مايو 18, 2024

مضر الزعبي: كلنا شركاء
وصل ثمن أسطوانة الغاز في المناطق المحررة من محافظة درعا إلى 10 آلاف ليرة سورية في حال وجدت، وتزامن ارتفاع ثمنها مع موجة الصقيع التي تضرب أغلب المناطق السورية، وتسببت بموجة غلاء عمت أسواق المحافظة.
الأسطوانة من 5 آلاف إلى 10 آلاف ليرة سورية
ما قبل الارتفاع الأخير في ثمن تبديل أسطوانة الغاز كان ثمنها في المناطق المحررة من محافظة درعا هو ضعف ثمنها في مناطق سيطرة قوات النظام.
وقال سعيد الحريري، أحد تجار المحروقات في درعا، لـ “كلنا شركاء” إن ثمن أسطوانة الغاز كان يصل حتى 5000 ليرة في المناطق المحررة، بينما تباع في مناطق سيطرة قوات النظام بثمن يصل حتى 2700 ليرة سورية.
وأشار إلى أن الارتفاع الأخير في ثمن أسطوانة الغاز ترافق مع موجة الصقيع التي ضربت سوريا، فالتجار المتحكمين بسوق المحروقات والتابعين لأجهزة النظام الأمنية هم من ضاعفوا السعر مستغلين حاجة الناس ومتذرعين بسيطرة تنظيم “داعش” على حقول الغاز في ريف حمص الشرقي، موضحاً أن سيطرة التنظيم على هذه الحقول لم تكن الأولى من نوعها، ومع ذلك لم تكن السلعة تشهد ارتفاعاً بهذا الشكل.
وأضاف الحريري بأن ريع جميع المحروقات التي تدخل إلى الجنوب السوري يذهب لتنظيم “داعش” وأجهزة النظام الأمنية، وتساءل كيف ينقطع الغاز عقب سيطرة التنظيم على الحقول بأيام ويتضاعف سعره، بينما ما تزال المحروقات القادمة من مناطق التنظيم في الشمال السوري تدخل وبتسهيل من قوات النظام وبأسعار منافسة للمحروقات القادمة من مناطق سيطرة النظام؟ فالمازوت (الأنباري) ثمنه 200 ليرة سورية لليتر، بينما المازوت القادم من مناطق سيطرة النظام يصل ثمن الليتر إلى 375 ليرة سورية.
معظم الأسر بلا غاز
إذا وصل ثمن تبديل أسطوانة الغاز إلى 20 دولار أمريكي أي ما يعادل 10 آلاف ليرة سورية، فإن ذلك كفيل بأن يثور أي شعب على حكومته، فكيف إذا كان هذه الارتفاع في دولة يعاني سكانها من أوضاع إنسانية واقتصادية مأساوية!
وقالت أم أحمد، وهي سيدة من ريف درعا الشرقي، لـ “كلنا شركاء” إن الارتفاع الأخير في ثمن الغاز كان كفيلاً بامتناع أسرتها عن شراء الغاز والاستغناء عنه بمدفئة الحطب التي تستخدمها عوضاً عن الغاز في منزلها، فهي بحاجة إلى أسطوانتي غاز في كل شهر، وهذا يعني أنها بحاجة لمبلغ 20 ألف ليرة سورية، أي ما يعادل ثلثي دخل أسرتها الذي يصل إلى 30 ألف ليرة سورية، حتى تسد حاجتها من الغاز.
وبدوره، قال محمد العامر، أحد أبناء مدينة درعا، لـ “كلنا شركاء” إن من يشتري أسطوانة غاز في هذه الأيام يعتبر من الطبقة المخملية في المجتمع، التي لا زال ليدها دخل ثابت.
وأشار إلى أن ارتفاع ثمن الغاز أدى إلى ارتفاع طفيف بأسعار الحطب نتيجة زيادة الطلب عليه، فثمن طن الحطب ارتفع من 60 ألف ليرة سورية إلى 65 ألف ليرة سورية.
ارتفاع ثمن أسطوانة الغاز ينعكس على الأسواق
اعتاد أهالي المناطق المحررة من ريف درعا على ارتفاع الأسعار في الأسواق مع كل ارتفاع لسعر صرف الليرة مقابل الدولار خلال الأشهر الماضية، لكن ثبات سعر صرف الدولار عند 500 ليرة سورية لم يكن كفيلاً بمنع ارتفاع الأسعار في الأسواق المحلية.
سمير الأحمد أحد أبناء مدينة الحراك بريف درعا، قال لـ “كلنا شركاء” إنه وعقب ارتفاع ثمن تبديل أسطوانة الغاز ارتفعت الأسعار بنسبة 30 في المئة في مطاعم المناطق المحررة ومحلات الحلويات، وشمل الارتفاع معظم السلع في المناطق المحررة، ولكن بنسب متفاوتة.
وأضاف بأن امتناع معظم الأسر عن شراء الغاز لم يكن كفيلاً بتجنبها آثار الارتفاع التي انعكست على الفور على أسواق المناطق المحررة، في ظل غياب الرقابة من قبل الجهات المعنية بضبط الأسعار في أسواق درعا.



المصدر: الغاز حكرٌ على الطبقة المخملية بدرعا وثمن الأسطوانة يصل 10000 ليرة

انشر الموضوع