أبريل 20, 2024

جدل في ألمانيا حول مبادرة عاطفية غريبة، جعلت شرطة برلين تبحث عن امرأة مجهولة تسبب في مشكلة لأحد أفراد الشرطة، رغم أنها ليست مجرمة.

فشرطة برلين أطلقت حملة بحث على موقع التواصل الاجتماعي «إنستغرام»، ولم يكن أحد من المجرمين هدف الحملة، بل كان أفراد الشرطة الألمانية يبحثون عن امرأة وقع زميلهم في غرامها من الابتسامة الأولى.

فقد فوجئ مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي، يوم الثلاثاء 22 يناير/كانون الثاني 2019، بنشر شرطة العاصمة الألمانية على حسابها بموقع إنستغرام قصة تعلن فيها أن شرطة برلين تبحث عن امرأة مجهولة وقع زميلهم في غرامها، بدلاً من البحث عن المجرمين.

ابتسامة ساحرة تجعل شرطة برلين تبحث عن امرأة مجهولة

وذكرت الشرطة أن هذه المرأة قابلت زميلهم، الذي كان يلبس زي الشرطة، في محطة «هالشه تور» بالعاصمة الألمانية، في الساعة الرابعة والنصف من يوم 21 يناير/كانون الثاني 2019.

ودعت الشرطة المرأة إلى التواصل معها برسالة خاصة على «إنستغرام»، لأنها لا تغيب عن بال زميلهم منذ الوقت، مذكِّرةً إياها كعلامة بأنها ابتسمت له وهي تودّعه، وأن ابتسامتها «سَحَرته».

وأُثير نقاش على مواقع التواصل الاجتماعي حول مدى ملائمة مثل هذا البحث لسِلك الشرطة، في حين تساءل البعض: هل ذلك يعتبر ملاحقة أو بادرة رومانسية فحسب؟ وفقاً لموقع welt الألماني.

دعوا المرأة وشأنها

وكتب أحد المعلقين، قائلاً: «شرطة برلين صديقك ومتعقبك!».

وكتبت مغردةً: «لقد سألتْ عن الطريق وكانت مهذبة. ليس هناك من داعٍ أن يتسبب حساب شرطة رسمي في مثل هذه الموجة. دعوا المرأة المسكينة وشأنها».

وقال مغرد إن بإمكانه تفهُّم رغبة عناصر الشرطة في أن يكونوا على تماسّ مع المواطنين العاديين على حساباتهم بمواقع التواصل الاجتماعي، ورغبتهم في التظاهر بذلك، وهو أمر لطيف.

لكنه تساءل بشأن ما إذا كان بوسعهم التصرف أكثر كشرطة.

والقصة تفتح ملف استغلال بعض أفراد الشرطة سلطاتهم

ورأى البعض في نشر «القصة» مناسَبةً للتحدث عن تجاربهم مع الشرطة، مشيرين إلى إمكانية استغلال بعض عناصرها السلطة الممنوحة لهم في الوصول إلى بياناتهم لأغراضهم الخاصة.

إذ كتبت سيدة -تدعى سابين- عن تلقّيها مخالفة في ميونيخ قبل سنوات طويلة، لركنها السيارة في مكان خاطئ.

ووضع الشرطي ورقة المخالفة خلف ماسحة الزجاج عندما كانت متوجهة نحو السيارة، مضيفة أن بياناتها كانت لدى الشرطي وبات يتصل بها هاتفياً طوال أسابيع، عدة مرات في اليوم.

الشرطة الألمانية تعرضت لانتقادات بسبب المبادرة/ رويترز

وروت امرأة أخرى كيف تعرفت على شخص من خلال برنامج «تيندر» للمواعدة، وأنه أخبرها مبتهجاً بأنه بحث عن معلومات عنها في نظام البيانات لدى الشرطة.

وقال لها إنه «لم يجد شيئاً يُظهر أنها قد دخلت في أي متاعب مع الشرطة، وكان مندهشاً عندما وبَّخته بشدة على ذلك».

