أبريل 27, 2024

شمال سوريا- لم يتجاوز عدد المعتقلين السوريين المفرج عنهم من سجون النظام السوري حتى اليوم أكثر من 240 شخصا، وفق مصادر حقوقية سورية معارضة، منذ إعلان النظام عفوا عاما عن مرتكبي “الجرائم الإرهابية” في 30 أبريل/نيسان الماضي، في وقت يترقب مئات الآلاف من السوريين خروج ذويهم المغيبين في السجون والمعتقلات السرية.

وأحيا العفو المزعوم آمال السوريين بلقاء قريب يجمعهم بأحبائهم وأقربائهم، بعد أن أصبح أمرا شبه منسي في حساباتهم، وعمّق ذلك الاعتقاد الأخير ما تكشف من مجازر ارتكبتها عناصر من النظام السوري في حي التضامن الدمشقي عام 2013.

Syrians await the release of relatives held in regime prisons, on May 3, 2022 in the centre of Damascus, after a general amnesty was issued by the Syrian president. - President Bashar al-Assad has issued several amnesty decrees during the country's 11-year war, which broke out after the regime cracked down on mostly peaceful protesters. (Photo by LOUAI BESHARA / AFP)
العفو المزعوم عزز آمال السوريين بلقاء قريب يجمعهم بأحبائهم وأقربائهم (الفرنسية)

تهديدات بالاعتقال

ومع دخول اليوم الخامس لبدء تنفيذ وخروج المعتقلين، تراجعت أعداد ذويهم المحتشدين في أسفل جسر الرئيس وسط العاصمة السورية دمشق، بعد أن أصبح المشهد مثيرا للدهشة والذهول، الأمر الذي دفع سلطات النظام للتدخل بالتنبيه تارة والتهديد تارة أخرى.

وقال والد معتقل من ريف دمشق (رفض الكشف عن اسمه) إن عناصر من شرطة النظام طالبت الأهالي بالرحيل وعدم القدوم إلى ساحة جسر الرئيس، تنفيذا لتعليمات وزارة الداخلية في حكومة النظام.

Syrians await the release of relatives held in regime prisons, on May 3, 2022 in the centre of Damascus, after a general amnesty was issued by the Syrian president. - President Bashar al-Assad has issued several amnesty decrees during the country's 11-year war, which broke out after the regime cracked down on mostly peaceful protesters. (Photo by LOUAI BESHARA / AFP)
مواطنون سوريون في منطقة جسر الرئيس وسط دمشق (الفرنسية)

وأضاف الوالد في حديث للجزيرة نت، إن العناصر الذين يحملون السلاح والهراوات هددوا بعض الأهالي المجتمعين بالاعتقال والسجن، في حال مخالفتهم الأمر والقدوم مجددا إلى المكان والانتظار، مشيرا إلى أنهم أخبروا المحتشدين أن لا مكان محددا لإطلاق سراح المعتقلين.

ولفت الوالد إلى أن ابنه الثلاثيني اعتقل في ريف دمشق منتصف عام 2014 على أحد الحواجز العسكرية للنظام السوري، ومنذ ذلك اليوم لا يعرف عنه شيئا ولم يصله أي خبر أو معلومة صغيرة تكشف عن مصيره.

ومثل ما أظهرت صور مواقع التواصل الاجتماعي، قام الأب المكلوم بإبراز صورة صغيرة لابنه أمام معتقل أفرج عنه حديثا، لكن الأخير لم يتمكن من التعرف عليه أو تقديم أي دليل، حسب الوالد.

للاستخدام الداخلي فقط - عمر يوسف / سوريا / تقرير عن المعتقلين السوريين المفرج عنهم حديثا
ذوو معتقلين يعرضون صور أقربائهم على معتقل مفرج عنه حديثا بغية الكشف عن مصيرهم (مواقع التواصل)

فقدان الذاكرة

وتروي أحوال المعتقلين المفرج عنهم وصورهم التي تداولتها مواقع التواصل والحسابات الشخصية للنشطاء السوريين، قصصا حزينة عن السنوات التي قضوها في السجون السرية للنظام السوري، وتشي وجوههم المنهكة بالمأساة المستمرة.

ويروي أبو عمر الحمصي (اسم مستعار) قصة ابن خاله المعتقل المفرج عنه قبل يومين من سجن صيدنايا سيئ الصيت، بعد أن أمضى أكثر من 10 سنوات، كانت كافية لأن يفقد ذاكرته وينسى كل ما حدث معه قبل تاريخ الاعتقال عدا زوجته.

وقال الحمصي، إن ابن خاله اعتقل في ريف حمص عند حاجز عسكري للنظام، مؤكدا أنه لم يكن ينتمي لأي جهة عسكرية أو أي حراك ثوري، ورجح اعتقاله لأسباب طائفية، حسب وصفه.

وأضاف الحمصي -في حديث للجزيرة نت- أن ابن خاله لم يستطع التعرف على أهله وأقربائه، لكنه يبدي ودا وألفة -في ملامحه- عندما تتحدث إليه، ولم يتذكر إلا زوجته، مضيفا أن الصدمة الكبرى عندما اكتشف أن زوجته تزوجت من شخص آخر وهاجرت إلى أوروبا بعد أن وصلتها معلومات تؤكد وفاته في السجن.

ولفت الحمصي، إلى أن الكشف عن جسد قريبه أظهر أن لديه تشوها في مناطق حساسة بجسده، جراء التعذيب الذي تعرض له في السجن، إضافة إلى أمراض جلدية متنوعة وهزال في الجسم وضعف في البصر.

للاستخدام الداخلي فقط - عمر يوسف / سوريا / تقرير عن المعتقلين السوريين المفرج عنهم حديثا
بعض المعتقلين خرج فاقدا لذاكرته ولم يجد آخرون من ينتظرهم (مواقع التواصل)

التغييب في السجون

وفق تقارير حقوقية سورية، فإن النظام السوري انتهج التعذيب كسلوك مع كافة المعتقلين منذ بداية الحراك الشعبي في سوريا ربيع 2011، وعمد إلى تغييب الآلاف من السوريين في السجون.

وتقدر الشبكة السورية لحقوق الإنسان أعداد المعتقلين السوريين بنحو 149 ألفا و862 شخصًا ما زالوا معتقلين منذ عام 2011، معظمهم على يد النظام السوري، ويعتقل النظام نحو 87.73% من إجمالي المعتقلين، أي نحو 131 ألفا و469 شخصًا من بينهم 3621 طفلًا و8037 امرأة.

وتقول الشبكة، في تقرير لها، إن توثيق عمليات الاعتقال عملية “معقدة وشاقة”، بسبب ممارسات النظام السوري، لافتا إلى أن عمليات الاعتقال التي يقوم بها النظام السوري والمليشيات التابعة له إنما هي أقرب إلى عمليات خطف، حيث تتم من دون مذكرة قضائية.

اقرأ ايضاً: أفضل اشتراكات القنوات العربية (عالية الجودة)

انشر الموضوع


اشترك بالإعلام الفوري بالاخبار الجديدة بالإيميل .. ضع بريدك