القامشلي عروس الشمال

 

     تعبر العادات والتقاليد الشعبية في منطقة ما عن تجارب طويلة لحياة السكان خلال تاريخهم الحافل بالأحداث والتطورات الإنسانية، ويترك سلوك السكان وأنماط عملهم ومعتقداتهم أثرا واضحا في المجتمع  ويميزه بعادات وتقاليد خاصة.

     ومحافظة الحسكة تتمتع بخصوصية في هذا المجال ،تتمثل بانفراد ها عن باقي محافظات القطر وبغناها (بالفلكلور ) الموروث عبر مئات السنين، ولعدد من الفئات التي قد لا نجدها في مكان آخر من القطر، والتي تتميز بعادات وتقاليد فريدة من نوعها في آن معا.

     وقبل الحديث عن هذه العادات والتقاليد (الفلكلورية )، نشير الى أن العادات والتقاليد الحالية غلب عليها الطابع العربي الحديث مثلما هو موجود في أية محافظة أخرى من محافظات القطر ، لذلك سيختصر حديثنا هنا عن تلك العادات والتقاليد القديمة التي انحصرت ممارستها في الأعياد والمناسبات الخاصة، وبشكل محدود لدرجة أن بعضها في طريقة الى الزوال.

 أولا: اللباس والزي الشعبي

تراجع اللباس الشعبي التقليدي في المدينة ، وبدرجة أخف في القرية. فساد اللباس الحديث المكون من الفستان والتنورة مثلا عند المرأة ، والجاكيت والبنطال عند الرجل. أما اللباس التقليدي فمازال ينتشر في الريف وفي بعض أحياء المدن، ويختلف اللباس التقليدي من فئة السكان ، فالزي الماردلي التقليدي ،وكذلك عن الزي الآشوري والارمني التقليدي.

 1- الزي البدوي التقليدي

أ-لباس الرجل : يتألف لباس الرجل البدوي في محافظة الحسكة من كوفية وعقال أسود للرأس ،ويتكون

 لباس الجسد من ثوب داخلي فضفاض أبيض اللون مفتوح من الأعلى وله أكمام طويلة جدا، يرتدي فوقه رداء يشبه الثوب وقد يكون ملونا ويدعى (الزبون ) ويتزنر البدوي بزنار عريض من الصوف قد يبطن ليصبح القسم الأمامي منه لمحفظة النقود ، وقد يتزنر بعضهم بزنار إضافي على الصدر يستخدم لحمل السلاح. ويستخدم بعض الرجال سترة صغيرة من الجوخ بأكمام طويلة تدعى (الدامر) أم العباءة فيستخدمها البدوي خفيفة في الصيف وثقيلة مبطنة بجلد الغنم في الشتاء وتدعى (الفروة ).

ب- لباس المرأة : يتألف لباس المرأة البدوية من ( الملفع )الذي يكون مقصباً باللونين الأسود والأبيض.

أما ترتدي فوق الملفع (الهبرية) التي تعصب الرأس وهي من الحرير الملون 0 وذلك كلباس للرأس. أما لباس الجسد فيتكون من ثوب طويل أسود اللون يدعى (ملس) أو (أبو رويشة)، ترتدي فوقه ثوبا آخر مزركشاً وملونا يدعى (صاية) وهو مطرز بخيوط (فتل) لونها أزرق وتطرز باليد عادة أما (الجوخة) فترتديها المرأة فوق الصاية  وتسمى أيضا (المقطنة) وتصنع باليد. ومن أزياء المرأة المميزة حزام فوق  يدعى (الشويحي) وهو منسوج من الحرير المزركش تتدلى منه شراشيب تصل الركبة وقد اختفى هذا الحزام تقريبا وتتكون حلي البدوية من الذهب والفضة متمثلة (بالتراكي )على الرأس، والحلق، (والوردينة) التي توضع في أحد جانبي الأنف من الأسفل، (والعران )الذي يعلق في وسط الأنف من الداخل متدليا حتى يغطي منتصف الشفة العليا والسفلى من الفم (والكردان) في العنق وأخيرا (الحجول) وهي الخلاخيل في الأرجل وقد اختفى تقريبا (العران) و(الحجول).

