مايو 21, 2024

محمد كساح: كلنا شركاء
تستخدم “منال” جميع ما تقع يدها عليه ويمكن أن يحترق من حطب وبلاستيك وقماش واضعة كل هذه الأشياء في مدفأتها التي كانت تعمل على المازوت وتحولت إلى مدفأة عاملة على الحطب. ولا يبدو أن الدفء قد عم غرفة منال الواقعة في بلدة مضايا المحاصرة، لأن النار سرعان ما تخبو بعد إمضاء المزيد والمزيد من الوقت في إشعالها.
من جانبه يعمل “أدهم” – من بلدة مضايا أيضا – على كسر ما تبقى من أثاث منزله بغرض الحصول على التدفئة في ظل شتاء قارس وبرد لا يرحم.
و لأن الحطب بات نادر الوجود والمازوت مفقود تماماً، يسعى “أدهم” للحصول على الدفء عن طريق حرق أحد أبواب الخزانة الموجودة في غرفة نومه، و ربما ينتهي الشتاء ولن يجد من أثاث بيته سوى الفراش الذي ينام عليه، كما يقول.
حوصرت مضايا الواقعة في ريف دمشق لسنوات عديدة، وأغلقت ميليشيا حزب الله اللبناني جميع منافذ البلدة ليعيش 40 ألف نسمة في معاناة لم تنته حتى اليوم، وتعاني البلدة من نقصٍ شديدٍ في الغذاء والدواء ومواد التدفئة والطهي ومعظم مقومات الحياة.
في هذا السياق، قال الناشط الصحفي عبد الوهاب أحمد لـ “كلنا شركاء” إن “الناس هنا تستعمل أثاث المنازل التي تعرضت للقصف إضافة إلى أنهم يستخدمون المفروشات الموجودة في بيوتهم”، موضحاً أنه يضحي بأثاث منزله ليستخدمه في التدفئة، بعد نفاد المخزون من الأشجار التي قطعت في السنوات الماضية وأوقدت في المدافئ.
وأشار “أحمد” إلى عدم توفر الحطب بكميات كبيرة مضيفا أن شحّ الكميات أدى لارتفاع أسعارها بشكل جنونيّ، على حدّ وصفه. ويبلغ سعر طن الحطب الواحد قرابة ألف دولار أمريكي، أي أكثر 500 ألف ليرة سورية.
وقال الناشط الذي تحدّث من مضايا إن الناس استعاضت عن المازوت الذي كان الوسيلة الأساسية في التدفئة بسورية قبل الثورة بالحطب، لكن حتى هذا الأخير لا يتوفر الآن.
وحول المساعدات الأممية، قال “الأحمد” إن آخر دفعة من المحروقات دخلت البلدة كانت قبل عام كامل، وحينها دخل مازوت عن طريق الأمم المتحدة و كانت الكمية 10 آلاف  ليتر، نفدت هذه المادة بسرعة فقد كانت غير كافية لأربعين ألف نسمة.
ونتيجة لندرة المازوت النظامي يلجأ الأهالي لاستخراج المازوت الصناعي بطريقة يدوية وذلك بإخضاع البلاستيك والنايلون لدرجة حرارة معينة وتبريدها حال خروج البخار منها ليتم استخراج المازوت في النهاية.
ويبلغ سعر المازوت الصناعي بهذه الطريقة خمسة آلاف ليرة لليتر الواحد عدا عن توفّره بكمياتٍ محدودةٍ فقط، بحسب الناشط الصحفي الذي أوضح أن الحصار مطبق على البلدة ولا يمكن لأي أحد الخروج لشراء المازوت فضلا عن أي مادة أخرى.
وبالنسبة للمدافئ، يقول “الأحمد” إنها متوفرة بشكل جيد، موضحاً أن من لا يمتلك مدفأة حطب يجري تعديلات بسيطة على مدفأة المازوت لتعمل على الحطب.



المصدر: أهالي مضايا يحرقون أثاث منازلهم لينعموا ببعض الدفء

انشر الموضوع