مايو 18, 2024

عبد الرزاق الصبيح: كلنا شركاء
(في نقمة الحرب) تتغيّر المعطيات وتتغير المعادلات في ظلّ الحروب، ومع ظروف الحرب القاسية في سوريا، ومع بداية العام 2013، شهد قطّاع التّعليم تراجعاً كبيراً، وخاصة مع فصل عدد كبير من المعلمين عن العمل، وانقطاع الطّلاب عن المدارس، والفوضى التي رافقت ذلك، لذلك كان لابد من طرائق جديدة في التّدريس للتّعامل مع الواقع، وهذا ما تسعى إليه العديد من الهيئات المدنيّة، للانتقال إلى طرائق جديدة للتعليم تلاءم الواقع في سوريا.
ويقيم مركز التّأهيل والتّدريب في ريف إدلب الجنوبي، على مدى عدّة شهور دورات للمعلّمين المفصولين عن العمل في المدارس، من أجل تدريبهم على طرائق جديدة في التّعليم، وإيصال المعلومة بأبسط الطّرق وأسرعها، ومحاولة إخراج التّلاميذ من جوّ الحرب والعنف.
وتتضمن الدّورات العديد من المراحل، وكل مرحلة منفصلة عن الأخرى، ويخضع المتعلّمين فيها لاختبارات عمليّة متعدّدة، ويتم وضع المعلّمين في ظروف حرجة لاستخلاص المواقف والتّعامل معها.
وفي حديث لـ “كلنا شركاء”، قال خالد الأحمد، أحد القائمين على مشاريع تأهيل المعلّمين المفصولين: “بهدف رفع مستوى التّدريس والتّعليم للمعلمين والتّلاميذ، نعمل على برنامج تدريبي خاص بالمعلّمين المفصولين من قبل نظام الأسد، في ظلّ الحرب، وذلك عن طريق دورات متتابعة، يتم فيها تدريب المعلّمين على طرائق جديدة في التّدريس، يخضع المعلّمين لدورة بعنوان (أنا أتعامل) ولمدة خمسة عشر يوماً، يتم التّدريب فيها على طريقة الّتعامل مع التّلميذ”.
وأردف الأحمد: “يخضع المتدرّبون لدورة ثانية بعنوان (التّعليم الفعّال) وهي عبارة عن تدريب على طرائق ومناهج وأساليب التّدريس، يستطيع المدرس فيها الانتقال إلى التدريس المباشر”.
ومع ظروف النّزوح، وتسيّب الطلّاب وانقطاعهم عن مدارسهم، نشأ جيل جديد لا يراعي الاحترام للمدرسيّن، ومع رؤية المجازر والقتل والدّمار في سوريا، كان العلم هو الهمّ الأخير للكثير من التلاميذ، مع انصراف القسم الأكبر من التلاميذ وحتى صغار السنّ منهم للعمل، من أجل إعالة ذويهم.
وتتغير النّفوس بتغير الأزمنة والأمكنة، ومع الحرب والدمار يتغير كل شيء، ضمن عالم متغيّر متحوّل، ولكن تبقى الكلمة فيه للأقوى ومن معه، والأضعف هو من يدفع الثمن في كلّ مرّة.
اقرأ:
بعد قطاف الزيتون… موسم إدلب يشهد تراجعاً بنسبة 70 في المئة




المصدر: أنا أتعامل… دورةٌ تدريبية للمدرسين في طرق التعامل مع التّلاميذ بريف إدلب

انشر الموضوع