مايو 16, 2024

كلنا شركاء: الغارديان- ترجمة هافينغتون بوست عربي

يكافح المئات من طالبي اللجوء السوريين من أجل البقاء على قيد الحياة في المملكة المتحدة، ويواجه بعضهم العوز ويجبر آخرون على العمل القسري لأنهم يخشون من اعتقالهم وترحيلهم.

وقد وجدت صحيفة The Observer أن طالبي اللجوء السوريين يعملون في المستودعات ومواقع البناء والمرائب بأقل من عشرة جنيهات إسترلينية في اليوم.

توقف العديد منهم عن التردد على مقرات وزارة الداخلية، بعد احتجازهم في مراكز الاحتجاز لعدة أشهر. ويعيش مئات آخرون في فقر مدقع، معتمدين على الطرود الغذائية والملابس من المعونات الخيرية.

وقال مايك أدامسون، الرئيس التنفيذي للصليب الأحمر البريطاني “هناك نظام من مستويين، حيث يتم ترك المواطنين السوريين الذين يصلون إلى المملكة المتحدة وطالبي اللجوء عرضة للاستغلال، على النقيض تماماً مع التزام الحكومة بتوفير موطن آمن لـ20,000 لاجئ سوري في إطار برنامج إعادة التوطين.

لا ينبغي ترك من فروا من الصراع أو الاضطهاد ووصلوا إلى المملكة المتحدة فريسة للعوز والاعتماد على المساعدات الخيرية من أجل البقاء”.

خطر الترحيل

أجرت صحيفة The Observer مقابلات مع عشرة سوريين، يعيشون جميعاً في الجحيم بسبب لائحة دبلن، التي تقضي بأنه يمكن إرسال طالبي اللجوء إلى أول دولة وصلوا إليها من دول الاتحاد الأوروبي.

كان الرجال يعارضون الترحيل إلى دول من بينها بلغاريا، حيث وجدت هيومن رايتس ووتش أن طالبي اللجوء قد تعرَّضوا فيها لإطلاق النار، والضرب بالسلاح من قبل المسؤولين النظاميين، وتمت إعادتهم إلى تركيا. العديد من الرجال الذين تحدثنا إليهم كانوا مهددين بالترحيل إلى المجر، على الرغم من تصريح وزارة الداخلية لجريدة The Observer أنها لا تقوم بإعادة طالبي اللجوء هناك حالياً.

تم ترحيل خمسين سورياً على الأقل تطبيقاً للائحة دبلن منذ بداية عام 2015، مما دفع البعض إلى الاختفاء عن المراقبة. وقال ثمانية من الرجال الذين تمت مقابلتهم إنهم توقفوا عن التردد على مقرات سلطات الهجرة، لأنهم كانوا خائفين من الاعتقال والترحيل. وكان لمعظمهم عائلات في المملكة المتحدة، وكانوا يعيلون عائلاتهم من خلال العمل بشكل غير قانوني.

طارق الذي يبلغ من العمر 31 عاماً كان يعيش في المملكة المتحدة بدون وثائق منذ ما يقرب من أربع سنوات. وتوقف عن تسجيل اسمه في مقرات وزارة الداخلية بعد احتجازه في أحد مراكز الاعتقال لمدة ثلاثة أشهر. يقول “منذ ذلك الحين أنا خائف جداً من الذهاب وتسجيل اسمي”.

لحاجته الشديدة إلى العمل، وجد وظيفة مع ميكانيكي في مرآب لتصليح السيارات. ويضيف “كنت أحصل على عشرة جنيهات إسترلينية كل يوم بالإضافة إلى الطعام، وكان يسمح لي أن أنام في المرآب. لقد عملت هناك لمدة ثلاثة أشهر”. طارق مهدد بالترحيل إلى بلغاريا.

عمل شاق

وصل سيد (25 عاماً) منذ عامين، بعد احتجازه في مركز اعتقال مرتين، وجد وظيفة في مستودع على مشارف لندن. يقول “كنت أنقل صناديق الطعام، وأحملها من شاحنة إلى شاحنة صغيرة. كنت أعمل لمدة 10 ساعات”. في البداية كان يعمل مقابل 3 جنيهات ونصف الجنيه في الساعة، ثم ارتفعت إلى 50 جنيه في اليوم. يقول “كنت أحصل على ما يكفي بالكاد للعيش. أشعر باضطراب نفسي وجسدي، وأنا لست سعيداً. في هذه الوظيفة لا توجد حقوق إنسان، ولكن ماذا يمكنني أن أفعل؟ لا أستطيع أن أفعل أي شيء”.

كما وجد التحقيق أيضاً أن السوريين يعملون في تنسيق الحدائق، وتركيب بلاط الحمامات وفي المطاعم. وقال أولئك الذين لا يعملون ولا يزالون يتواصلون مع سلطات الهجرة إنهم لا يستطيعون العيش بـ36 جنيهاً إسترلينياً في الأسبوع يتلقونها كمساعدة.

أسامة (18 عاماً)، وصل في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، كان مصاباً بجروحٍ خطيرة إثر تعرضه لشظايا عندما دمر منزله في عام 2015. وقال إنه انتظر لمدة أربعة أشهر من دون أوراق، وهذا يعني أنه يعتمد على المساعدات الحكومية.

وأضاف: “إنه انتظار سيئ للغاية. فأنا أستيقظ، وأتناول الطعام، وربما أقابل الأصدقاء، ثم لم أفعل شيئاً، وأود أن يسمح لي بالعمل”.

فقر شديد

وقال الصليب الأحمر إنه اطلع على 1341 حالة من طالبي اللجوء السوريين الذين يعانون من الفقر الشديد في بريطانيا العام الماضي، ارتفاعاً من 1159 في 2015. وقال ربع طالبي اللجوء المعدمين في ساوث يوركشاير، من جميع الجنسيات، إنهم يعانون من الجوع كل يوم. فيما يقرب من نصف الحالات التي اطلع عليها الصليب الأحمر، كان طالبو اللجوء يعانون من الفقر المدقع، رغم حصول كل منهم على 36 جنيهاً إسترلينياً أسبوعياً تمنح لهم بموجب القواعد الحكومية.

وقال السوريون الذين أجرت The Observer مقابلات معهم إنهم كثيراً ما يترددون في الذهاب لاستلام رواتبهم خوفاً من تعرضهم للاعتقال.

أجرت “صوت المهاجرين”، وهي منظمة غير حكومية، دراسة تستند إلى شهادة 11 شخصاً في طي النسيان بسبب نظام دبلن. قالت نازك رمضان، مديرة صوت المهاجر “إن نظام دبلن يقامر بحياة المستضعفين الذين فروا من الظروف الأكثر بؤساً في العالم، ويتعامل مع اللاجئين ككرات تتقاذفها البلدان، ولا يعطيهم فرصة لبناء مستقبل حقيقي”.

وقال متحدث باسم وزارة الداخلية “إن المملكة المتحدة لديها تاريخ مشرف في توفير الحماية لأولئك الذين يحتاجونها. ولكن من الحق أيضاً أن نتمسك بمبدأ أن طالبي اللجوء، عليهم طلب الحماية في أول بلد آمن يصلون إليه. فإذا وجدت أدلة أن شخصاً طلب اللجوء في بلد أوروبي آخر، سنسعى لإعادته إلى هناك”.

المصدر : كلنا شركاء

انشر الموضوع