن قرار انساني دولي يوقف المذابح ويعيد بناء الدولة الوطنيه التي انهارت فهل موسكو هي  قوة الردع الدولية الشبيهة بقوة الردع السورية لانهاء الحرب في لبنان واذا كان الامر كذلك كما يبدو فعلى القوى السياسية ان تعيد حساباتها.
وهذا هو السؤال
اقرأ:
المحامي ادوار حشوة: المورمون والمسيح الاميركي!



المصدر: المحامي ادوار حشوة: من الردع السوري في لبنان الى الردع الروسي في سورية ؟؟

انشر الموضوع