أبريل 24, 2024

أشيفا كسام وراية جلبي- الغارديان- ترجمة محمود محمد العبي: كلنا شركاء
في مجتمعات مثل يلونايف، يمكن أن تنخفض درجة الحرارة إلى 40 درجة تحت الصفر، ويعد ذلك تغييرا جذريا للاجئين الذين “لم يختبروا أي شيء من مثل ذلك”.
بعد أن أصابت قذيفة منزل شقيقته وقتلت شقيق زوجته وابن شقيقته، عرف مصطفى الحجي أن عليه مغادرة سوريا. ولكن لم يكن يتوقع أن ينتهي به المطاف في المكان الذي تغطي به الثلوج الأرض لمدة شهور وتنخفض فيه درجات الحرارة إلى 40 درجة.
كلاجئين في لبنان، أخذ أفراد العائلة دورات لإعدادهم للانتقال إلى كندا. وتم تحذيرهم في الوقت ذاته أن الطقس سيكون بارداً، ولكن تعتمد درجة البرودة على المكان الذي سينتهي بهم المطاف به في كندا. قال مصطفى: “ثم وصلنا يلونايف”، وهي مدينة تعداد سكانها حوالي 19000 شخصاً، وتُعد من بين أبرد المدن في العالم. “كان ذلك مفاجئاً”
في الأشهر الـ 14 الماضية أو نحو ذلك، رحبت كندا بأربعين ألف لاجئاً سورياً. وبالنسبة للكثيرين منهم – وخاصة أولئك الذين انتهى بهم المطاف في مناطق شمال كندا – فقد عانى الوافدون الجدد الكثير أثناء التعامل مع سوء الأحوال الجوية.
في غضون ساعات من الهبوط في يلونايف، تم أخذ عائلة الحجي- مصطفى وزوجته وأطفالهما الأربعة- في رحلة تسوق لتخزين معدات الشتاء. قال مصطفى من خلال مترجم: “اشترى رعاتنا لنا ستر وأحذية تتناسب مع طقس الـ 50 درجة. حيث لم نختبر أي شيء مثل ذلك من قبل”.
كانت رحلة التسوق التفصيل النهائي في العملية المخططة لها بعناية لإحضار العائلة إلى يلونايف كلاجئين عبر رعاية خاصة. قبل عدة شهور، فقد جاءت مجموعة صغيرة من السكان لجمع الأموال، بموجب البرنامج الذي يسمح للكنديين بجلب اللاجئين إلى البلاد مقابل تغطية نفقاتهم للسنة الأولى أو نحو ذلك، ومساعدة الوافدين الجدد على الاستقرار في حياتهم الجديدة.
وجدت أسرة أخرى- التي وصلت ضمن برنامج- نفسها في وايت هورس في يوكون، وذلك في وقت قدوم فصل الشتاء. قالت سميرة أحمد من خلال مترجم: “كان أكبر تحديين واجهانا هما اللغة والبرد”.
قبل وصولهم إلى وايت هورس – حيث يمكن أن تنخفض درجات الحرارة أيضاً إلى 40 في فصل الشتاء- كان كل من سميرة أحمد وزوجها وأطفالهما الثلاثة يعيشون في تركيا، حيث انتهى بهم المطاف بعد أن فروا من سوريا. وكانوا قد شاهدوا بعض الثلوج، ولكن جاء معظم ما علموه عن الشتاء من التلفزيون. حيث قالت: “بدا الأمر مثيراً وممتعاً”.
كان واقع ما اكتشفوه أقل بريقاً بكثير، الذي يتضمن رموش متجمدة والمشي ببطء على بقع جليدية. وقالت الأحمد: “في البداية كان الأمر صعباً للغاية، ولكن الآن نتعامل مع الأمر بشكل جيد للغاية”.
وكان لدى عائلة الأحمد أفضلية لا تذكر – كانوا قادرين على اكتساب الدروس في التعامل مع فصل الشتاء من عائلة عرفات، التي أصبحت في كانون الثاني/ يناير 2015 أول عائلة لاجئين سوريين يستقرون في مناطق في شمال كندا.
وصل أفراد عائلة عرفات إلى وايت هورس. وقال حسن حسين عرفات- أكبر أطفال العائلة التي تتألف من تسعة أطفال: في طريقهم إلى يوكون ، توقفت طائرتهم في مونتريَال، حيث سألوا بعصبية عن المدينة التي أصبحت ديارهم الجديد. وقال حسن: “قالوا:” لا تذهب إلى وايت هورس – ليس هناك الكثير من الناس والجو قارس هناك”.
ومع ذلك، بعد وقت قصير من وصولهم إلى المدينة، أدركت العائلة أن ما قيل لهم عن المدينة كان فيه شيء من الصواب. وقال حسن البالغ من العمر 23 سنة: “كان الناس طيبين جداً معنا عندما وصلنا إلى المدينة”.
كان الشهر كانون الثاني/ يناير، عندما وصل أفراد العائلة، مما جعلهم يعانون في التكيف مع الثلوج ودرجات الحرارة التي تنخر العظام. حيث قال حسن: “البرد هنا بارد للغاية. من الصعب أن تتخيلوا كم الطقس بارد”. “لحسن الحظ كل شيء مكيف هنا، حتى السيارات. لذلك لا تشعر بالبرد ما لم تذهب للخارج”.
في حين أنه لا يزال يفضل أن يلعب كرة القدم، فقد احتوى أشقاءه الأصغر سناً المناخ في فصل الشتاء، مستفيدين من ألعاب رياضية مثل التزلج على الجليد.
مثل باقي العائلات المستقرة في شمال كندا، كان حسن سريعاً في الإشارة إلى أنه يمكن تجاوز تحديات فصل الشتاء عبر لطف السكان المحليين وفرص العمل. كان وشقيقه البالغ من العمر 21 عاماً قادرين على العثور على فرص عمل بعد وقت قصير من وصولهما إلى المدينة.
في يلونايف، عائلة الحجي خير مثال على العواطف، حيث قال مصطفى: “أنا أحب يلونايف”. فبعد وقت قصير من وصوله إلى المدينة، بدأ العمل في مقهى محلي. “جهز رعاتنا كل شيء لنا- نشعر وكأننا في ديارنا”.
جاء أول فصل شتاء في كندا ببعض المفاجآت السارة – فبعد أسابيع من وصولهم، التقط أفراد الأسرة أول ومضة من الأضواء الشمالية. قال: “كانوا مذهلين. لم نكن قد سمعنا عنهم من قبل”.
وهو الآن سريع في وصف يلونايف- وهي مدينة تبعد حوالي 250 ميلاً إلى الجنوب من الدائرة القطبية- كوطنه الثاني. وقال مصطفى “يعلم الجميع بأننا لاجئين سوريين. فهم يتوقفون لمصافحتنا ويسألوننا عن أحوالنا. هنا الطقس ليس دافئاً، ولكنك تجد الدفء في العواطف والمشاعر”.

الصحيفة: الغارديان البريطانية
تاريخ النشر: 20/02/2017
بقلم: أشيفا كسام من تورينتو وراية جلبي من نيويورك
ترجمة: محمود محمد العبي
الرابط:
https://www.theguardian.com/world/2017/feb/20/syrian-refugees-canada-yellowknife-cold-temperatures


المصدر: الغارديان: اللاجئون السوريون في شمال كندا.. دفء العواطف تنسينا الطقس المتجمّد

انشر الموضوع


اشترك بالإعلام الفوري بالاخبار الجديدة بالإيميل .. ضع بريدك