مايو 14, 2024

أحمد رياض غنام: كلنا شركاء
يعيش الشارع السوري على وقع التصريحات اليومية المتسارعة والمتناقضة للأمريكي والروسي . والتي تفتح نافذة من الأمل ماتلبث ان تغلق بسرعة لتعمق حالة من الحزن والغضب المكبوت . والمتابع لهذه التصريحات يدرك حجم الخلاف والتناقض بين الطرفين الممسكين بأهم قضية دولية تشغل العالم حيث يعمل كل طرف على تحقيق مصالحه دون النظر إلى حجم الخسائر البشرية والإقتصادية التي تعمل على تشظي سورية .
وهذا بدوره ينعكس على اداء المبعوث الدولي شتيفان ديمستورا حيث يزداد موقفه ضعفاً وحرجاً في قضية تحتاج لتفاهمات متعددة بين القوى الإقليمية والدولية تساهم في دفع مهمتة نحو حل سياسي مقبول . فيضطر لإطلاق تصريحات عابرة للتخندق الدولي لكي يسمعه اصحاب القرار ولكن دون جدوى …
رؤية ديمستورا للحل السياسي في سورية تصطدم بواقع إقليمي ودولي مترافق مع تصعيد ميداني متنقل بين اكثر من معركة في الشمال والوسط حيث يحاول كل طرف فرض واقع عسكري يعزز من دوره السياسي في حال تبدلت رياح السياسية الأمريكية في غير مصلحة روسيا وإيران والنظام السوري . حيث ستستمر المراوحة والمماحكة حتى نهاية فترة ولاية اوباما وهذا ينطبق على المواقف الإقليمية والمنتظرة لهذا التبدل بقلق لدى البعض وأمل مشوش لدى البعض الآخر …
رغم ان خارطة الطريق التي تم تسريبها جائت نتيجة حوارات مطولة مع كافة قوى المعارضة والشخصيات الوطنية المستقلة وكذلك المجتمع المدني ومعارضة النظام والكثير من الدكاكين الحزبية الصاعدة على اكتاف الحراك الثوري والدول الإقليمية الراعية لها . ولكنها تحتاج لغطاء دولي غير متوفر …
ومن المتوقع ظهور مبادرة جديدة خلال الأيام القليلة القادمة اعدها مجموعة واسعة من الشخصيات المستقلة بحيث سيعلن عنها بشكل رسمي ومن خلال المواقع الإجتماعية والميديا . ليصبح المشهد السياسي السوري أكثر تشابكاً من قبل . نتيجة هذا الكم من المبادرات والتي لايمكنها العبور للتفعيل دون وجود إرادة دولية حقيقية ..
ومن الملاحظ ان معظم المبادرات تؤيد فكرة مشاركة الأسد في المرحلة الإنتقالية . وهذا بدوره يعقد الأمور بشكل كبير فقوى الثورة الممثلة بالإئتلاف وكذلك الدول الداعمة للثورة وفي مقدمتهم تركيا والسعودية تصر على ان لايكون للأسد اي دور فيها . ويساندهم في موقفهم هذا الكثير من قوى الحراك الثوري والنشطاء السياسيين مما يعيدنا دائماً للمربع الأول .
ومن ملامح المبادرة القادمة وجود مجلسين أحدهما رئاسي والآخر عسكري حيث سيديران المرحلة الإنتقالية وبصلاحيات تنفيذية كاملة في حين ان مسؤولية حل البرلمان والحكومة وإلغاء الدستور ستكون بقرار رئاسي وهذا مايعطي الأسد دور واسع في هذه المبادرة …
ورغم النوايا السليمة وراء اي طرح يفضي لوقف القتال وينهي المأساة ستبقى هذه المبادرات مجرد أوراق سياسية وأفكار تحاول البحث عن مخارج لهذا الصراع المنغلق الأفق على واقع داخلي لايشي بقرب الإنفراج نتيجة الموقف الروسي والإيراني الأكثر تحكماً به من حيث تقاسم الأدوار والدفع بشكل دائم نحو إستمر الأعمال الميدانية من أجل إيقاع الهزيمة بالمعارضة السورية وتحقيق الحدود الآمنة للدولة المفيدة من خلال عملية التهجير الديمغرافي المسكوت عنه دولياً مما يجعل من المبادرات السياسية مجرد أماني تذروها الرياح …
أ.غ



المصدر: أحمد رياض غنام: ديمستورا الغائب الحاضر …

انشر الموضوع