 2- الزي الكردي التقليدي :

أ‌-  لباس الرجل : اللباس التقليدي عند الرجل الكردي يتألف من العمامة الملونة بالأحمر أو الأسود كلباس للرأس ، ويتكون لباس الجسد من سروال أبيض فضفاض مغلق من الأسفل وقميص أبيض بأكمام طويلة ويتزنر بحزام قماشي ملون وسترة أكمامها طويلة ومطرزة.

ب‌- لباس المرأة : يتألف من لباس الرأس عند المرأة الكردية من ( الهبريتين ) ملونتين واحدة تغطي الرأس والأخرى تتدلى على الصدر أما لباس الجسد فيتكون من القفطان (الخفطان) والكلابية الفضفاضة الطويلة وكذلك من الصدرية ( بيشمالك ) التي تحزم على الخصر باتجاه الأسفل وتتزنر المرأة بزنار من نوع قماش القفطان أو من الصوف.

 3-الزي الماردلي التقليدي :

أ-لباس الرجل : يتألف اللباس التقليدي الماردلي (سكان ماردين وريفها من مسلمين ومسيحيين) من الطربوش  الأحمر للرأس بالنسبة لابن المدينة ومن الطاقية المصنوعة من الشعر بالنسبة لابن الريف أما لباس الجسد فيتكون من القمباز وأحيانا يرتدي أبن المدينة فوقه سترة أما ابن الريف فيرتدي سروالا من الشعر ويتزنر بقطعة قماشية كما يرتدي سترة على شكل فروة.

وبالنسبة للزي القلعة مراوي التقليدي فهو الكوفية والعقال للرأس (الزبون والبشت) وهي الصدرية والسترة للجسد.

ب-لباس المرأة : يتكون من قطعة قماشية سوداء تسمى (باجية) تغطي وجهها وتكون رقيقة نسبيا كي تتمكن من الرؤية من خلالها وترتدي المرأة المسنة طربوشا نسائيا تضع فوقه (الباجية) السوداء وذلك عند المرأة المسلمة أما المرأة المسيحية فلا تضع الباجية والمسنة هنا تضع على رأسها عصبة من القماش.

ويتكون لباس الجسد من فستان طويل تضع فوقه شرشف اسود اللون وهذا زي مأخوذ عن (العثمانيين) وتغلب الألوان الزاهية على لباس الصبايا في حين نجدها قاتمة عند المسنات وبالنسبة للزي القلعة مراوي فهو (القنطة )  المكونة من القماش الحريري الملون والفستان الطويل الملون للجسد.

    4- الزي الآشوري التقليدي :

أ-لباس الرجل : يرتدي الرجل قبعة على شكل نصف كرة مصنوعة من الصوف يضع عليها عدة ريش من ريش النعام كلباس للرأس أما لباس الجسد فيتكون من قميص أبيض بدون فوقه كنزة مصنوعة من الصوف وبنطال ملون ومزركش وعريض من الأسفل مصنوع من الصوف أيضا.

ب- لباس المرأة : ترتدي المرأة على رأسها منديلا حريريا لونه أسود بحيث يغطي الرأس ويبقي الوجه مكشوفا ويغطي جسمها فستان طويل ملون أما الحلي التي تتزين بها فهي مكونة من سلسلة ذهبية أو فضية تضعها على رأسها (جبينها ) وسلسلة أخرى على صدرها وثالثة على الخصر أما الحجول ( الخلاخيل ) فلا وجود لها عند المرأة الآشورية.

 5- الزي الارمني التقليدي :

أ‌-  لباس الرجل : يتألف من قبعة بقطعة قماشية مزركشة من الحرير الملون بالأحمر والأسود والأصفر كلباس للرأس وعلى الجسد يرتدي قميصا طويلا أبيض اللون وفوقه قميص أخر ملون وفوق هذا يرتدي صدرية كما يرتدي سروالا طويلا واسعا ويتزنر بحزام قماشي أصفر اللون.

