مايو 3, 2024

المحامي ادوار حشوة  : كلنا شركاء
 كاتب استرالي المولد يعيش في لندن منذ عام 1962  ويمارس الكتابة السياسية اسمه جون بيلغير  وله موقع  فيه ابحاث ومقالات  تبحث في المحظور على عامة الناس وتتميز بالجرأة وموثقة وتكشف حقائق عن الاستعمار الاقتصادي للعالم.
 يرى الكاتب ان الولايات المتحدة تحرص على التعامل العالمي  بالدولار وان النفط  هو في قمة مشترياتها ومدفوعاتها بالدولار ولا تسمح تحت اي ظرف ان يتم بيع نفط العالم بغير الدولار الذي تشكل موارده من هذه السوق احد اهم احتياطاته بديلا عن الذهب.
شاه ايران حين قرر بيع النفط الايراني  بسلة من العملات الاجنبية  متخلياً عن احتكار الدولار لها كتب عملياً نهايته  ولم تنجده الولايات المتحدة بل دعته للخروج من ايران وتسليم السلطة للخميني  الذي عن طريقه تم تصفية حزب توده الشيوعي بمجازر شاملة وتم طبعًاً  اعادة التعامل بالدولار  في  بيع النفط  واستمر ذلك حتى الآن .
الملك فيصل في خلافه مع الاميركين بشأن القدس لم يكسر احتكار الدولار  في مبيعات النفط ولكنه نقل من موجدات اثمانه المودعة في البنوك الاميركية  بموجب شيك واحد بقيمة 25 مليار دولار الى البنوك الفرنسية فهدد الاقتصاد الاميركي واشرفت بنوك كثيرة على الافلاس  لولا ان المخابرات الاميركية دبرت اغتيال الملك بطريقة لا تخلو من المسرحية السريعة وطبعاً اعيدت الاموال الى اميركا .
في  ليبيا كان الامر أكثر تعقيداً فالقذافي الذي تكاثرت امواله من مبيعات النفط الليبي الافضل من كل نفط في العالم كان يشتري  بقسم من هذه الثروة الذهب ويختزنه في ليبيا وفي عام 2010 كشف القذافي عن الموجودات من الذهب حين سعى الى توسيع نفوذه في افريقيا وتزعم دولها عبر منح قياداتها وملوكها المال  واعلن انه سيؤسس بنك افريقي يصدر عملة افريقية تستند الى احتياطي الذهب الموجود لديه والبالغ  ثمنه 38 مليار دولار وعن طريق هذا البنك سيتم انعاش اقتصاديات البلدان الافريقية وتشجيعها على انشاء سوق اقتصادية مشتركة شبيهة بما في الاتحاد الاوروبي .
 هذا السر الاقتصادي كان هدفاً  شهياً  للبنوك والدول الاجنبية لذلك حين انطلقت التظاهرات السلمية ضد نظامه سارعت فرنسا واوروبا والولايات المتحدة الى الوقوف ضده  لانه ديكتاتور  وكأن ديكتاتوريته لم تعرفها الابعد انطلاق التظاهرات.
سعت الدول الاوروبية الى تزويد معارضيه بالسلاح  مباشرة من فرنسا وعبر قطر التي فيها اكبر قاعدة اميركية في العالم  ثم تدخل الاميركيون فحسموا المعركة وهرب القذافي وتم ملاحقة موكبه عبر هواتف اتباعه النقالة وتم قتله  وفي نفس الوقت انزل الاميركيون قوات المارينز  واحتلوا المصرف المركزي الليبي في طرابلس ثم نقلوا الذهب كله وغادروا بسرعة قياسية فكانت هذه حصتهم من المشاركة في الحرب على ليبيا .!!
ما اراد الكاتب الوصول اليه هو ان الرأسمنالية  استبدلت الاستعمار  العسكري بالاستعمار الاقتصادي وان الحرب الاقتصادية على ثروات الشعوب وموادها الاولية لم تعد تحتاج الى وجود عسكري مقيم بل يكفي استخدام  التناقضات الموجودة في دول العالم للوصول عبر صراعاتها الى اهدافها الاقتصادية في النهب ويبقى ان دماء الشعب التي  تقتل بعضها لا تتوقف الى ان  تتحقق لعملية النهب الاقتصادي النجاح.
  ان هذا الشكل من الحروب الاقتصادية تجتاح منطقتنااليوم    ولا يمكن ان نهمل  اهدافها في تسعير الحروب  والاستمرار في قيادتها ومنع الحسم فيها الى ان تتحقق اهدافهم  ما هو معروف منها وما هو مستور حتى الان وطبعاً يبقى العامل الصهيوني موجوداً في ادارة الصراع والاستفادة منه   وهذا هو السؤال.
15-2016
اسم الموقع:
Jonpilger.com



المصدر: المحامي ادوار حشوة : أسرار يكشفها  كاتب بريطاني

انشر الموضوع


اشترك بالإعلام الفوري بالاخبار الجديدة بالإيميل .. ضع بريدك