أبريل 20, 2024

خالد عبد الرحمن: كلنا شركاء
تسعى سلطات النظام في حماة جاهدةً لمحاولة إقناع الرأي العام بأن ما يتم تداوله بين الأهالي وعلى مواقع التواصل الاجتماعي عن عمليات خطف ما هو إلا مجرد شائعاتٍ الغرض منها تشويه صورة النظام وعدم مقدرته على ضبط الأمن في مناطق سيطرته.
منذ أكثر من شهرين ونصف تعاني المدينة من حالات خطف بالجملة، فالمدينة التي يصورها النظام بأنها الآمنة المطمئنّة، تشهد اعتقالات تعسفية وحملات دهم تطال جميع أحيائها ولا يكاد بيت في المدينة إلا وقد تعرض للتفتيش مرات عدة.
الناشط الاعلامي أبو زياد الحموي المقيم في المدينة تحدث لـ”كلنا شركاء” أن حالات الخطف في حماة اصبحت شبه يومية حيث وصلت حتى 50 حالة خطف ناجحة وتتجاوز الفاشلة منها 200، و تتركز غالباً في أحياء السوق، كتلك الأحياء الواقعة في الجهة الغربية من المدينة (الأندلس، الجلاء، البياض، التعاونية، والبعث …) التي تتمتع بطابع عمراني حديث فيما تقل النسبة في أحياء الحاضر ذات الطابع الشعبي والأحياء الضيقة.
وأضاف الحموي أن معظم الذين يختفون بسبب حوادث الخطف لا يعودون أبداً ويختفي أثرهم نهائياً وأوفرهم حظاً أصحاب تلك الحالات وعلى قلتها يقوم الخاطفون بالاتصال بذوي المختطف لطلب “فدية مالية فلكية” تصل إلى 25 مليون ليرة سورية (حوالي50ألف دولار) فيبادر الأهالي إلى محاولة تخفيضه إلى أدنى حد ممكن.
ويروي الحموي قصة إبراهيم (وهو اسم مستعار) ابن الثمانية والعشرين عاماً الذي حالفه الحظ وتمكن ذويه من إطلاق سراحه بعد دفع فدية نقدية بدأت بـ 15 مليوناً قبل أن تخفف إلى 7 ملايين بعد غياب لدى جهة وأسباب مجهولة لمدة 17 يوماً.
وامتنع الحموي عن الإدلاء بالاسم الحقيقي للضحية أو الإدلاء بمعلومات أو جهة التواصل معه وذلك لأسباب أمنية وخاصة تخص إبراهيم.
ويضيف الحموي “شاهدت آثار التعذيب على جسد إبراهيم وأخبرني انه تعرض لجميع أنواع التعنيف والضرب والشتائم، ولم يكن يعلم سبب الاعتقال أو التوقيف أو الاحتجاز…بل بمعنى آخر لم يكن يعلم أين هو “.
الحموي أضاف في شهادته أيضاً “أخبرني ابراهيم ايضاً أنه طوال فترة غيابه لم يتم توجيه أي تهمة له او سؤاله عن شيء باستثناء حالته المادية وما يملكه ذويه من أموال …ما يؤكد أن هدف الخاطفين كان مادياً بحتاً”.
وعن قصة اختطاف ابراهيم فيروي الحموي عنه “عند السابعة مساءً، كنت في طريقي إلى منزلي الكائن في منطقة السوق، لأتفاجأ بسيارة من نوع فان يستقلها مسلحون استوقفتني وطلبت الهوية – كالمعتاد- وبينما كنت اخرج الهوية نزل شخصان وادخلوني عنوة إلى السيارة …وبعد 17يوماً من الخطف تم وضعي في حديقة عامة في حي الشريعة لأعلم لاحقاً انه تم التفاوض على ذلك ودفع مبلغ استقر على سبعة ملايين”.
والجدير ذكره أن سلطات النظام في حماة وفي أفضل الأحوال أعلنت عن إلقاء القبض على إحدى العصابات إلا أنها نفت وبمناسبات عديدة وجود حالات الخطف المنتشرة في حماة معتبرة أن كل ما يتردد في الشارع وينشر على مواقع التواصل الاجتماعي ما هو إلا “شائعات مغرضة الهدف منها تخويف الشارع الحموي وبث الذعر بين الناس، ومنعهم من ممارسة حياتهم الطبيعية، ما يؤثر سلبياً في نفوسهم وأعمالهم وشؤونهم”.


المصدر: أطلقوه بـ 7 ملايين فقط… شابٌ يروي قصة نجاته من خاطفيه في حماة

انشر الموضوع


اشترك بالإعلام الفوري بالاخبار الجديدة بالإيميل .. ضع بريدك