ب-لباس المرأة : ترتدي المرأة على رأسها قلنسوة حمراء فيها شراشيب سوداء وتلف هذه القلنسوة بمنديل أبيض يغطي القلنسوة والشعر ويبقى الوجه مكشوفا ويمر المنديل من تحت الرقبة أما لباس الجسد فيتكون من فستان طويل أحمر اللون وتحته سروال طويل كما تتزنر بحزام قماشي وتضع صدرية مزركشة ملونة.

 ثانيا : العادات الاجتماعية :

وأهمها الأعراس و الولادة والختان والتنصير ( التعميد)

أ‌-  الأعراس : تعتبر الأعراس في محافظة الحسكة من أهم مناسبات وينتشر عموما الزواج المبكر في ريف

 المحافظة أكثر من المدن وتتشابه طقوس الزواج في المدن الآن كثيرا ويغلب عليها الطابع الحديث أما الطابع التقليدي فيسود في الريف وفي بعض أحياء المدن وهذا الطابع يختلف من فئة لأخرى باستثناء المراحل الأولى التي تمر بها هذه الطقوس مثل اتفاق أهل العروسين ثم الخطبة أما عقد الزواج والزفاف فتعقد فيه الرقصات والدبكات والأغاني والأهازيج ابتهاجا واحتفالا بالعروسين وبالنسبة للأعراس التي تقام على الطريقة التقليدية نجدها في عدة أشكال أهمها.

 1- العرس البدوي:

         تبدأ الخطبة عند البدو من قبل أهل العريس دون علمه أو معرفته بالفتاة أحيانا حيث يذهب أهل العريس من الرجال الى أهل العروس من الرجال ومعهم وجاهة من العشيرة دون أن يشاهدوا العروس ويتم الاتفاق فيما بينهم أما بالبدائل (عادة متبعة تخطب فيها الفتاة للشاب وشقيق الفتاة يخطب شقيقة الشاب الخاطب) أو بالمهر الذي يكون مرتفعا غالبا وفي يوم الزفاف يذهب الرجال والنساء ليجلبوا العروس التي تتخضب وتتزين بأجمل ما عندها من ثياب وحلي وتذبح الذبائح وتقدم المناسف في بيت العريس للمدعوين وهي مكونة من صدور كبيرة فيها الأرز والخبز الرقيق (ساج) المغطى بقطع اللحم وقد يكون في الصدور خراف محشوة 0ويبنون في المساء بيتا صغيرا من الشعر خارج المساكن ثم يزفون العروسين إلى هذا البيت الذي يسمى (الحوفة) وهناك يدورون به وهو ما يزال على الأكتاف حول (الحوفة) ثلاث مرؤات ثم يضعونه أمام بابها ويعودون وقد يتسلل أحدهم لاستراق السمع من العروسين وبعد فترة يخرج العروسين وبعد فترة يخرج العريس الى المحتفلين وهنا تزغرد النسوة ويطلق الرجال الرصاص ويفرحون ويرقصون ويدبكون أما الدبكة عندهم فهي رقص بسيط يمسك فيه الشباب أيدي الصبايا على شكل دائرة مفتوحة يتوسطها قارع الطبل ونافخ الزمر وعلى إيقاع الموسيقى والأهازيج يتمايل الراقصون يمينا ويسارا.

