مايو 18, 2024


إياس العمر: كلنا شركاء
تسارعت الأحداث على الساحة السورية بشكل غير مسبوق خلال الأيام القليلة الماضية، فبعد أن كان من المقرر أن يكون شهر آب بداية للانتقال السياسي في سوريا بحسب تصريحات وزير الخارجية الأمريكي “جون كيري”، أصبحت بداية شهر مختلفة تماماً، وخاصة في حلب التي تشهد معارك عنيفة سعياً من الثوار لفك الحصار عنها.
وللحديث عن آخر التطورات على الساحة السورية، أجرت “كلنا شركاء” مع اللواء “محمد الحاج علي” الحوار التالي:
كيف تنظر لما يحدث على الساحة السورية وهل هو ناتج عن اتفاق أمريكي روسي؟
إن ما حدث على الساحة السورية قبل أيام من إغلاق لطريق الكاستيلو والضربات الجوية الروسية وغطرسة وسائل إعلام النظام في نصر زائف جعل العالم يشعر بهزيمة المعارضة، لكنه لم يدم إلا أياماً قليلة، عندها قامت فصائل حلب وعلى رأسها جيش الفتح بتلقين مرتزقة النظام من الميليشيات الطائفية وبقايا جيشه الخائن درساً قاسيا، فخلال يومين فقط تمكن الثوار من فك الحصار عن حلب وتكبيد المرتزقة المئات بين قتيل وجريح وأسير، لكن هذه المرة سيستمر الهجوم حتى تحرير كامل مدينة حلب.
الاتفاق الأمريكي الروسي على تدجين المعارضة وإجبارها على قبول الحل السياسي عمره سنوات، إلا أن إطلاق يد الروس بسوريا خدمة لنظام الأسد هذا ما تم التوافق عليه مؤخراً وخاصة في حلب، في اجتماع كيري لافروف الأخير بموسكو.
في ظل التطورات الدولية ما هي الأوراق التي بين أيدي الثوار؟
الأوراق التي بيد الثوار كثيرة جدا، أهمها الإيمان بالله الناصر للحق، والثقة بالنصر الأكيد على شذاذ الآفاق ونظام الإجرام الأسدي الذي جلب كل الحثالات الطائفية إلى سوريا للدفاع عنه، والذي يعتبر حصان طروادة للمشروع الفارسي في المنطقة.
والورقة الأخرى الروح المعنوية العالية التي يمتلكها الثوار ولا يمتلكها أعداء الثورة وسوريا، والخبرة القتالية العالية التي أصبح يتمتع بها ثوارنا في الداخل من تنظيم وتخطيط وتنفيذ، والاستناد إلى الشعب السوري البطل الذي تحمل ويتحمل وسيتحمل حتى تحقيق النصر، وغيرها من الأوراق الأخرى.
ماذا تعني معركة حلب، وكيف ستنعكس على مسار الاتفاقات الدولية؟
إن معركة حلب هي معركة كسر ظهر النظام ومرتزقته، وهي مفصلية في الصراع الدائر في سوريا، فعندما ينتصر الثوار في حلب سيغيرون مسار الأحداث ويقلبون طاولة المفاوضات على رؤوس النظام وروسيا وإيران وأذنابهم، وسيتوجهون إلى معاقل النظام في الساحل ودمشق، وهنا سيتغير الموقف لصالح الثوار وسيجبر النظام وأعوانه على قبول الحل السياسي المنشود لسوريا والسوريين برحيل أعداء الشعب السوري، الأسد ومرتزقته.
كان من المقرر أن يكون بداية شهر آب موعداً للانتقال السياسي في سوريا بحسب تصريحات وزير الخارجية الأمريكي، لكن مع بداية شهر آب كان العكس وزادت المدن المحاصرة مدينة جديدة فماذا جرى؟  
من يعتقد أن الدول الكبرى والصغرى تعمل بالحق والباطل فهو واهم، فالقوة هي من تجعل التفاوض يصل إلى نتائجه، وكما قال أحدهم (تستطيع أن تفاوض على المكان الذي تسقط فيه قذائفك).
نعم قالوا ذلك والقرار الدولي 2254 يتحدث عن ذلك، لكن اعتقادهم أنهم يمكن أن يكسروا شوكة المعارضة المسلحة حتى الأول من آب 2016 ويمرروا اتفاقاً ينسجم والطرح الروسي والرضا الأمريكي عليه، لكن خاب ظنهم ولم يستطيعوا أن يحققوا ما خططوا له.
هل تعتقد بأن هناك مجال لجولة جديدة من مفاوضات جنيف؟
نعم بالتأكيد هناك جولة جديدة من المفاوضات، وعلى الأرجح في نهاية هذا الشهر، لأن الصراع السوري لا حل له إلا على طاولة التفاوض، وبمقدار ما تحقق من نتائج على الأرض تستطيع أن تحقق في التفاوض، فالأمر مرتبط بالنجاحات التي يمكن أن تتحقق على الأرض.
وهل أنتم مع فكرة تأسيس مجلس عسكري أعلى يتولى زمام الأمور في أي مرحلة انتقالية؟
المجلس العسكري ضرورة لابد منها ولا غنى عنها، لأن كل الحلول السياسية مرتبطة بتحقيق الأمن والاقتصاد كذلك وإعادة الأعمار وأمن الوطن والمواطن وغيرها من المهام المنوطة بالمجلس العسكري الذي سيقوم بإعادة هيكلة الجيش الذي دمره الأسد، وإعادة صياغة عقيدته وبنيته وتركيبته التي شوهها نظام الأسد الأب والابن، ودمج الثوار فيه ليصبح جيشاً وطنياً بامتياز، بعيداً عن هوى ومآلات السياسة.
اقرأ:
اللواء محمد الحاج علي لـ (كلنا شركاء): قوات الردع الثورية بحاجة لمرحلة اختبار وقيادة واعية



الخبر كاملا هنا: اللواء محمد الحاج علي لـ (كلنا شركاء): معركة حلب مفصليةٌ في الصراع السوري

انشر الموضوع