أبريل 26, 2024

ابراهيم نمر : كلنا شركاء
عندما يفشل النظام في منطقة من المناطق عسكريا يقوم بالتصعيد في مناطق اخرى عبر وكلائه وما جرى ويجري في شمال شرق سوريا اي المناطق الكردية وخصوصا القامشلي يدخل ضمن هذا التصعيد الخطير و غير المسبوق من قبل ما يسمى الادارة الذاتية الديمقراطية التي هي بعيدة كل البعد عن كل ما هو ديمقراطي فهذه الادارة التي يقودها حزب الاتحاد الديمقراطي النسخة السورية من حزب العمال الكردستاني و بتكليف من النظام السوري ومنذ عملية عملية استلام وتسليم رسمية جرت ٢٠١٣ وهو يمارس نفس دور النظام في مختلف المناطق الكردية وذلك بهدف اجهاض المعارضة الكردية التي كانت تنادي مع باقي السوريين لاسقاط النظام وبناء سوريا الجديدة سوريا المواطنة وسوريا احقاق الكردية من خلال الدستور الجديد وكذلك تعويض الكورد السوريين عن سنوات الغبن والحرمان من كافة الحقوق في ظل سلطة البعث الديكتاتورية.
هذه المقدمة فقط للتذكير وبالعودة الى التصعيد الحاصل والذي يقوم به جماعة قنديل وحزبه اصبح مقلقا للكورد ومصيرهم فمنذ تفجير الشاحنة في وسط مدينة القامشلي وحتى يومنا هذا لم يهدأ هذا التنظيم سياسيا وعسكريا وأمنيا وهو يواصل حملات التجنيد الإجباري والاعتقالات بحق كل المعارضيين الكورد ووصل الامر بهم الى اعتقال وثم نفي السيد ابراهيم برو رئيس المجلس الوطني الكردي المشهود له بنزاهته ومواقفه في الأوساط الكردية والسورية وعموما هذه الحملة الشعواء المستمرة لم تنته بعد بل وصلت الى ذروتها في الأيام الماضية وذلك من خلال واعتقال معظم قيادات المجلس الوطني الكردي وبعض النشطاء والصحفيين في معظم ما يسمى كانتونات الأمة الديمقراطية والحديث يطول عن الممارسات اليومية لهذا التنظيم بحق المناطق الكردية والقوى الكردية المعارضة له و لسياساته وممارساته فالانتهاكات الدائمة بحق الرموز القومية والعلم الكردي والبيشمركة باتت من ادبيات ويوميات حزب الاتحاد الديمقراطي القنديلي وكأن هذا الحزب زرع لمناهضة هذه المسلمات الثلاثة التي بمثابة مقدسات لدى معظم أبناء الأمة الكردية في اجزاء كردستان الأربعة و السؤال الذي يطرح نفسه هل هناك كردي يريد خيرا للكورد ويقف بالضد لهذه المرتكزات التي كانت دائما توحد الكورد؟
الجواب: حقا مشبوه من يمنع عن الكرد عن تعبيرهم وحبهم وافتخارهم بالعلم الكردي وألوانه والبيشمركة ورموزه الوطنية والقومية.. القاصي والداني يعلم ان هذا التنظيم القادم من قنديل جاء بمهمة خاصة الى سوريا وعسكرته للمنطقة الكردية بهذه الطريقة الاستفرادية والاستفزازية لجميع المكونات بما فيهم الكورد يؤكد حجم تورطه في مشروع النظام السوري الدموي فالمربع الأمني في القامشلي حقيقة وليس خيال او تكهنات فهذا التنيظيم يدار من قبل النظام السوري واجهزته الأمنية سواء من المربع الأمني او المطار او دمشق لا فرق وهو اليوم بمثابة عصا غليظة في يد النظام يوجهه حسب ما يريد ضد كل معارضيه من الكورد ومن الطبيعي رفض هذا التنظيم كل المبادرات والاتفاقات من الطرف المعارض له فهو يريد ارتهان المنطقة الكردية بالكامل للنظام وبالمقابل يستفيد من الفساد المنتشر في أوصال ما يسمى الادارة الذاتية والكونتونات وتحركات المجلس الوطني الكردي وانصاره ومحازبيه الاخيرة جاءت بعد ان بلغ السيل الزبى ولم يعد بمقدور اي قوى سياسية او مدنية تحمل نتائج ممارسات هذا الحزب في المناطق الكردية من تهجير واعتقالات وقوانين قراقوشية والاستقواء بالنظام تارة وبالدعم الامريكي العسكري لقواتهم كما يدعون ولم يعد بمقدور الكورد تحمل فاتورة هذا الحزب الباهظة الذي يقوم بزج أبناء الكورد في معارك ليست معاركهم كمعارك منبج وما سمي بتحرير أدلب وغيرها ورغم سلمية المظاهرات والاحتجاجات التي بدأها أنصار المجلس الوطني الكردي المعارض لنظام البعث وهذه الجرأة في كسر حاجز احتكار هذا التنظيم للقرار الكردي إلا ان البعض وصفه تصعيدا من قبل المجلس ضد الادارة الذاتية والحقيقة عكس ذلك يجب مباركة هذه التحركات والمظاهرات لا إدراجها في خانة التصعيد كما يحلو لبعض المنتقدين والغريب ان بعض او معظم هذه الأصوات كانت تنتقد الاداء السياسي للمجلس الوطني الكردي وتتهمه بالتخاذل.
وهذه الازدواجية والانتهازية السياسية وصلت ببعضهم الى التساوي بين الجلاد والضحية فمن المعلوم ان من يعارض حزب الاتحاد الديمقراطي الجناح السوري للعمال الكردستاني المدعوم من النظام السوري لا يملك سلاحا ولا حتى عصا ولا يسعى الى اي مواجهة واانتقام إنما سعيه هو بالدرجة الاولى سياسي لاستعادة نوع من التوازن المفقود في المناطق الكردية والذي فرضه حزب الاتحاد الديمقراطي وان تأتي هذه الخطوة المهمة من قبل المجلس الوطني الكردي المعارض والقوى الكردية المدنية والمستقليين متأخرا خير من ان لا تأتي ابدا



المصدر: ابراهيم نمر :استعادة القرار الكردي..ان تأتي متأخرا خير من ان لا تأتي ابدا

انشر الموضوع


اشترك بالإعلام الفوري بالاخبار الجديدة بالإيميل .. ضع بريدك