مارس 28, 2024


أن يجثو رئيس وزراء على ركبتيه أمام إمرأة عجوز، يستمع لأوجاعها وتحيط به المايكروفونات والكاميرات من كل حدب، لعمري لهو مشهد لا يستطيع القيام به “إبليس”.. لكن لو حاولنا تتبع برنامج عماد خميس الحكومي منذ توليه رئاسة الوزراء، لوجدنا أنه، حتى الآن، لا يقوم سوى على مثل هذه الصور المفاجئة..!! فهو قبل أيام ظهر فجأة في مشفى المواساة وقام بجولة برفقة الأطباء المتفاجئين على المرضى الذين تفاجأوا، تحت أعين عدسات الكاميرات التي نقلت المفاجأة.. وكما نقل مطبلون، فإنه حتى سائقه الشخصي، تفاجئ بالزيارة.. فهو استخدم معه أسلوب.. سر الى الأمام.. انعطف يميناً.. انعطف شمالاً.. قف هنا.. وكان المكان مشفى المواساة..!!يقال في الأمثال الشعبية، أنه كلما بالغ الرجل بكلام الغزل مع زوجته، فهو أحد احتمالين.. إما أنه يخونها، أو أن مفعوله الذكوري انتهى ولم يتبق له سوى لسانه.. وهو أمر ينطبق على رجالات النظام وإعلامه، الذين يريدون أن يخفوا جرائهم وخيانتهم للشعب السوري بصور إنسانية مفتعلة، رديئة الإخراج.. لكن أي إنسانية وأرقام الكارثة السورية وعلى كل الصعد، تشير إلى أن من يجثو في هذه الصورة هو أحد الوحوش المفترسة الذين ساعدوا المجرم في تدميره للبلد.. هل يعتقد هذا الشخص أنه بهذا المشهد الحنون، يستطيع أن يمحو أكثر من خمس سنوات من العذاب التي ألحقها نظامه بالشعب السوري، بما فيها المرأة العجوز التي يجلس قبالتها..؟!أحد إعلامي النظام المشهورين والمعروفين، نقل الصورة على صفحته الشخصة في “فيسبوك”، وكتب تعليقاً فوقها، “برافو سيادة رئيس الحكومة.. من هنا يبدأ الشغل الصح..”. كنت أتمنى أن أحاوره وأقول له، وهو بالمناسبة صديق عزيز وقديم، لكن فرقتنا المواقف: “بربك.. هل تتحدث عن جد أم أنك تمزح..؟!”.  هل تعتقد أن كل الأمور تسير على ما يرام ولما يتبق سوى هذه الرتوش الإنسانية لكي تغدو الصورة صحيحة..؟!لكن هيهات أن تحاور أعمى وأخرس وأطرش.. فمن لم توقظ ضميره كل هذه الكوارث التي جلبها نظامه على البلد، فالأفضل أن تدعهم في غيهم يعمهون..


المصدر: اقتصاديات.. أبالسة النظام

انشر الموضوع


اشترك بالإعلام الفوري بالاخبار الجديدة بالإيميل .. ضع بريدك