2- العرس الكردي :

         بعد إجراءات الخطبة ومع اقتراب موعد العرس تخصص الليلة قبل ليلة الزفاف (للحنة) حيث تقوم الفتيات من أهل العريس وبعض المدعوات بالتوجه الى بيت العروس سيرا على الأقدام وهن يرددن الأغاني ومنها أغاني خاصة (بالحنة) وبعد نصف ساعة من وجودهن في بيت العروس تقوم إحداهن بوضع قليل من الحنة على إصبع العروس ثم تربطه بقطعة من القماش ويرجعن الى بيت العريس ليتابعن الاحتفال بليلة الحنة لغاية منتصف الليل وفي اليوم الثاني يبدأ الاستعداد بتحضير الغداء للمدعوين وبعد تناول الطعام يأتي الحلاق ليقص شعر العريس بوجود أصدقائه الذين يغنون له الأغاني الخاصة بحلاقة العريس ثم يأخذونه الى الحمام فيغنون له الأغاني خاصة بالحمام أيضا ويعودون مساء ليستعدوا للعرس ولكي يجلبوا العروس من بيت أهلها ومن العادات أثناء إحضار العروس أن يقف أحد أقربائها على الباب فيمنعها من الخروج حتى يرضونه بما يطلبه من مال او هدايا وعند اقتراب موكب العروس الى بيت العريس يستعدوا لاستقبالها وأثناء دخولها البيت يقوم بكسر جرة مليئة بالسكاكر أو النقود عند قدميها ثم يمسك بيديها فيدخلها البيت ويجلس بجانبها لمدة عشرة دقائق تقريبا يخرج بعد ذلك ليجلس مع أصدقائه من الرجال ومع المدعوين في مكان خاص بهم ويستمر الاحتفال والغناء والرقص حتى منتصف الليل في اليوم التالي تكون الصباحية حيث يقوم الناس بزيارة العروسين ويقدمون لهم مبلغا من المال كمساعدة ويتم ذلك عادة بعد تناول فطور الغداء.

3- العرس الماردلي :

     إجراءات الخطبة عند الماردلية من مسيحية ومسلمين هي واحدة وتبدأ بعادة (التقليب) وهي مشاهدة الفتاة قبل خطبتها ومراقبة مشيتها وقوامها ومظهرها العام أما الخطبة تسمى (المليك) وبعدها يحدد موعد الزفاف ويتم التباحث عن المهر ويسمى (التلمليم) أي لملمة وتأمين حاجات العروس من حلي وألبسة وفرش بيت

وتوجد عادة عند المسيحية منهم وهي أن أهل العريس يجلبون معهم (الكليجة) وهي نوع من المعجنات على شكل رغيف ثم يجلس اشبين (عرَّاب) العريس واشبين العروس مع الكاهن الذي يعقد الخطبة فيمسك هؤلاء الثلاثة كل منهم بطرف من الرغيف والذي تكون قطعته أكبر يعتز بنفسه وكذلك الجهة التي يمثلها.

يبدأ العرس عند المسيحية اعتبارا من يوم الخميس حيث تنصب خيمة في الحي وتبدأ الأفراح بقرع الطبول ونفخ الزمور (قديما) أما الآن فتستخدم الآلات الموسيقية الحديثة الشرقية منها والغربية وتغنى الأغاني الشعبية العربية باللهجة المحلمية مثل أغنية (يادلهو) و(ماليا) و(تحبون الله لاتقولون) وغيرها ويخصص يوم الجمعة لنقل جهاز العروس وأمتعتها الى بيت العريس وفي يوم السبت تحنى أصابع يدي ورجلي العروس وكذلك الصبايا الموجودات وتوضع الحنة في وعاء كبير تغرس فيها الشموع المضاءة، وتتبادلها الفتيات بالرقص والهرج مع ترديد أغنية (الليلة الحنة) ويعقد القران في يوم الأحد بالكنيسة وأثناء ذلك يقوم أحد أصدقاء العريس بشكه بالدبوس من الخلف والغاية من هذه العادة أن يقول له أصدقائه تحمل المتاعب الزوجية منذ الآن أيها العريس ومن العادات أيضا أثناء عقد القران (الإكليل) أن يطأ العريس قدمه على قدم العروس بقصد أثبات الرجولة لها ثم يحتفلون حتى وقت متأخر من الليل في دار العريس وتبقى والدة العروس وإحدى شقيقاتها في بيت العريس بانتظار شارة العذرية في اليوم التالي (الصباحية) يحتفل أهل العريس بهما ومساء تعقد الدبكات وتستمر الحفلة حتى الصباح بمشاركة العروسين وخلالها يقوم اشبين العريس بجمع الهدايا والنقوط منم المدعوين وتسمى (خليع) (جمع خلعة أي هدية) ويسمى يوم الأربعاء يوم الردة أي عودة العروس مع أهلها لتراهم وتمكث عندهم قرابة ثلاثة أيام وأهدف منها إعطاء فرصة للراحة ولتشويق العروسين لبعضهما .

