أبريل 23, 2024

اكتشف العلماء طرقاً حديثة لتوقُّع أي اليدين سوف يستعمل الجنين وهو لا يزال في رحم أمه.

يضيف الاكتشاف، نقلاً عن موقع sciencealert، إلى الأبحاث السابقة التي تؤيد الطرح القائل بأن مسألة استخدام أي يد هي فطرية، إلا أن أهم ما يقدمه البحث -علاوة على ذلك- هو تسهيل إمكانية تحديد بعض اضطرابات الجهاز العصبي لدى الجنين.

تداولت الكثير من الأبحاث سابقاً مسألة تحديد استعمال أي اليدين قبل الولادة، واعتمدت الدراسات على العلاقة السببية بين اليد التي يستعملها الرضيع بعد الولادة، وإصبع الإبهام الذي يمصه وهو جنين؛ من أي يد منهما.

ورغم ما وصلت إليه النتائج عن علاقة العوامل الفطرية والوراثية بالمقدرة على استعمال يد دون أخرى، فإن الكيفية التي يتطور بها هذا التفضيل نعرف عنها القليل بالكاد.

وانطلاقاً من هذا السؤال، طور فريق من الباحثين الإيطاليين طريقة تمكنهم من التحديد بدقةٍ، ما إذا كان الجنين سيكون أيمن أم أعسر اليد.
وتعتمد على آلية الموجات فوق الصوتية رباعية الأبعاد، تتابع وترسم بدقة إحداثيات حركة يدي الأجنة في توقيت حدوثها نفسه.

استعار الباحثون طريقتهم هذه من أبحاث سابقة حول حركة الأجنّة، وارتكزوا في بحثهم على حركة الجنين التي تتطلب دقة -كتحريك الجنين يده نحو عينيه – ومقارنتها بالحركات الأكثر عفوية كالتلويح بيديه في جدار الرحم.

أجرى الفريق بحثه على 29 امرأة حاملاً وبصحة جيدة، وراقبوا جنينهن خلال أسابيع الحمل الـ14والـ18 والـ22، بواقع جلسات تمتد إلى 20 دقيقة في المرة الواحدة. ثم سجلوا مقاطع فيديو للموجات الصوتية لتحليلها بعد ذلك.

ووجدوا أن الجنين في الأسبوع الثامن عشر يكون لديه سيطرة معقولة على حركة يديه في الأسبوع الثامن عشر، مشيرين إلى حقيقة أنه يؤدي حركات أكثر دقة وسرعة باليد التي يفضلها من بينهما.

توقع الباحثون اليد المستخدمة للجنين اعتماداً على نتائج الموجات الصوتية، وتابعوهن على مدار 9 سنوات؛ للتأكد من صحة النتائج.

وأظهرت السجلات نتائج ملموسة استناداً إلى القياسات التي اعتمدت عليها الدراسة، فمن بين التوقعات المسبقة جاءت النتائج الصحيحة بنسب تراوحت بين 89 و100%.

وأشار الباحثون في الدراسة: “مكنت أبحاثنا من تحديد اليد المستخدمة للجنين بعد الولادة بدقة، في وقت مبكر”.

ويرى الباحثون أن الطريقة المستخدمة في تحليل حركة الأجنة خلال دراستهم، من شأنها المساهمة في اكتشاف بعض السمات المرضية كالارتباط بين الجنين أيمن اليد وأمراض كالتوحد والميول الاكتئابية.

وأضافوا: “كما تساهم أبحاثنا في التحديد المبكر للأمراض العصبية ومواجهة تأخر نمو الطفل الحركي، الذي تظهر علاماته في حركة اليدين”.

وعلى الرغم من ذلك، فإن نطاق البحث سوف يمتد ليشمل قطاعاً أكبر من المشاركين من الأمهات الحوامل؛ لذا لا يمكننا أن نتوقع توافر اختبار يحدد “طفلك أعسر أم لا؟” حتى الآن.

انشر الموضوع


اشترك بالإعلام الفوري بالاخبار الجديدة بالإيميل .. ضع بريدك