أبريل 24, 2024


رزق العبي: كلنا شركاء
كثّف طيران النظام، والعدوان الروسي غاراته الجوية على مدينة “سراقب” بريف إدلب الشرقي خلال الأيام القليلة الماضية، حيث استهدف الطيران المدينة بأكثر من 100 غارة جوية، وتسببت الغارات بخسائر بشرية ومادية، وحركة نزوح لم تشهدها “سراقب” من قبل.
وتأتي تلك الغارات بعد سقوط مروحية تابعة لسلاح الجو الروسي في منطقة “تل السلطان” القريبة من المدينة، ومقتل طاقمها بالكامل، واعتقاد النظام وروسيا بأن جثث الطيارين صارت في “سراقب”، وهددت وسائل إعلام النظام أهالي المدينة، عبر شبكتي الهاتف الجوال، باستهداف الأحياء السكنية في حال عدم تسليم الجثث.
تجريب كلّ أنواع الأسلحة
بدأت الحملة في الأول من الشهر الحالي، والتي جرّبت فيها طائرات النظام وروسيا كل أنواع الأسلحة، وما زالت مستمرة، وقد سجّل مركز الدفاعي المدني في المدينة استهداف “سراقب” بـ 61 صاروخ من طائرة روسية، و15 صاروخاً يحتوي قنابل عنقودية، و18 طلعة لحربي الرشاش الذي يطلق صواريخ متفجرة، و36 صاروخ نوع C5، و13 صاروخاً من طائرة ميغ21، و3 من طائرة ميغ 23، وصاروخ واحد من نوع عنقودي من ميغ 23.
ونتج عن هذه الغارات دمار واسع ألغى كلّ مقومات الحياة في المدينة، فضلاً عن استهدافها ببرميلين يحتويان غاز الكلور السام.
طبيّاً وثقت مستشفيات سراقب، جميع الحالات الاسعافية التي وصلت إليها، رغم صعوبة الوضع أثناء الغارات، حيث أصيب بحالات اختناق نتيجة الكلور 12 طفلاً، و18 سيدة، و8 رجال، وخلال الغارات بالصواريخ المتفجرة، سُجِّل 6 إصابات من الأطفال، و5 سيدات، إضافةً لـ 57 رجلاً وشاباً، ووثّق مركز إدلب الإعلامي مقتل عدد من المدنيين بينهم أطفال.
الضرر المادي
اتبعت طائرات النظام منذ بداية الحملة، سياسة الأرض المحروقة، في الوقت الذي نزح 90 في المئة من أهالي المدينة، باتجاه القرى والبلدات المجاورة، ويقدّر عدد النازحين حوالي 40 ألف نسمة، منهم من يفترش العراء حتى اليوم.
وتضررت البنية التحتية في معظم أحياء المدينة، حيث استهدف القصف (مبنى مؤسسة المياه، ومنظومة الإسعاف، ودمّر مدرسة بشكل كامل، إضافة لقصف 56 محلّاً تجارياً دُمِّر منها 8 محلات بشكل كامل، و15 منزلاً سوِّيت بالأرض، وطال القصف مؤسسة الكهرباء، وبنكاً للدم، وبشكل جزئي دمر القصف 45 بيتاً، وقصف الطيران السوق الشعبي ما تسبب باحتراق كامل بسطات السوق).
تعليق أعمال المؤسسات المدنية
وجرّاء استمرار القصف، علّق المجلس المحلي في مدينة “سراقب” أعماله، وجاء في بيانٍ صادر عن المجلس المحلي، إن تعليق العمل يشمل العمل اليومي الرسمي، ويتم تشكيل غرفة طوارئ تضم مجلس الشورى ومجلس الأعيان والمجلس المحلي، والدفاع المدني، ومنظومة الإسعاف وشرطة المدينة الحرة.
وناشد المجلس المحلي عبر البيان كل المؤسسات السورية المعارضة، لوقف القصف الروسي الذي يُوجّه ضد آلاف المدنيين في “سراقب”.
كما ناشد المجلس كافة الهيئات في محافظة إدلب لمساعدة غرفة طوارئ “سراقب”، للحدِّ من حجم الكارثة الإنسانية التي شرّدت أكثر من تسعين في المئة من السكان.
وأعلن راديو “ألوان”، إيقاف بثه عن كامل محافظة إدلب، احتجاجاً على سياسة العقاب الجماعي الذي تنتهجها قوات العدوان الروسي بحقّ أهالي مدينة “سراقب”، وحرصاً على سلامة فريقها العامل في المحافظة.
وجاء في بيانٍ للراديو: “إن الطيران الحربي ينفذّ غارات جوية مركزة على الأحياء السكنية في مدينة سراقب، والتي زادت عن 60، وبالتالي نوقف بثّ الراديو كاحتجاج على ذلك، وحرصاً على سلامة طاقم عملنا هناك”.
إلى ذلك علّق كل من مركز “مسار” للدراسات ومؤسسة “إيمان” الخيرية أعمالهما، نتيجة تصاعد وتيرة القصف، وذلك حرصاً على سلامة الكوادر العاملة في المدينة، بحسب بيانات صادرة عن كليهما.
مدينة منكوبة بكلّ المقاييس
بدوره أعلن مركز الدفاع المدني العامل في المدينة، أن الأخيرة منكوبة بكل المقاييس، جراء استمرار استهدافها بالطيران الروسي وطيران النظام.
وأوضح المركز أن الطيران لم يستثنِ مكاناً حيوياً إلا وقصفه بكافة أنواع الأسلحة، ما تسبب بدمار واسع في المدينة، وحركة نزوح غير مسبوقة، أدت إلى تعطيل كافة أشكال الحياة.
وطالب المركز بضرورة مدّ يد العون لآلاف الأسر التي افترشت معظمها الأراضي الزراعية، وتقديم كل ما يلزم لمساعدتها.
يشار إلى أن المدينة لا تشهد أي نشاط تجاري أو حركة مجتمع مدني منذ ثلاثة أيام، بعد نزوح كامل أهلها، لتبقى بعض الفرق التي تعنى بالطوارئ، والشرطة وغيرها، تعمل بحذر تام في ظلّ وضع أمني خطير.

اقرأ:
بيوتٌ بالدولار… هكذا يُعامل النازحون في ريف إدلب



المصدر: القصف أشبعها دماراً… سراقب مدينةٌ منكوبةٌ بكلّ المقاييس

انشر الموضوع


اشترك بالإعلام الفوري بالاخبار الجديدة بالإيميل .. ضع بريدك