أبريل 18, 2024


عندما تسلم محمد خير الرفاعي، منصب المدير العام للشركة العامة لصناعة الأحذية، لم يؤذه الاسم كثيراً، فالدماء كانت تملأ الشوارع، وأن يكون الشخص مديراً عاماً للأحذية أهون بكثير من أن يصبح قتيلاً .. غير أن قذارة الاسم وضعت محمد خير أمام تحد كبير، فهو حاول في مرات كثيرة أن يعرف عن نفسه بأنه مدير عام الشركة العامة للصناعة الجلدية، لكن عندما كان يستفسر أحدهم منه عن طبيعة الجلود التي يصنعها، كان يرد بصوت خفيض: الأحذية.. لقد فكر محمد خير كثيراً في كيفية التخلص من هذه التسمية، وحاول أن يقترح على وزارة الصناعة تغيير الاسم أكثر من مرة.. فمن غير المعقول أن يكون مديراً عاماً لشركة تصنع “السبابيط”.. فهل تحتاج “السبابيط” لشركة عامة ومدير عام.. ثم لماذا لا يكون مصنعاً فقط، ويكون بالتالي هو مدير مصنع..؟!غير أن وزير الصناعة قال له وهو يستمع لآلامه: يا محمد .. خليك عاقل.. يجب أن تثبت للكل أن مصنع الأحذية الذي تديره، أهم مؤسسة اقتصادية في البلد، ولا يمكن الاستغناء عنها.. لقد منح هذا الكلام من الوزير، “محمد خير”، طاقة استثنائية، جعلته يعيش حالة تحدٍ فيما بينه وبين نفسه، وأخذ عهداً على نفسه أن يجعل من مصنع الأحذية رقماً صعباً في الاقتصاد الوطني..اليوم بعد مضي أقل من سنتين على هذا الحوار الحار بين وزير الصناعة ومدير الشركة العامة لصناعة الأحذية.. تقول الأرقام، أنها الشركة الوحيدة التي استطاعت أن تقفز بأعمالها إلى مستوى فاق كل التوقعات.. فخلال عام واحد استطاعت أن تحقق أكثر من 95% من خطتها السنوية، كما أنها استطاعت في النصف الأول من العام الحالي أن تحقق أرباحاً تجاوزت الـ 150 مليون ليرة، بينما في العام الماضي كله لم تتجاوز أرباحها الـ 120 مليون ليرة..بعد هذه الأرقام أصبح اسم “محمد خير” يملأ وسائل إعلام النظام، كأكثر شركة في وزارة الصناعة استطاعت أن تتغلب على نفسها وتحقق أرباحاً كبيرة رغم كل الظروف الصعبة.. وأكثر من ذلك، دعت هذه الوسائل باقي المؤسسات الاقتصادية في الدولة للاقتداء بالشركة العامة للأحذية والاستفادة من تجربتها.. فأي فخامة يعيشها اليوم الأستاذ محمد خير الرفاعي مع هذا الانجاز.. وأي إعجاز حققه اقتصاد النظام، حتى أصبح “البسطار”، قولاً وفعلاً، رمزاً لشموخه..


المصدر: اقتصاديات.. السبابيط لدعم اقتصاد النظام

انشر الموضوع


اشترك بالإعلام الفوري بالاخبار الجديدة بالإيميل .. ضع بريدك