مايو 5, 2024

حماة – محمد فرحة:
كل الدلائل تشي بأننا قادمون على موسم مطري لم نشاهده منذ سنوات، لجهة غزارة الأمطار وارتفاع مناسيب الينابيع وجريان الأنهار، ما يشكل مخزوناً مائياً جيداً للصيف القادم، ورصيداً أكثر من جيد للأشجار البعلية المثمرة كالكرمة والزيتون في أصقاع متعددة على كافة مساحة القطر باختلاف بسيط بين المناطق الساحلية والداخلية، والمناطق الشرقية، زد على ذلك أن لدينا مليون هكتار تعتمد على مياه الأمطار.
وبالعودة إلى المعدلات المطرية التي هطلت هذا العام، فقد بلغت ذروتها ومعدلها السنوي في بلدة شطحة في شمال غرب منطقة الغاب، إذ وصلت إلى ١٣٦٨ مم حتى صباح هذا اليوم السبت، في حين معدلها السنوي ونقصد شطحة هنا /١٤٥٠/ملم.
وما يقال عن منطقة سهل الغاب ينسحب على معدلات أمطار منطقة مصياف، حيث  بلغت كمية الهطولات حتى الآن  ١٢٣٦ ملم وفي وادي العيون ١٣٥٠ ملم ومعدلها السنوي ١٥٣٨، وعين حلاقيم كذلك، حيث اقتربت جداً من معدلاتها السنوية وهي ١٤٥٠ ملم.
هذا ما يتعلق بالمعدلات المطرية في مناطق الاستقرار الأولى والثانية، أما في المناطق الشرقية ونتحدث هنا عن محافظة حماة الزراعية، فقد تجاوزت كميات الهطولات المطرية معدلاتها كمحمية وادي العزيب ٩٠ كم شرق مدينة حماة، على حدود محافظة الرقة.
ويتحدث مربو الأغنام اليوم هناك بأن المراعي الطبيعية جيدة جداً، وتسرح بها القطعان من أغنام وجمال وماعز، ما يوفر عليهم الكثير من قيمة المادة العلفية التي بدأت أسعارها ترتفع بشكل مستمر تماشياً مع ارتفاع أسعار المازوت وأجور النقل.
وفي سياق متصل، فقد اتخذت الهيئة العامة لإدارة تطوير الغاب كل الاستعدادات والإجراءات اللازمة لتجنب حدوث الغمر الذي يطال الأراضي الزراعية عادة في مثل هكذا ظروف ممطرة بغزارة، بهدف التدخل السريع لتصريف المياه.
وذكر مدير عام الهيئة العامة لتطوير الغاب المهندس أوفى وسوف لـ”تشرين”: أنه تم فتح كل المصارف المائية وتعزيل الأقنية بشكل مستمر تحسباً من أي حالة غمر، ومن المعروف بأن منطقة الغاب وأراضي سهله تغرق شتاء وتعطش صيفاً، ولتجنب أي حالة غمر عادة ما توضع كل آلياتنا ومعداتنا وفنيونا في جاهزية مطلقة لهذه الغاية.
وفي الشق الثالث من هذا الموضوع فقد تعدى المخزون المائي في سد الرستن الـ ٨٠ مليون متر مكعب، وفاض نهر الساروت وغمر ضفتيه من الأراضي الزراعية بالقرب من قرى تل أعفر وجرجرة..
بالمختصر المفيد: جل مياه أمطارنا تذهب هدراً لطالما كان وضع سدودنا الفني ليس بخير، كما هو الحال في سدود أفاميا الثلاثة، والملفت للنظر أنه تم تأهيل محطات الضخ بلا سدود، في حين كان يجب فعل العكس ومع ذلك المساحات التي زرعت قمحاً بخير ، فلو وفرت وزارة الزراعة المعدلات السمادية المطلوبة للمزارعين، لكان إنتاجنا هذا العام مختلفاً عن العامين السابقين، بكل تأكيد، حيث لم يسمع المزارعون إلا تصريحات وزارة الزراعة، والتي فقدت تأثيرها وبقي هديرها.

تابعونا على تويتر

انشر الموضوع


اشترك بالإعلام الفوري بالاخبار الجديدة بالإيميل .. ضع بريدك