بالنسبة لمسلمي الماردلية فالعادات السابقة هي ذاتها تقريبا باستثناء يوم العرس الذي يكون عندهم يوم الخميس وكذلك يعقد القران في بيت العروس وبحضور الشيخ .

تلك عادات قديمة تكاد تزول الآن وذلك لانتشار عادات أخرى حديثة تختصر الكثير من إجراءات العرس بحيث تكتفي بحفلة بسيطة إما في دار العريس أو في أحد الأماكن المقدسة تقوم فيها فرق موسيقية بعزف الألحان العربية الحديثة الدارجة والغربية الشهيرة حتى ساعات متأخرة من الليل يذهب العروسان الى دارهما وينفض المدعوون كل الى داره وقد ينتهي العرس أحيانا بالسفر الى خارج البلد لقضاء شهر عسل.

4-العرس الآشوري :

      يتميز الزواج عند الآشوريين بحرية الاختيار للشاب والفتاة معا والاتفاق على أمورهما أما الأهل فيقصر دورهم بالنصح والمساعدة وعندما يكون أحد الطرفين من مكان آخر يقوم الأهل بتوضيح الأمور الغامضة له ولا وجود للمهر عندهم وان وجد فهو رمزي جدا يكاد لا يذكر والخطبة بسيطة تتم من قبل أهل العريس دون تعقيد وقبل الزفاف بأسبوع تقام حفلة في بيت العروس تتم فيها بعض الطقوس الدينية وفي يوم الزفاف تشكل فرقة من الشباب والشابات الذين يرتدون اللباس الفلكلوري ومعهم طبل وزمر وتتجه هذه الفرقة الى بيت العروس ليحضروها الى الكنيسة وهناك يكلل العروسان وبرفقتهما اشبين (عراب) للعريس آخر للعروس وأثناء الإكليل في الكنيسة تقف امرأة خلف العريس وفي يدها مقص تفتحه وتغلقه والاعتقاد السائد أنها بهذه العملية تقطع السحر في حال وجودة لتستمر حياة العروسين بتفاهم وهناء ويقدم للعروسين كأس من الخمر يشرب كل منهما نصفه تعبيرا عن الشراكة والاستمرار مدى الحياة وبعد الإكليل يأخذون العروس الى بيت العريس بلباسها الأبيض وبكامل زينتها وقبل الدخول الى البيت تدهن الباب بالسمن على شكل صليب والمعتقد أنها تجلب الخير والنعمة لأصحابه ويستمر الغناء والرقص حتى منتصف الليل وبعد سبعة أيام من الزفاف يقوم أهل العروس بدعوتهما الى الغداء حيث تقدم لهما الهدايا تعبيرا عن الفرحة بهما.

 5-العرس الارمني :

