مارس 29, 2024

مضر الزعبي: كلنا شركاء
إذا عُرف السبب بطُل العجب، هذا هو حال أسواق محافظة السويداء التي أثقلت أسعارها كاهل الأهالي، بسبب الأتاوات وما يدفعه التجار لميليشيات النظام مقابل حمايتها للبضائع والذي بات يعرف بـ (الترفيق)، والتي تُضاف إلى أسعار السلع.
وتناقلت صفحات التواصل الاجتماعي في محافظة السويداء يوم الأحد 12 شباط/فبراير صوراً لما بات يعرف بوصل (الترفيق)، وهو وصل صارد عن ميلشيا (الدفاع الوطني) في السويداء، قيمته 40 ألف ليرة سورية.
الأتاوات
وقال “عمر سليم”، وهو أحد التجار في محافظة السويداء، لـ “كلنا شركاء” إن الأمر لا يتوقف على المبلغ التي يتم دفعه كأتاوى بوصل نظامي لميلشيا (الدفاع الوطني)، فهنالك مجموعة من الحواجز المنتشرة على أوتوستراد دمشق ـ السويداء، وكل حاجز يأخذ مبلغاً مالياً من سائقي السيارات يتراوح ما بين 2000 ليرة سورية و5 آلاف ليرة سورية، وقد يصل المبلغ الذي يتم دفعه مقابل كل نقلة للحواجز التابعة للميلشيات الموالية للنظام إلى 80 ألف ليرة سورية.
وأضاف بأن ميلشيا (الدفاع الوطني) تأخذ هذه المبالغ بحجة تأمين الحماية لها، بينما تبين مؤخراً أن معظم عناصر شبكات الخطف والسرقة في المحافظة هم من عناصر هذه الميلشيا.
وأشار “سليم” إلى أن هذه المبالغ في المحصلة يتم أخذها من الأهالي، كون التجار يحمّلونها على ثمن البضائع في أسواق المحافظة، مضافاً لها الأتاوات التي يدفعها أصحاب المحال التجارية للميلشيات الموالية للنظام بشكل شهري.
ارتفاع جنوني في الأسعار
وقال الناشط خالد القضماني لـ “كلنا شركاء” إن أغلب السلع في أسواق المحافظة لم يعد بمقدور الأهالي شراؤها، ول اسيما الخضروات والفواكه التي انعكست على أسعارها أتاوات الميلشيات الموالية للنظام، فسعر الكيلو غرام من (الفليفلة) وصل إلى 1250 ليرة سورية، بينما صول سعر كيلو (البطاطا) إلى 300 ليرة سورية، و(البندورة) إلى 300 ليرة سورية، في حين وصل سعر كيلو (الخيار) إلى 400 ليرة سورية، و(البصل) إلى 300 ليرة سورية، و(الليمون) إلى 400 ليرة سورية، بينما وصل سعر كيلو (الموز) إلى 450 ليرة سورية.
وأضاف بأن غلاء الأسعار شمل اللحوم، فسعر الكيلو غرام الواحد من لحم (الخاروف) وصل إلى 4 آلاف ليرة سورية، وكيلو (الأرز) وصل إلى 750 ليرة سورية.
وأشار القضماني إلى أن الميلشيات الموالية للنظام احتكرت مؤخراً تجارة المحروقات، فثمن أسطوانة الغاز في أسواق المدينة وصل إلى 7 آلاف ليرة سورية.
والمفارقة في أسواق محافظة السويداء، بحسب القضماني، تكمن في أن سعر كيلو (التفاح) يصل إلى 300 ليرة سورية، علما أن موسم التفاح قد انتهى منذ أشهر، ومن المفترض أن يكون سعر (التفاح) هو الأكثر ارتفاعاً نتيجة تكاليف التخزين، لكن العكس هو ما حصل في الأسواق، وأشار إلى أن السبب وراء ذلك يعود إلى رغبة المزارعين في بيع المحصول في أسواق المحافظة لتجنب دفع الأتاوات على الحواجز التابعة للميلشيات الموالية للنظام، فتكاليف نقل أربعة أطنان من التفاح إلى أسواق دمشق تكلف 200 ألف ليرة سورية.
تجويع ممنهج
ومن جانبه، أكد الناشط سامي الأحمد لـ “كلنا شركاء” أن ما يجري في محافظة السويداء هو أكبر من تصرفات ميلشيا موالية للنظام، فالمحافظة مازالت تحت سيطرة قوات النظام، ومن السهل ضبط أسواقها، ولكن النظام يعمل على تجويع الأهالي على غرار باقي المناطق السورية، وإن اختلفت الأساليب، فتجويع الأهالي الهدف الأساسي منه هو إرسال أبنائهم للميلشيات الموالية للنظام التي تقدم عروضاً مالية كبيرة، ومنها ما بات يعرف بـ (الفيلق الخامس) التي عرض مبلغ 400 دولار أمريكي كراتب شهري لعناصره، أي ما يعادل 220 ألف ليرة سورية.
وأضاف بأن الغلاء الذي تشهده أسواق المحافظة تزامن مع حملة طرد جماعي من الدوائر الحكومية للموظفين الرافضين لخدمة الاحتياط في صفوف قوات النظام، ومع نشاط غير مسبوق لمجموعات الخطف والسرقة في المدينة التي تشهد حالة من الفلتان الأمني منذ قرابة العام.
وأشار الأحمد إلى أن الملفت للنظر كان خلال الأسابيع الماضية نشاط الضباط الروس في المحافظة، وزيارتهم لمجموعة من بلدات ومدن المحافظة بحجة تقديم المساعدات للأهالي. 



المصدر: الأتاوات و(الترفيق) يرهقان كاهل الأهالي في السويداء

انشر الموضوع


اشترك بالإعلام الفوري بالاخبار الجديدة بالإيميل .. ضع بريدك