مايو 16, 2024

مضر الزعبي: كلنا شركاء
انتهى اجتماع جنيف 4 يوم الجمعة 3 آذار/مارس، دون الوصول إلى نتائج ملموسة كما كان يتوقع معظم السوريين، ولا سيما مع ضرب الروس بتعهداتهم عرض الحائط منذ اليوم الأول للاجتماع، من خلال استهداف مناطق سيطرة الثوار في كل من درعا وإدلب بالطيران، رغم تقديمهم تعهدات لوفد المعارضة بالتوقف عن القصف خلال فترة انعقاد الاجتماع.
وللحديث أكثر عن نتائج اجتماع جنيف 4، وعن إمكانية الوصول إلى نتائج ملموسة على الأرض في ظل الاستقطاب الحاصل على الساحة الدولية، وعن تعدد وفود المعارضة، أجرت “كلنا شركاء” مع الدبلوماسي “بشار الحاج علي” المختص بالدراسات السياسية وإدارة الأزمات، الحوار الآتي:
كيف تابعت نتائج اجتماع جنيف 4، وهل كان مختلفاً عن الاجتماعات السابقة؟
تابعت كسوري مفاوضات جنيف 4، ولاحظت أنها لم تشد انتباه السوريين لدرجة كبيرة، بل كانت متابعتها كمتابعة نشرات الأخبار عبر المحطات التلفزيونية المختلفة، وهي محطة من محطات المفاوضات واللقاءات التي تبدو حتى الآن محطات عابرة وليست محطات رئيسية مفصلية.
شكلاً على ما يبدو هناك بعض الاختلاف من حيث إتباع السرية ومنع استعمال الهواتف النقالة داخل الاجتماعات ومحاولة جعل اللقاءات مباشرة بين الطرفين، وتقديم ورقة من السيدة دي مستورا تتضمن رؤيته لسوريا الجديدة من خلال لقاءاته مع طرف الثورة والمعارضة وطرف النظام، والإعلان عن التوصل إلى جدول أعمال “واضح” من أربعة عناوين، وهي الحكم والدستور والانتخابات ومكافحة الإرهاب، في ختام جولة المفاوضات بين ممثلي الحكومة والمعارضة السوريتين في جنيف.
هل يمكن أن تصل اجتماعات جنيف إلى نتائج حقيقية في ظل الاستقطابات الدولية؟
اجتماعات جنيف هي إحدى الحلبات العلنية للصراع الدولي على سوريا وفِي سوريا، ولن تنتج إلا ما يمكن الاتفاق عليه من قبل اللاعبين في الكواليس، وعلى ما يبدو الساحة مازالت مفتوحة للصراع ولم تتبلور أية حلول جدية بعد.
محادثات جنيف لا يمكن الاستغناء عنها على الرغم من عدم تحقيق أي شيء يذكر، لا على الصعيد السياسي ولا حتى احترام الهدن ولا إيفاء المجتمع الدولي بتعهداته الإنسانية من إخراج المعتقلين وإيقاف الحصار الجائر وعمليات التهجير القسري وقصف المدنيين، والقائمة تطول… إلا أنها تمثل الطريق المتفق عليه لإدارة (الأزمة السورية) من قبل الأطراف الدولية.
هل نجح وفد المعارضة بتقديم شيء جديد؟
كيف لوفود الثورة والمعارضة المعينة من قبل الدول الإقليمية والعالمية أن تقدم شيء، في حين أن هذه الدول التي شكلت (وفود المعارضة) لم تقدم جديدا، إلا أنه يمكن الاستفادة من الحضور بالقيام بدور إيجابي من خلال المؤتمرات الصحفية المتزامنة مع المفاوضات، عن طريق وضع المجتمع الدولي والرأي العام العالمي أمام مسؤولياته، وإحراج الأطراف الداعمة لإرهاب نظام العصابة الحاكمة، مثل روسيا وإيران.
ماذا عن تعدد وفود المعارضة، لاسيما منصة موسكو ومنصة القاهرة؟
الحالة السورية أصبحت موسومة بهذه التعددية التي يمكن أن تكون صحية لو أننا أقرّينا بأننا معارضة، وفِي ظل نظام ديموقراطي نتنافس سياسياً.
لكن في حالة ثورة، وثورة كرامة ضد إرهاب سلطة مغتصبة للدولة، ومدعومة من دول ديكتاتورية، لا يمكن القبول:
أولاً: بتسمية معارضة.
ثانيا: بوفود تعترف بدور المحتل الروسي، بل وتثني عليه.
سيما وأنه خلال انعقاد مفاوضات جنيف، استخدمت روسيا حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن ضد قرار يعاقب (نظام الأسد) لاستخدامه السلاح الكيماوي.
زاد الحديث مؤخراً عن خطط دولية لتقسيم سوريا، فهل تعتقد أن هذه الخطط في طريقها للتطبيق؟
نعم ازدادت وتيرة الحديث عن التقسيم في الآونة الأخيرة، وخاصة بعدما أشيع عن نية إدارة ترامب إقامة مناطق آمنة في سوريا، إلا أنني أعتقد لا يمكن تقسيم سوريا على الرغم من الضعف الحالي للفاعل الوطني السوري، ذلك لأن الغالبية الساحقة للشعب السوري والفصائل المسلحة الوطنية متمسكة بوحدة الأرض والشعب والدولة، وسلاح التقسيم هو عصى الخاسر التي تروج لها مصادر على علاقة ببقاء النظام، هذا على الصعيد الوطني.
أما على الصعيد الإقليمي، فلا مصلحة لأي من الدول الإقليمية بالتقسيم، سيما وأنه سينالها نصيب منه، طبعاً ما عدى الكيان الصهيوني الذي لا يدخر جهداً في حماية نظام الأسد حتى الآن، فإذا أيقن بسقوط هذا النظام سعى للتقسيم، وهذا يتقاطع مع مشروع الفوضى الخلاقة الذي طرحته وزيرة خارجية الولايات المتحدة الأمريكية سابقاً كوندليزا رايس، والذي فشل حتى الآن حيث بدأ في العراق.
المصدر: الدبلوماسي (بشار الحاج علي) لـ (كلنا شركاء): الساحة مازالت مفتوحة للصراع ولا حلول جديدة بعد

انشر الموضوع