       يتميز العرس الارمني التقليدي بطريقة الخطبة حيث تذهب أم العريس الى بيت العروس مرتدية أجمل ما عندها من ثياب وتضع على كتفيها شالا ملونا جديدا وفي يدها منديلا مليئا بالسكاكر وهناك تقوم أم العريس بلف شالها على رأسها وتضع وردة حمراء في شعرها من جهة اليمين وهذه علامة يفهمها أهل العروس مباشرة لأنها تعني أنني جئت أطلب يد أبنتكم لابني فيتشاور أهل العروس مباشرة ويجيبون عليها بالموافقة أو الرفض وفي حال الرفض تغادرهم أم العريس دون أي إزعاج أو إحراج وفي حال القبول تفتح منديلها وتقدم السكاكر للجميع وهذا دليل أن الفتاة أصبحت خطيبة لابنها بعدها يتفق الجانبان ولا وجود للمهر عند الأرمن إطلاقا ثم يذهبون لشراء الجهاز للعروس كالثياب والحاجيات الخاصة أما الحلي فهي مكونة من الفضة وفي مقدمتها الحزام الفضي والحلق والطوق وغيرها في يوم العرس تنصب خيمة أمام بيت العريس ويبدأ الجميع بالاحتفال فيدبكون ويغنون ويلقون الأشعار العاطفية أما الإكليل فيتم في بيت العريس حيث يحضر الكاهن ليعقد قرانهما وليباركهما ويذبح أهل العريس الذبائح ويطهون الطعام للمدعوين وعند إحضار العروس يرشها أهل العريس بالأرز تعبيرا عن الفرحة بها واستقبالا لها وترتدي العروس ثيابا مزركشة وتضع على وجها منديلا شفافا من عادات الأرمن في العرس أن يصعد العريس الى سطح البيت فيجلس على كرسي وينتظر قدوم العروس ويكون الى جانبه أصحابه الذين يضعون بقربه ديكا معلقا بقدميه في غصن شجرة يقوم هؤلاء الشبان بإلقاء الغصن والديك على القادمين مع العروس كما تحمل أم العريس معلقة كبيرة (مغرفة) بيد ورغيف من خبز التنور السميك باليد الأخرى وترقص وتتفتل بهما أما العروس فتكسر جرة مليئة بالزبيب والسكاكر والحمص في مدخل البيت قبل دخولها بيت العريس .

ب‌-  الولادة :

كانت الولادة ومازالت تتم في البيت على الغالب ( الداية ) هي التي تجري عملية الولادة وتشرف على صحة الأم وذلك بطرق بسيطة جدا أما القابلة القانونية أو الطبيب المختص فنادرا ما كان يجري عمليات الولادة باستثناء الحالات الاضطرارية والصعبة أما الآن فقد أزداد الإقبال على هؤلاء نتيجة لانتشار الوعي بين الناس والاهتمام بالمرأة الولود سابقا أكثر من الآن حيث كانت النسوة في الريف يقمن بزيارتها مصطحبات معهن الطعام المغذي والحلويات المحلية وقد يدوم ذلك أكثر من أسبوعين لا تقوم خلال هذه المدة بأي عمل أما الآن فقد خفت هذه العادة كثيرا والمرأة التي تنجب الأطفال وخاصة الذكور منهم محبوبة من قبل زوجها وأهله ويحتفل السكان عموما بقدوم المواليد حيث تقدم السكاكر والحلويات وأحيانا تذبح الذبائح من أجل ذلك .

 ج- الختان والتنصير :

     عادتان هامتان عند سكان المحافظة نجد الأولى عند المسلمين الذين يقيمون لأجلها الحفلات والولائم الشبيهة بحفلات الأعراس وأجمل ما فيها أن الناس يستغلون هذه العادة لتمتين أواصر العلاقة والصداقة فيما بينهم فيسمى ذوو الطفل المختون (المطهر) والأشخاص المشاركون معهم هذا الاحتفال (بالكريفين) ومفردها (الكريف) وهي علاقة متينة جدا تصل لدرجة علاقة الدم حسب العرف فيما بينهم .

