مايو 15, 2024


محمد الحمصي: كلنا شركاء
تشهد المناطق الموالية في مدينة حمص تفشٍ ملحوظٍ لعدة ظواهر تحمل كل معاني الفاحشة وللرذيلة والجريمة بكل أشكالها، فإن بدأنا بالمخدرات التي ضجت جميع شبكات التواصل الاجتماعي بها، والتي تحولت لجريمة يصعب ضبطها في ظل تفشي الفراغ والفلتان الأمني وتجار المخدرات الذين وجدوا من الحرب أرضية خصبة، خصوصاً لدى المناطق الموالية، بعكس المناطق المحررة التي تعيش في بيئة أخلاقية ودينية محافظة تحرم هذه الجرائم وتلاحق مرتكبيها.
ودعت مواقع موالية محسوبة على الدفاع الوطني وبعض صفحات النظام الرسمية وسائل الإعلام، وخصوصاً التلفزيون الرسمي، لتسليط الضوء على هذه الجرائم ونشر الوعي المفقود بين الموالين، كون هذه الظاهرة باتت تتفشى بشكل واسع في كل مناطق حمص الموالية، خصوصاً أن المخدرات كان سبباً، بحسب اعترافات مباشرة، للعديد من جرائم القتل والدعارة والسرقة وغيرها، والتي سنتكلم عنها تفصيليا في سياق التقرير.
قتل وتنكيل بالجثث
وتحدثت مواقع إخبارية تابعة للنظام عن ارتكاب شخص مجهول الهوية لجريمة فظيعة لم تذكر تفاصيلها جميعا، لكن ما ورد هو العثور على جثة امرأة عليها أثار تعذيب واغتصاب، مقطعة بشكل فظيع وملقاة عند مكب للقمامة في حي الشماس بحمص، الأمر الذي أثار رعب جميع سكان المنطقة، كون الفاعل مجهول والمرأة لم يتم التعرف على هويتها بعد، ما زاد حدة الاتهامات بالتقصير من قبل الأجهزة الأمنية التابعة للنظام، خصوصاً في ظل تسجيل الكثير من الجرائم ضد مجهول، وعدم الكشف عن أي جريمة حتى الآن.
وانتشرت عدة قصص قبل أيام تتحدث عن اختطاف امرأة وطفليها، واختفاء فتاة شابة منذ عيد الفطر، ولم يتم العثور عليها حتى الآن، لكن لم تتمكن قوات أمن النظام من الربط بين الحادثتين، ومن المحتمل العثور على جثة الطفلين في الأيام القادمة إن ثبت أن الجثة التي وجدت في حي الشماس تعود للأم المختطفة فعلا، أو ربما تكون الجثة تعود للفتاة الشابة المختطفة، فتلك مصيبة أكبر.
الأيام الخوالي
لم تعد حمص أمنة، لم تعد أي منطقة خاضعة لسيطرة النظام قابلة للحياة، قتل، اغتصاب، مخدرات، سرقة، تنكيل بالجثث، اختطاف، طلب فديات، احتيال واختلاس، جميعها تصب في مستنقع واحد تغرق به مناطق النظام وموالوه، ما أثار حالة من ردود الأفعال الغاضبة التي تحولت لاستياء عبر عنه الموالون عبر صفحاتهم على “فيسبوك”، فكتبت المدعوة “لينا” في تعليق على خبر العثور على جثة المرأة المقطعة “للأسف صارت حكايات القتل والتقطيع والاختفاء والخطف والمخدرات والفلتان الأخلاقي في الحدائق العامة والجامعات، وكل ما هو سيء دون مبالغة، عبارة عن قصص يومية مرئية ومعاشة، وليس هناك من وازع ولا رقيب! ولكن إذا كانت الأجهزة الأمنية والرقابية غائبة أو متعامية ومستهترة فأين أخلاق وتقاليد وحشمة الناس وخوفهم على أبنائهم وسمعتهم؟”.
وأضافت “لينا” تعليقاً آخر يعبر عن حنانها للماضي واستيائها من الفلتان الأمني الحالي قائلة “الله يرحم هديك الأيام لما كانت جناية سرقة صغيرة يهتز المجتمع كله رفضاً واستياء، وما كان ليمضي 24 ساعة حتى يتم القبض على الفاعلين، مين كان يتخيل أنه رح يجي يوم تصير حياة وأرواح وأعراض الناس ملهاة وملعبة بأيدي بعض الحثالات والمجرمين، وين صرنا ولوين رايحين؟”.
مئات، بل آلاف من التعليقات الغاضبة جميعها تنتقد الحواجز والجيش والأمن والنظام والمحافظ واللجنة الأمنية وغيرها من مؤسسات النظام الجنائية والأمنية، في تقصير واضح وتقاعس وصف بالمتعمد في سياسة غض البصر، ما أوصل المجتمع الموالي لهذه الحالة من الغوص والغرق في مستنقعات الرذيلة والجريمة التي لم يعد بالإمكان النجاة منها، لأنها كالفايروس الذي يفتك بالجسد.
اقرأ:
تأمين الخبز مشكلةُ تنتظر ريف حمص والمجالس المحلية تقف عاجزة




الخبر كاملا هنا: الدعارة والقتل والمخدرات … حمص الموالية تغوص في مستنقع الرذيلة

انشر الموضوع