اللاذقية – توفيق بيطار
وسط تقاذف المسؤوليات وغياب الحلول الجذرية، تستمر معضلة المواصلات بين اللاذقية ومناطقها وأريافها المختلفة، موجودة وتتمدد في كراج مدينة اللاذقية ليبقى المواطن العادي والموظف والطالب هو الحلقة الأضعف التي تتجرع مرتين يومياً كأس مرارة إيجاد مقعد واحد في سرفيس.
أسباب هذه الأزمة ـ القديمة الجديدة – تبدو واضحة كالشمس في عيون المواطنين، إذ يرجع أحمد (موظف 42 عاماً) في حديثه لـ(تشرين) أحد هذه الأسباب إلى تسرب عدد كبير من السرافيس من خطوطهم، على حساب العمل الخاص أو التعاقد مع جهات معينة أو روضات، مدللاً في كلامه على سبيل المثال وجود 12 سرفيساً على خط اللاذقية – قمين، إلا أنه في الواقع لا يعمل منهم سوى 4.
بينما يقول عيسى (مهندس 37 عاماً): هنالك سبب آخر وهو بيع بعض السائقين مخصصاتهم من المحروقات المدعومة في السوق السوداء، ما يؤمن لهم ربحاً وفيراً من جهة ويريحه من عناء العمل من جهة أخرى.
على الضفة الأخرى، تروي أروى (طالبة) معاناتها اليومية في كل صباح عند الذهاب من جبلة إلى اللاذقية أو عند العودة مساءً، حيث لا يأتي سرفيس واحد الى الكراج سوى كل نصف ساعة على الأقل، ما يخلق ازدحاماً بين الناس لعلهم يظفرون بمقعد يتيم، هذا في حال لم يقع أحدهم أرضاً نتيجة التدافع للصعود إلى السرفيس.
وعن تدخل باصات النقل الداخلي لحل أزمة المواصلات، والذي يصفه ابراهيم (موظف 50 عاماً) بـالخجول جداً والذي لا يرقى لمستوى الأزمة، مؤكداً أن عدد الباصات الموجودة قليل، فضلاً عن قيامهم بتسيير الرحلات على هواهم ومزاجهم الخاص وإلى مناطق معينة أكثر من سواها، إضافة إلى الأعداد الكبيرة في كل باص والتي لا يوجد فيها أي من مظاهر الإجراءات الوقائية للتصدي لانتشار (كورونا).

بدوره، أكد عضو المكتب التنفيذي المختص بقطاع النقل والكهرباء مالك الخير لـ(تشرين) أن هناك سرافيس متسربة عن خطوطها نتيجة تعاقد أصحابها مع مؤسسات خاصة، مبيناً أنه عند ضبط أي سرفيس متسرب عن خطه يتم وقف مخصصاته من المازوت.
وفيما يتعلق بباصات النقل الداخلي ومزاجية السائقين، شدد الخيّر على أنه لا يحق للسائق تحديد الخط الذي يريده أو الامتناع عن خط آخر، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن الحالة الفنية للباص تلعب دوراً في تحديد وجهته.
وأشار الخيّر إلى أن انتقائية الخطوط تتم لأسباب شخصية تهم بعض المتنفذين في الكراجات.
من جهته، قال مدير النقل الداخلي في اللاذقية، طارق عيسى لـ”تشرين”: تسير الشركة يومياً من مستشفى دراج بين 20 – 25 نقلة، ومن الكراج الشرقي بين 15 – 20 نقلة، وكراج الفاروس 7 نقلات تقريباً، وهي الطاقة القصوى التي يمكن تقديمها بخصوص هذه المسألة، خاصة أن الضغط وقت الذروة يكون موزعاً ضمن المدينة نفسها من جهة، وعلى المناطق الخارجية من جهة أخرى.
وعن تسيير الرحلات التتابعية بين المناطق، أوضح عيسى أنه لا يمكن تشغيل كامل الباصات دفعة واحدة، خاصة أن جولة الباص الواحدة في المناطق الخارجية تستغرق حوالي ساعتين أو ساعتين ونصف الساعة، الأمر الذي سيخلق انقطاعات كبيرة ضمن المدينة ويفرغها وخاصة وقت الذروة.
ولفت عيسى إلى أنه عند حدوث ازدحامات شديدة تلجأ الشركة إلى تشغيل رحلات إضافية بالاستعارة من الشبكة الداخلية، لكن في المحصلة لا بد من خلق حالة توازن بين العمل ضمن المدينة ومعالجة الازدحام في الكراجات، مؤكداً أن قرار تسيير أي باص من باصات النقل الداخلي إلى أي منطقة يعود إلى شرطة الكراج التي تمتلك المعلومات حول أكثر الخطوط المزدحمة.

طباعة