أبريل 25, 2024


الديلي بيست: ترجمة ريما قداد- السوري الجديد
تقول وزارة الدفاع الروسية بأن الطائرة كانت في طريق عودتها من مهمة “شحن بضائع إنسانية”.
وإن كانت الحال كذلك، فهذه الطائرة ليست بالنوع المناسب لهذه المهمة.
وفي حين لم نعلم بعد أي فصيل معارض قام بإسقاط المروحية والذي أسفر عن مقتل أعضاء الطاقم الخمسة الذين كانوا على متنها، إلا أن الأدلة من صور وتسجيلات الفيديو لحطامها يبين أن ما تصوره روسيا على أنه وسيلة سلمية للمساعدات الإنسانية كانت في الحقيقة طائرة هجومية مزودة بحاضنات صواريخ.
وحسب ما أفاد به الجنرال سيرغي رودسكوي، فإن الطائرة كانت عائدة إلى قاعدة حميميم الجوية التي تديرها روسيا في محافظة اللاذقية الساحلية، بعد مهمة تسليم الإمدادات الغذائية والطبية لمدينة حلب عندما تم اسقاطها “بنيران أرضية”. كما وقد زعم أيضاً بأن المنطقة التي تحطمت فيها المروحية، بالقرب من مدينة سراقب، إنما تسيطر عليها جبهة النصرة وهو الاسم السابق لوكيل القاعدة الرسمي في سوريا.
هذا و لم يتبنَ أي فصيل معارض اسقاط المروحية حتى الآن.
وحسب ما جاء في مقطع فيديو تم تحميله على موقع يوتيوب من قبل وكالة (ثقة)، التي يبدو أنها وكالة بدأت بتغطية أخبار الحرب منذ أربعة أشهر وتقوم بجمع الأخبار السورية، فقد تعرضت جثتان من أفراد الطاقم للتعذيب، وتم تصوير ذلك بالكاميرا فضلاً عن قيام بعض السوريين ممن كانوا يستكشفون الحطام بدوس الجثتين بأقدامهم.
وظهرت على الانترنت صور لجوازات سفر ووثائق أخرى تعود لطاقم الطائرة، و تم التعرف إلى أحدهم وهو أوليغ شيلاموف من تورجوك. هذا وقد قام فريق النزاع الاستخباراتي “CIT”، وهو مجموعة من التحريين المدونين الروس المستقلين، بتتبع هذا الرجل ليصلوا إلى وحدة عسكرية في كلين تدير هذا النوع من المروحيات التي تم اسقاطها. لقد كان كابتن الطائرة.
وحسب الجنرال رودسكوي، فإن الراكبَين على متن الطائرة كانا مسؤولَين من المركز الروسي للمصالحة بين الأطراف المتنازعة في سوريا، وهو عبارة عن مبادرة لبناء السلام كانت الغاية منها إضفاء معنى إنساني للحرب التي يقودها الكرملين لصالح الأسد.
ومع ذلك، فإن إصرار وزارة الدفاع الروسية على عدم مشاركة هذه الطائرة في المهمة القتالية، لا سيما بالنظر إلى الحملة العدائية التي تشنها القوات الجوية الروسية في حلب، فإن هذا الإصرار يزداد تعقيداً بسبب تحديد طراز الطائرة.
وتعد الطائرة Mil Mi8-AMTSh، الملقبة ب “المدمرة”، بديلاً هجومياً عن مروحية النقل القديمة، وهي مجهزة برؤوس ثابتة متعددة لحمل القذائف والصواريخ غير الموجهة، كما أننا نستطيع أن نرى في عدة مقاطع فيديو حاضنة للصواريخ من نوع  B-8V20A.
وحسب ما أفادت به مجموعة نيك جينزن جونز لخدمات بحوث التسليح ARES، وهي مجموعة مراقبة الأسلحة مقرها في أستراليا لصحيفة ديلي بيست:
“في هذه الحالة، يبدو أن المروحية Mi-8 AMTSh، قد زُوِدت بحاضنتي صواريخ من نوع B-8V20A، كل منهما قادرة على حمل 20 صاروخ 80 mm S-8. ومن الصور المتاحة لدينا، ليس من الواضح بعد ما إذا كانت الحاضنات قد حُمّلت بالصواريخ أم لا. وقد تم تزويد الطائرة المذكورة بمجموعات Prezident-S من المضادات الالكترونية المصممة لتحذير وحماية الطائرة من التهديدات المضادة للطيران الصادرة عن الأرض، فضلاً عن وجود منصات بحرية وجوية”.
وإذا ما كانت حاضنات الصواريخ فارغة، فهذا يعني إما أن الطائرة قد أقعلت دون تسليح – وهذا أمر غير مستحسن في وقت الحرب، أو أنها قد أطلقت كل ذخيرتها قبل أن تتحطم.
وفي حين إنه من المألوف أن يُعاد استخدام طائرات الهيلوكوبتر في مهمات غير قتالية، من قبيل عمليات الإخلاء الطبية، تقول موسكو بأن هذه المروحية كان تعمل على تسليم مساعدات إنسانية. كما تُظهر لقطات أرشيفية على نحو جلي، أماكن ضيقة داخل “المدمرة” لنقل صناديق من الغذاء والدواء وحتى أماكن للراكبِين المفقودَين.
وصرّح كريستوفر هارمر، وهو محلل عسكري في معهد واشنطن لدراسة الحروب في العاصمة، صرح لصحيفة ديلي بيست فقال: “إن مروحيات النقل الروسية مصممة لاستخدام مزدوج في الدور الهجومي، وهذا يفوق ما تملكه الولايات المتحدة إلى درجة كبيرة. فقد صُممت المروحية من طراز Mi-8 في الأصل كوسيلة نقل متوسطة إلا أن الروس استخدموها بشكل مكثف باعتبارها مروحية هجومية. ولربما اختير هذا الطراز بالذات كي يصور الروس هذه المهمة على أنها إنسانية في طبيعتها لكن الأغلبية الساحقة للعمليات الروسية باستخدام المروحيات ذات الأجنحة الدوارة في سوريا تتم في إطار مهمات هجومية”.
وبغض النظر عن مدى صحة ادّعاء الروس بأن الطائرة كانت عائدة من مهمة إنسانية، فإن حقيقة وجود حاضنات صواريخ على متنها يعني أنها ستعد تهديداً حقيقياً على الأرض ما يجعلها هدفاً مشروعاً.
وكما لحظت مجموعة جنزن جونز، فهذه الطائرة ليست أول طائرة يتم تفجيرها من هذا الطراز في سوريا.
ففي 24 من شهر نوفمبر/ تشرين الثاني، دُمِّرت مروحية من طراز Mi-8AMTSh من قبل الفرقة الساحلية الأولى للجيش السوري الحر باستخدام صاروخ  TOW أمريكي الصنع، ما أسفر عن مقتل أحد أفراد المشاة البحرية الروسية. وقد كانت المروحية تساهم في جهود البحث واستعادة الملاح من القاذفة الروسية سوخوي Su-24  التي كان قد أسقطها مقاتلون أتراك في وقت مبكر من ذلك اليوم.
اقرأ:
الديلي بيست: أمريكا رفعت يدها عن فصائل سورية بحلب




الخبر كاملا هنا: الديلي بيست: ما السبب وراء إرسال روسيا لآلة قتل في مهمة إنسانية إلى سوريا؟

انشر الموضوع


اشترك بالإعلام الفوري بالاخبار الجديدة بالإيميل .. ضع بريدك