مايو 12, 2024

إياس العمر: كلنا شركاء
شاهد أهالي بلدة خربة غزالة يوم الإثنين الماضي (22 آب/أغسطس) منازلهم لأول مرة منذ أن فرضت قوات النظام سيطرتها على البلدة في 12 أيار/مايو من عام 2013، ومنعت الأهالي من العودة لمنازلهم، وذلك من خلال صور جوية التقطها ناشطون للبلدة.
وقال الناشط محمد الشرع عضو مركز غزالة الإعلامي لـ “كلنا شركاء”: “صحيح أنها مجرد صورة وبالكاد نستطيع تميز منازلنا وشوارع مدينتا ومدارسنا، ولكن لأول مرة منذ ثلاث سنوات شاهدنا مدينتا ولو بتفاصيل غير واضحة، إن الأمر أشبه بالسجين التي يخرج من سجن لسجن آخر، وفي الطريق يشعر بالفرح لرؤيته السماء والشوارع والناس، لكن عندما يصل لسجنه الجديد يشعر بالحزن من جديد”.
وأردف: “نحن محرومون من العودة لمدينتا، ولكننا نفرح بمشاهدة صورة، ولكن سرعان ما نصطدم بالواقع المرير من جديد واقع التهجير والنزوح”.
بلدة خربة غزالة كانت تشكل عقدة لقوات النظام، حيث خسرت المئات من مقاتليها على مشارف البلدة.
وقال الناشط خالد الحاج علي لـ “كلنا شركاء” إن موقع بلدة خربة غزالة على أوتوستراد دمشق – عمان، وهو خط الإمداد الوحيد لقوات النظام في مركز محافظة درعا، جعلها ذات أهمية كبيرة لقوات النظام التي شنت حملة تعتبر الأعنف في محافظة درعا في شهر آذار/مارس من عام 2013، واستمرت لمدة 66 يوما، تكبدت فيها قوات النظام مئات القتلى، وانتهت بسيطرة قوات النظام في 12 أيار/مايو من عام 2013 على البلدة التي كانت منطلق للثوار لضرب أرتال قوات النظام على الأوتوستراد الدولي.
وأشار إلى أن رئيس فرع الأمن العسكري بدرعا والسويداء وفيق الناصر هو من منع الأهالي من العودة، حيث يوجه لهم الاتهامات بأنهم هم من كانوا يتسترون على الثوار الذين يهاجمون أرتال النظام على الأوتوستراد، إضافة إلى انشقاق معظم أبناء البلدة عن قوات النظام الأمر الذي شكل سبباً إضافياً لزيادة حقد النظام على الأهالي.
ويذكر أن الثوار كانوا قد قطعوا الإمداد عن قوات النظام بدرعا المحطة طيلة فترة المعركة، مما أدى لحدوث حالة من الإنهاك في صفوف قوات النظام بدرعا المحطة.
دمار وسرقة
خلال السنوات الثلاثة الماضية تعرضت البلدة لتدمير واسع وحملات تعفيش من قبل ميلشيات النظام.
وقالت أم وليد لـ “كلنا شركاء” إنها وأثناء مرورها على الأوتوستراد الدولي شاهدت منزلها وقد تحول لركام، وجميع المنازل الواقعة على امتداد الأوتوستراد قد تم تدميرها عن طريق تفخيخها وتفجيرها، لأن قوات النظام تعتقد بأن هذه المنازل كانت منطلقاً للعمليات والكمائن على الأوتوستراد الدولي.
وأكدت أن جميع ممتلكات الأهالي داخل البلدة تعرضت للسرقة، بما فيها خزانات المياه التي تم وضعها كمتاريس على حواجز قوات النظام والميلشيات على امتداد الأوتوستراد الدولي.
وأخبر عدد من العناصر المنشقين عن قوات النظام الأهالي بأنه تم نهب جميع الممتلكات في البلدة بما فيها الأبواب والشبابيك، وحتى أسلاك الكهرباء داخل المنازل، وكان يتم نقلها إلى مناطق الساحل السوري وبعد ذلك يحرق المنزل أو يتم تفخيخه وتفجيره، بحسب أم وليد.
شروط العودة
وعلى مدار الأعوام الثلاثة الماضية، قدمت قوات النظام عدداً من العروض للأهالي بالعودة.
وقال فيصل العامر أحد اهالي البلدة، قال لـ “كلنا شركاء” إن عودة الأهالي للبلدة كانت مشروطة من قبل الأجهزة الأمنية التابعة للنظام، حيث استدعت قوات النظام وجهاء البلدة لأكثر من مرة، كان آخرها بداية الشهر الحالي، وذلك من أجل إبرام مصالحة، ولكن كانت تشترط تقديم قوائم بأسماء شبان من البلدة لقوات النظام، بهدف تسجيلهم بميلشيا الدفاع الوطني، مقابل عودة الأهالي إلى مدينتهم، وهذا ما كان يرفضه الأهالي باستمرار، ويفضلون النزوح على عودة الذل، كما وصفها العامر.
اقرأ:
عقب فك ارتباطها بالقاعدة… قيادي في (فتح الشام) يعلن انفصاله عنها



المصدر: أهالي خربة غزالة يشاهدون بلدتهم لأول مرة منذ 3 سنوات

انشر الموضوع