أبريل 23, 2024

قالت ناشطة مُخضرَمة وأستاذة التاريخ الأمريكي الإفريقي بجامعة جورج واشنطن الأمريكية، إنها كانت تتظاهر بأنها سوداء لسنواتٍ من الزمن، رغم كونها في الحقيقة امرأةً بيضاء من كنساس سيتي بولاية ميزوري الأمريكية. 

حصلت جيسيكا كروغ، وفق تقرير صحيفة The Guardian البريطانية، على دعمٍ مالي من مؤسَّساتٍ ثقافية مثل مركز شومبرغ لأبحاث الثقافة السوداء من أجل كتابٍ عن مقاومة الهاربين لتجارة الرقيق عبر المحيط الأطلسي. لكن وفقاً لمنشورٍ على منصة Medium يُزعَم أن كاتبته هي كروغ نفسها، فإن حياتها المهنية كانت مُتجذِّرةً في “تربةٍ سامة من الأكاذيب”. 

كتبت كروغ: “بدرجةٍ كبيرة خلال حياتي البالغة، تجنَّبت تجربتي المُعاشة كطفلةٍ يهودية بيضاء في إحدى ضواحي كنساس تحت هوياتٍ مزعومة مختلفة ببشرةٍ سوداء مُدَّعاة: بشرة سوداء من شمال إفريقيا أولاً، ثم بشرة سوداء متجذِّرة في الولايات المتحدة، ثم بشرة سوداء متجذِّرة في مقاطعة برونكس بولاية نيويورك”. 

في كتابها “Fugitive Modernities”، المنشور قبل اعترافها، كتبت في شكرها المُقدَّم في مُستهلِّ الكتاب: “إلى أجدادي، غير المعروفين، الذين لا يحملون أسماءً، الذين نقلوا الحياة إلى مستقبلٍ لم يكن لديهم سببٌ للاعتقاد بإمكانية وجوده أو وجوب وجوده. إلى أخي، الأسرع والأذكى والأكثر سحراً بيننا جميعاً. إلى أولئك الذين لا أستطيع ذكر أسمائهم للحفاظ على سلامتهم سواء في ضاحيتي في أنغولا أو في البرازيل”. 

عُرِفَت كروغ باسم جيسيكا بومباليرا في دوائر النشطاء، وشوهِدَت وهي تتحدَّث أمام حشدٍ عام عن وحشية الشرطة في مدينة نيويورك، يونيو/حزيران الماضي. 

تبدأ تعريفها بنفسها بـ: “أنا جيسيكا بومباليرا. أنا هنا في شرق هارلم في نيويورك، ربما لم تسمع عن الحيِّ لأنك بعت ضاحيتي اللعينة للمُطوِّرين والمستثمرين”. وتضيف: “أريد أن أستدعي كلَّ هؤلاء البيض من نيويورك الذين انتظروا أربع ساعاتٍ معنا ليكونوا قادرين على التحدُّث، ثم لم يُسخِّروا وقتاً لسكان نيويورك من السود والمُلوَّنين”. 

عبَّرَ أولئك الذين عرفوا كروغ عن استيائهم على الشبكات الاجتماعية. وقال المؤلِّف روبرت جونز جونيور على منصة تويتر: “إنني في حالة ذهول ومازلت أعالج مشاعري، لكن في الغالب أشعر بالخيانة والغباء، ومن نواحٍ عدة أشعر بالضيق”. 

منذ وقتٍ بعيدٍ مضى، من عام 2018، نَشَرَ جونز محادثاته مع كروغ في موضوعٍ كتبه عن المجتمعات المُهمَّشة. وتلمح كروغ في المنشور إلى طفولتها المكروبة ومشكلاتها النفسية، لكنها تقول إنها لا تعتقد أن هذه المشكلات تبريرٌ لسلوكها. 

وكتبت: “من الواضح أنني كنت أحارب شياطين نفسية لم تُعالَج طوال حياتي، سواء في الطفولة أو حين صرت شخصاً بالغاً. من الأرجح أن مشكلات الصحة النفسية تفسِّر السبب الافتراضي للهوية المُزيَّفة في البداية حين كنت شابةً، ولماذا واصلت ذلك وطوَّرته لفترةٍ طويلة”. 

وأضافت: “لكن مشكلات الصحة النفسية لا تفسِّر، ولا يمكن أن تفسِّر أو تبرِّر أو تلتمس العذر لهويتي المزيَّفة التي اختلقتها بالكامل من نسيج حياة السود”. 

قصة جيسيكا كروغ تذركنا بقصة حدثت عام 2015، عندما كُشِفَت راشيل دوليزال، الناشطة في مجال الحقوق المدنية والرئيسة السابقة لفرع الجمعية الوطنية للنهوض بالمُلوَّنين، بواسطة والدَيها أنها تنتحل شخصيةً سوداء، بينما وُلِدَت بيضاء. وكُشِفَ لاحقاً النقاب عن تاريخ دوليزال في ما يتعلَّق بصدمات الطفولة. وأشارت دوليزال إلى نفسها لاحقاً بأنها “أول حالة تحوُّل إلى البشرة السوداء في العالم”.

انشر الموضوع


اشترك بالإعلام الفوري بالاخبار الجديدة بالإيميل .. ضع بريدك