أبريل 28, 2024

قال مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية أمس إن بلاده وروسيا ستجريان الأسبوع المقبل أول محادثات بشأن أمن الفضاء منذ عام 2013، لكن موسكو رفضت انتقادات أميركية وبريطانية لأنشطتها في الفضاء عقب اختبارها سلاحا مضادا للأقمار الصناعية، في حين أعلنت فرنسا رسميا أن الفضاء أصبح ميدانا إستراتيجيا لنشاط قواتها المسلحة.

وقال كريستوفر فورد مساعد وزير الخارجية الأميركي للأمن الدولي للصحفيين -في مؤتمر عبر الهاتف- إن أحد الموضوعات المحتملة للمحادثات الأميركية الروسية، التي ستعقد في العاصمة النمساوية فيينا، قد يكون توضيح “أن الفضاء الخارجي ليس منطقة بلا قانون، أو قواعد حاكمة”.

ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن فورد قوله إن واشنطن ستدفع موسكو وبكين للالتزام بمعايير كيفية العمل في الفضاء، وإنها ستعبر عن قلقها بشأن جهود الصين وروسيا “لتسليح الفضاء بشكل مكثف”.

ويجتمع مسؤولون من الولايات المتحدة وروسيا في فيينا بين يومي 28 و30 يوليو/تموز الجاري لبحث الحد من التسلح وأمن الفضاء، وهو جزء من تبادل جديد للمعلومات بشأن أمن الفضاء بين حكومتي البلدين.

وقال مساعد وزير الخارجية الأميركي “نأمل أن يسمح لنا هذا الاجتماع باستكشاف سبل زيادة الاستقرار والأمن في الفضاء الخارجي، وكذلك تعزيز قضية تطوير معايير السلوك المسؤول”.

أنشطة خطيرة
ووصف فورد أنشطة روسيا في الفضاء بأنها “غريبة وخطيرة”، وقال إن هناك دبلوماسيين روسا وصينيين “يبدعون للغاية في الخروج بأفكار سيئة بشأن الحد من التسلح في الفضاء”.

وكانت وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) اتهمت بإجراء اختبار لسلاح مضاد للأقمار الصناعية في 15 من الشهر الحالي، وأوضحت قيادة الفضاء الأميركية أن القمر الصناعي الروسي -الذي يعرف باسم “كوزموس 2543” (Kosmos 2543)- أطلق منتصف الشهر الحالي جسما في المدار مماثلا لتجربة قامت بها موسكو عام 2017، ووصف البنتاغون حينها الجسم بأنه قذيفة عالية السرعة.

واعتبرت وزارة الدفاع أن هذه التجربة دليل آخر على الجهود الروسية المستمرة لتطوير واختبار أنظمة فضائية تعرض أصول الولايات المتحدة وحلفائها في الفضاء للخطر.

وعلق المفاوض الأميركي بخصوص نزع السلاح النووي مارشال بيلينغسلي على التجربة الروسية في الفضاء بالقول “بوضوح هذا غير مقبول”، مضيفا أنها ستكون “قضية رئيسية” ستتم مناقشتها الأسبوع المقبل في فيينا، حيث تجري محادثات بشأن الاتفاقية التي ستخلف معاهدة “ستارت الجديدة”. وتغطي المعاهدة الرؤوس النووية للولايات المتحدة وروسيا، القوتين العظميين في حقبة الحرب الباردة.

كما انتقد رئيس مديرية الفضاء البريطانية هارفي سميث في تغريدة على تويتر أنشطة روسيا في الفضاء أمس الأول الخميس، قائلا إن موسكو أطلقت مقذوفا له “خصائص سلاح”، ودعا روسيا إلى التصرف بمسؤولية في الفضاء. وأضاف المسؤول البريطاني أن لندن قلقة من أن مثل هذه التصرفات الروسية تقوض الاستخدام السلمي للفضاء، داعيا موسكو للامتناع عن إجراء تجارب مماثلة في المستقبل.

روسيا ترفض
ورفضت روسيا أمس الانتقادات الأميركية والبريطانية لأنشطتها في الفضاء، وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان إن “الاختبارات التي أجرتها وزارة الدفاع الروسية في 15 يوليو/تموز الجاري لم تمثل تهديدا للأجسام الفضائية الأخرى، والأهم من ذلك أنها لم تنتهك أيا من أعراف أو مبادئ القانون الدولي”.

وقالت الخارجية الروسية إنها ترى في التصريحات التي أدلى بها مسؤولون أميركيون وبريطانيون “ضربة مناوئة لروسيا في نطاق حملة إعلامية موجهة بدأتها واشنطن”، لتشويه صورة أنشطة روسيا في الفضاء.

واتهمت الوزارة بدورها الولايات المتحدة وبريطانيا باتخاذ خطوات لتطوير أسلحة مضادة للأقمار الاصطناعية. وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أمس الجمعة إن روسيا تدعم “نزع السلاح بالكامل في الفضاء، وعدم وضع أي نوع من الأسلحة في الفضاء”.

وقالت وزارة الدفاع الروسية إن القمر الاصطناعي “كوزموس 2543” يهدف إلى “مراقبة حالة الأقمار الاصطناعية الروسية”. لكن صحيفة “روسيسكايا غازيتا” الحكومية اليومية قالت إن القمر لديه القدرة على “الحصول على معلومات من الأقمار الاصطناعية التابعة لأطراف أخرى”.

الجيش الفرنسي
وفي سياق متصل، أضاف الجيش الفرنسي أمس الجمعة الفضاء كميدان نشاط جديد له، فقد تغير اسم رئاسة أركان سلاح الجو إلى رئاسة أركان سلاح الجو والفضاء، وهو مصطلح يرسم حدودا جديدة للقوات الفرنسية.

وتحدثت وزيرة الجيوش الفرنسية فلورانس بارلي في مقابلة مع صحيفة “لا بروفنس” اليومية عن “العبور من نظرة إلى الفضاء على أنه ملكية مشتركة في خدمة العلوم، إلى فضاء لا تزال القوى تتنافس ضمنه حول الهيمنة العالمية”.
ولكن الوزيرة الفرنسية صرحت بأن باريس “ليست منخرطة بأي حال من الأحوال في سباق تسلح”، مؤكدة تمسك بلادها بالاستعمال السلمي للفضاء، إلا أنها شددت على أن من مسؤوليتها التأكد من تحديد التهديدات التي يحتمل أن تواجهها فرنسا. وتخطط فرنسا لامتلاك أقمار اصطناعية تجري دوريات من أجل “رصد وتشخيص وتحديد مرتكبي هذا الصنف من المناورات غير الودية”. وستزود هذه الأقمار بكاميرات تصور على نطاق 360 درجة، وأجهزة ليزر لصد وإبعاد من يحاولون الاقتراب أكثر من اللازم من الأقمار الصناعية الفرنسية.

وتحدث مصدر حكومي لوكالة الصحافة الفرنسية العام الماضي عن تطوير “رشاشات قادرة على كسر الألواح الشمسية لأي قمر اصطناعي يحاول الاقتراب”.

ووضعت فرنسا موازنة سنوية بقيمة ملياري يورو مخصصة لمسائل الفضاء العسكرية والمدنية، لكنها لا تزال بعيدة عن ثلاثي الصدارة: 50 مليارا في الولايات المتحدة، و10 مليارات في الصين، و4 مليارات في روسيا.

مزيد من الأخبار http://www.qamishly.com

انشر الموضوع


اشترك بالإعلام الفوري بالاخبار الجديدة بالإيميل .. ضع بريدك