أبريل 19, 2024

تعتمد تركيا المسلسلات كقوة ناعمة تغزو الشاشات العربية، ومنها التاريخية التي تحكي نشوء الدولة العثمانية ثم الدولة التركية الحديثة أو معارك وقضايا سياسية قديمة ومعاصرة، من وجهة النظر التركية.

لكن مسلسل “العثمانيون- بزوغ الإمبراطورية” يحكي تفاصيل معركة القسطنطينية (اسطنبول حاليًا)، بطريقة مختلفة على صعيد النص وزاوية المعالجة ومحاولات تحري الدقة والابتعاد عن الانحياز، إذ يكتفي بقص الرواية على لسان المؤرخين التاريخيين المختصين، وهو ما أضاف إلى العمل الكثير من التوازن والدقة والإثارة أيضًا.

لم يسعَ المسلسل الذي صوّر السلطان محمد الفاتح وهو يخوض المعركة الأهم في تاريخ الدولة العثمانية، إلى تلميع صورة السلطان، ولم يحصر أدوار المرأة، كما مسلسلات تاريخية أخرى، بحياكة المؤامرات والجلوس في مخدع السلطان.

لذا لم تتضمن مشاهد المسلسل مبالغات درامية أو استعراضًا تقنيًا، ولم يصوّر العمل الجنود لدى أي طرف (من الدولة العثمانية أو الإمبراطورية الرومانية) كأشخاص أسطوريين وكذلك قادتهم.

صوّر المسلسل، بشكل متوازٍ مع مشاهد المعركة ولحظات الحرب، طفولة السلطان، وعلاقته بوالده وأمه، وزوجة أبيه (الأم مارا) بشكل أقرب للإنسان منه للأسطورة، فالسلطان يخطئ ويصيب ويغضب ويفرح، كأي شخص آخر.

وعرض العمل المعركة على أنها معركة حياة أو موت للأطراف كلها، ومن هذا المبدأ تصل الرسالة إلى المشاهد حول الشخصيات وردود فعلها (دراميًا وتاريخيًا).

وانعكس قرار صناع العمل بجعله متوازنًا، على دموية الحكاية نفسها، في العمق لم ينتصر أحد ولم يخسر سوى الإنسان، وكلا الطرفين كانا يعتقدان أنهما يمتلكان تأييدًا دينيًا، وهنا أيضًا لا يخفي مخرج العمل، ايمري شاهين، الدوافع الدينية لدى المقاتلين، إلى جانب الحاجات الاقتصادية، ونزعة السيطرة لدى السلطان.

المسلسل مكوّن من ست حلقات، وهو من إنتاج شركة “NETFLIX” الأمريكية عام 2020، ومن بطولة جيم يغيت أوزوم أوغلو وتوماسو بيسيلي وسليم بيركتار وبيركان سوكولو وتوبا بويوك أوستن.

انشر الموضوع


اشترك بالإعلام الفوري بالاخبار الجديدة بالإيميل .. ضع بريدك