مارس 29, 2024

أحمد جلال – خاص ترك برس

يمثل شخصية أورال فى مسلسل أرطغرل الممثل التركى القدير “كورشات انياشك” (Kursat Alniacik)، وقد قام بدوره هذا جامعًا كل آفات الشخصية التى تسعى لمصلحتها الشخصية فوق مصلحة الدولة والوطن، وهذا ما يمثل المصيبة والكارثة الكبرى التي تحيط بالأمة الإسلامية والأمة العربية. وأعظم مشهد قام بتمثيله على الإطلاق هو المشهد الدائر بينه وبين فاسيليوس حاكم قلعة بيزنط فى الحلقة 82، عندما جاء أورال إلى فاسيلوس لينقل له أخبار أرطغرل من أنه سوف يوزع السلاح المستولى علية من فاسيليوس من قبل على القبائل التركية. هذا المشهد الذى يحاور فية فاسيليوس أورال وهو جالس ليأكل على مائدة فاسيليوس بملء فمه، قمة مشاهد مأساة الأمة الإسلامية التى سببت لها الانحدار والهلاك.

يقول أورال: وأخيرًا بدأ حضرة الحاكم بالاعتماد على ما يقولة صديقة الحميم أورال..

فيرد فاسيليوس: هل تعلم ماهو أكثر شيء تعلمه منكم البيزنطيون بعد قدومكم إلى هذة المنطقة سيد أورال!؟..

ماهى الخيانة؟ وكيف يقوم المرء بها؟

نعم إن مأساة الأمة الإسلامية فى المقام الأول هي الخيانة والتعاون مع الأعداء في أدق الأمور والتي تعتبر حساسة وخطيرة، وقد عانت الأمة من ذلك وما زالت تعاني أشد المعاناة، والمشكلة العويصة الحل أن المتعاونين يعتبرون ذلك فى مقام التطبيع والصداقة والتعاون غير عابئين بأن هذا التعاون يلزم له خبراء متخصصون فى التعاون مع الأعداء ومسلحون بالفهم والوعي والدهاء والخبث فى بعض الأحيان حتى لا يقعوا فى المحظور بنقل أسرار الدولة للأعداء، كما يلزم لذلك أيضا مواطن صالح متسلح بالعلم والفهم والحيطة والحذر في التعامل مع الأعداء إذا اضطر إلى ذلك متفهمًا لما يجري حوله حتى لا يقع فريسة المحظور بكشف أسرار الدولة في أي موقف كان.

أما فى المقام الثاني فيتمثل فى الصراع على الحكم والذى هو من آفات الإنسانية والأمة الإسلامية على وجه الخصوص منذ الأزل، وقد قام به أورال فى تشخيصه بقتل عمه والسعي لقتل أبيه رئيس القبيلة وأخيه علي يار والتعاون مع البيزنط فى سبيل ذلك من أجل الزعامة والسيطرة على باقي القبائل التركية وهذا أيضًا ما نجده فى عصرنا الحالي بوضوح.

أما في المقام الثالث فيأتي تسخير الدولة لمصلحة الفرد الشخصية بدلًا من أن تكون مصلحة الدولة والوطن فوق مصلحة الشخص، وقد شخّص أورال هذا الدور بدقة عندما كان يعمل كتاجر ورجل أعمال باسم قبيلته فى السوق فيسرق أموال القبيلة من أبية رئيس القبيلة، ويسطو على قوافل السجاد الخاص بقبيلته ثم يبيعها ويستولي على ريعها لصالحه، وهذا ما يتم في عصرنا الحالى من سيطرة الحاكم ومشاركته رجال الأعمال فى تسخير مقدرات الدولة فى سبيل مصلحته ومصلحة رجال الأعمال خاصة سيطرتهم على السلع الاستراتيجية والتي تستلزم هنا أن تكون تحت مراقبة وسيطرة الدولة منعًا للتلاعب وكذلك تهربهم من دفع الضرائب المستحقة عليهم فى سبيل كنز الأموال ولا يهم ما يحيق بالدولة من أضرار نتيجة لذلك.

أما فى المقام الرابع فيأتي انتشار الرشوة والمحسوبية والفساد وقد قام بهذا الدور أيضا أورال فى رشوة قائد الجند حتى ينفذ تعليماته بسرقة أموال القبيلة من أبيه والسطو على تجارة القبيلة لمصلحته بل ذهب أبعد من ذلك بعرضه على رئيس الجند الزواج من أخته فى حال النجاح الدائم فى تنفيذ مخططاته الدنيئة.

هذه أهم وأخطر الآفات التي تعاني منها الأمة الإسلامية، وينبغي أن نجد لها حلولًا جذريةً وسريعةً حتى يمكننا السيطرة فى تعاملاتنا الداخلية والخارجية مع أعداء الأمة، خاصة مع انتشار وسائل الإتصال الحديثة كالإنترنت وصعوبة صون أسرار الدول نتيجة لذلك، ولا يسعني فى هذا المقام إلا أن أشكر سيادة الرئيس المتبصر الفاهم الواعي أردوغان حفظه اللّه لدور الفن والثقافة الأصيلة فى تنمية الوعي والفهم للأمة الإسلامية.

المصدر: ترك برس

انشر الموضوع


اشترك بالإعلام الفوري بالاخبار الجديدة بالإيميل .. ضع بريدك