ولكن الشرطة غير نادمة على هذه المبادرة، فليست أول مرة

أكد يورن إفليندر، من فريق وسائل التواصل الاجتماعي لدى شرطة برلين، لموقع «شبيغل أونلاين«، وقوفهم خلف هذه المبادرة.

وقال: «إنَّ نشرهم طلب زميلهم كان قراراً متعمداً اتخذوه»، موضحاً أنه «يحدث باستمرار أن يتواصل مواطنون ومواطنات بقسم العلاقات العامة لديهم، قصد إيجاد زميل أو زميلة لهم، قابلوهم صدفة، ويطلبون معلومات عنهم».

وأضاف: «في مثل هذه الأحوال، يقدم رجال الشرطة المساعدة للمواطنين، معتبرين التوسط في هذا المجال جزءاً من واجباتهم».

وبيَّن أنه فقط عندما يكون الأشخاص المعنيِّين موافقين على ذلك، يتم توفير التواصل بين الطرفين، وأن هذه كانت المرة الأولى التي استخدموا فيها وسائل التواصل الاجتماعي لدعم بحث زميل لهم.

البعض سخر من المبادرة التي تتناقض مع جدية مهام الشرطة

وبشأن ما إذا كانوا قد ندموا على هذه المبادرة، نفى المسؤول الأمني ذلك.

وقال: «إنهم تفكروا في الأمر قبل ذلك، وقدَّروا محاسنه ومساوئه».

ولفت إلى أن ردود الفعل على «إنستغرام» كانت إيجابية، في حين كانت الأصوات الناقدة كثيرة على «تويتر»، رغم أنهم لم ينشروا النداء هناك.

وقال إنهم يقرؤون الأصوات الناقدة، وإنهم يتقبلون النقد بما فيه الكفاية، ويفكرون في كيفية وما إذا كانوا سيفعلون شيئاً كهذا مستقبلاً.

إنه هراء مطلق

ووَصف الاتهام بأن بإمكان الشرطة استغلال الوصول إلى معلومات شخصية حساسة لمنفعتها، بـ «هراء مطلق».

واعتبر أن افتراض أن الأمر يتعلق بالتعقب خاطئ فعلاً، معللاً ذلك بأنه في حال تواصل أحدهم سيكون الأمر جميلاً، وإلا فإن القصة ستختفي خلال 24 ساعة مجدداً من «إنستغرام».

ونقل موقع قناة «zdf» عن رابطة «مستقلون في الشرطة المهنية»، قول الرابطة إن هناك مشكلة في قناة تواصل الشرطة، وإنه ليس من المقبول الخلط بين عمليات البحث الجادة ومبادرات بحث خاصة.

ماذا لو فعلنا العكس مع رجال الشرطة؟

وأخذ بعض المغردين الأمر في منحى ساخر من الشرطة.

فكتبت مغردة  «قصة» مماثلة: «مرحباً، لقد قمت بالإطباق على رقبتك فترة قصيرة خلال تفتيش ليلي لبيتك.

وأضاف: كنت أرتدي طاقم وحدات الشرطة الخاصة وأنتِ قميص النوم فحسب. وكان شعرك مبعثراً بطريقة لطيفة. لقد كانت نظراتك الخائفة. لطفاً تواصلي معي».

وكتب آخرون نِكات كـ: «ساعدوني لقد أضعت مفاتيحي»، و «كل 110 دقائق يغرم شرطي بابتسامتك»، في تقليد لمقولة يُشتهر بها موقع مواعدة ألماني يدعى «بارشيب»، وهي «كل 11 دقيقة يقع عازب في الحب عبر بارشيب».

The post ابحث مع الشرطة الألمانية عن هذه المرأة.. عذراً، إنها ليست مجرمة لكن ابتسامتها تسببت في مشكلة لزميلنا appeared first on عربي بوست — ArabicPost.net.

انشر الموضوع


اشترك بالإعلام الفوري بالاخبار الجديدة بالإيميل .. ضع بريدك