مارس 28, 2024

كشف حسن نصر الله، أمين عام جماعة “حزب الله” اللبنانية، السبت 296 أغسطس/آب 2020، عن عرض من الولايات المتحدة تم تقديمه للجماعة يتضمن أموالاً وسلطة، لكن جماعة “حزب الله” رفضتها” وفق تعبيره.

حيث نصر الله، جاء في كلمة له، خلال مجلس عاشورائي، بثتها قناة “المنار” التابعة للجماعة، حيث تحيي الطائفة الشيعية في لبنان مراسم يوم عاشوراء، مع بداية السنة الهجرية، وتستمر الطقوس عشرة أيام.

قنوات تواصل: “نصر الله” قال  إن “الأمريكيين سعوا إلى فتح قنوات اتصال مع الحزب”، و”عُرضت علينا أموال وسلطة وتطوير النظام السياسي لصالحنا، مقابل التخلي عن قضيتنا، ولم نفعل ولن نفعل”.

فيما لم يتسن على الفور الحصول على تعقيب رسمي أمريكي بشأن ما أعلنه “نصر الله”.

وسبق أن أعلن “نصر الله”، في أكثر من مناسبة، أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، سعت لفتح قنوات اتصال مع “حزب الله”، لكنه لم يفصح سابقاً عن طبيعة ما عرضته واشنطن ولا موقف الجماعة منه.

جماعة “حزب الله” هي حليفة النظام السوري وإيران، التي تعتبرها الولايات المتحدة وحليفتها إسرائيل ألد أعدائها. وتعتبر طهران و”حزب الله” إسرائيل العدو الأول لهما.

كما يرفض لبنانيون استخدام طهران لـ”حزب الله” في ملفات خارجية، منها الحرب في سوريا، ويدعون إلى أن تلتزم الجماعة بسياسة الدولة اللبنانية القائمة على النأي بالنفس عن الصراعات الإقليمية.

في السياق نفسه، تتهم دول إقليمية وغربية، في مقدمتها السعودية والولايات المتحدة، الحكومة اللبنانية الحالية بالخضوع لسيطرة “حزب الله”، ولذا امتنعت تلك الدول عن تقديم مساعدات مالية للبنان، الذي يعاني منذ أشهر من أسوأ أزمة اقتصادية في تاريخه الحديث.

ورطة الجماعة: يواجه حزب الله مأزقاً صعباً في أعقاب انفجار مرفأ بيروت، في ظل ارتفاع وتيرة الغضب الشعبي الموجهة نحو الحزب من جهة، وتزامن ذلك مع تزايد الضغوط الدولية التي يواجهها الحزب من جهة أخرى، فما خيارات حزب الله المتبقية؟

 وفق  تقرير نشرته وكالة Voice of America الأمريكية بعنوان: “حزب الله يُفاضِل بين خيارات صموده عقب انفجار بيروت”، فإن الجماعة تواجه مأزقاً حقيقياً.  

إذ عرَّض انفجار بيروت في وقت مبكر من الشهر الجاري، حزب الله لمزيد من الغضب الشعبي، مع توقع بعض المراقبين اللبنانيين طريقاً مظلماً بانتظار الجماعة التي تصنفها الولايات المتحدة بأنها إرهابية في أعقاب الحادث المروع.  

وأسفر الانفجار الذي وقع بميناء بيروت نتيجة انفجار 2750 طناً من نترات الأمونيوم في 4 أغسطس/آب عن مقتل أكثر من 200 شخص وإصابة آلاف آخرين. واستقالة الحكومة المدعومة من حزب الله وسط مظاهرات حاشدة تطالب بإصلاحات جذرية في الحكومة.

تحد كبير: ويقول الخبراء إنَّ حزب الله يواجه الآن تحدياً كبيراً لحماية نفوذه وتشكيل الحكومة المستقبلية للبلاد، لأنَّ العديد من المحتجين يرون أنه يمثل عقبة رئيسية في طريق القضاء على الفساد في النظام السياسي في البلاد.

وفي هذا السياق، قال رامي خوري، زميل أقدم في السياسة العامة وأستاذ الصحافة في الجامعة الأمريكية في بيروت، لوكالة Voice of America: “حزب الله لا يريد إدارة البلاد، ولا يريد رؤيتها تنهار في الفوضى، فسيتعين عليه إذاً استخدام قدراته للانخراط.. مع المتظاهرين والنخب الطائفية. هذا تحدٍّ كبير لم يواجهه من قبل”. 

وأضاف أنَّ الكثير من اللبنانيين انتقدوا حزب الله علناً في الماضي، لكن نادراً ما ضغطوا من أجل إزاحة زعيمه حسن نصر الله، ومع ذلك، عقب الانفجار الأخير، طالب المتظاهرون بالعدالة وشن تحقيق نزيه، وأقاموا مشنقة بدائية تتدلى منها دُمى من الورق المقوى لقادة لبنانيين، بمن فيهم نصر الله. 

وتزعُم بعض التقارير المحلية أنَّ الانفجار في الميناء اندلع من مستودع أسلحة تابع لجماعة حزب الله المدعومة من إيران. ونفى نصر الله تلك الاتهامات ووصفها بـ”الظلم الفادح”، وقال الرئيس اللبناني ميشال عون إنَّ التحقيق الحكومي في الانفجار لم يُحدِّد بعد سبب الانفجار، ونفى المزاعم التي تُحمِّل حزب الله المسؤولية.

انشر الموضوع


اشترك بالإعلام الفوري بالاخبار الجديدة بالإيميل .. ضع بريدك