      أما العادة الثانية فهي التنصير ( التعميد ) عند المسيحية وهي طقس ديني أكثر منها عادة إلا أن الاحتفال فيها جعلنا ندرجها في هذا الباب  والطفل عادة يعمد في الكنيسة حيث يقوم الكاهن بغسله في جرن وفق طقوس دينية خاصة لها طابع الفرح والبهجة من قبل أهل الطفل  وأصدقائهم

 د-أفراح أخرى :

       من عادات الأفراح الأخرى استقبال الحجاج العائدين من الحج وذلك بتزيين مداخل بيوتهم بأغصان وأوراق الأشجار وبالعبارات الدينية وتذبح الذبائح وتقام الاحتفالات ومن العادات أيضا الاحتفالات في مواسم الحصاد ومواسم قصاص الغنم ( الجز ) ومواسم سلق القمح للبرغل وجرشة وغيرها من الاحتفالات التي لها طابع اقتصادي تعاوني فيما بين السكان .

 

-الأعياد : 

الأعياد التي يحتفل بها سكان محافظة الحسكة هي:

1- عيد الفطر ( العيد الصغير ).

2- عيد الأضحى ( العيد الكبير ).

3- عيد مولد النبوي .

4- عيد رأس السنة الهجرية .

5- عيد النصف من شعبان .

6- عيد رأس السنة الميلادية .

7- عيد ميلاد السيد المسيح .

8- عيد الفصح .

9-عيد الصعود .

10- عيد العذراء .

11- عيد الصليب .

12- ومن أعياد الأرمن عيد القديس كره بيت وعيد القديس طاخيوس باتميوس وعيد القديس آغوب وعيد القديس سركيس وعيد القديس فارطان (خميس السكارى )

 

 أعياد اليزيدية (الآزدايية) : وهي أعياد خاصة بهذه الديانة الزرادشتية واهمها عيد الاضحى (وهو العيد الوحيد الذي يشاركون فيه المسلمين لانة يعود للنبي ابراهيم الخليل) وعيد الخالق (عيد ازداي) الذي يأتي في شهر كانون الاول من كل عام وعيد (الباتزمية) وهو عيد قديم منذ أيام زرادشت ولهذا العيد تسميات عديدة فأهل سنجار يسمونه ( ميل ميلاف ) وأهل الشيخان يسمونه (بيلنده) ويسمى (باتزميه) عند قبيلة جليكان ويأتي بعد رأس السنة بعدة أيام وأخيرا عيد (خل مه) الذي يأتي في شهر نيسان من كل عام ويحتفل سكان المحافظة في تلك الاعياد فيرتدون الثياب الجديدة وبخاصة الصغار منهم وتذبح الذبائح وتقدم الحلوى والسكاكر ويقوم الجميع بتبادل الزيارات فيما بينهم والتي تكثر فيما بين الاهل والاصدقاء والجيران .

 

 3- الألعاب:

     ألعاب محافظة الحسكة على نوعين الأول للأطفال والثاني للكبار أما ألعاب الأطفال فتعكس حالة المجتمع والبيئة المحيطة بهم وكانت النسوة سابقا تصنعن لأطفالهن الجمال من عظام الفك السفلي لرأس الغنم أو الماعز كأرجل للجمل وجسمه يصنع من القماش المحشو بالتبن والرقبة كانت تصنع من عصا مغطاة بالقماش وكذلك الرأس ويعود انتشار هذه اللعبة آنذاك لانتشار الجمال بكثرة كما كانت تصنع الألعاب للفتيات من القماش لتوضع في صندوق خشبي صغير شبيه بصندوق العروس  أما ا لعاب  الذكور فوق السابعة من العمر تقريبا فكانت من الكعاب المستخرجة من أرجل الغنم والبقر وكذلك الدحل ( الكلل ) وبعد استخدام وسائل النقل الحديثة كالسيارات والقطار والجرار والحصادة في الحقل تغيرت ألعاب الأطفال وبدأت تتشابه بهذه الوسائل ولم تعد تصنع محليا لتوفرها في الأسواق بأسعار معقولة وبعد حروبنا مع العدو الصهيوني انتشرت ألعاب أخرى للأطفال كالمسدسات والرشاشات والدبابات والطائرات المصنوعة من البلاستيك أو المعدن ذلك بالنسبة لألعاب الأطفال أما الكبار فقد مارسو ألعابا عديدة منها ألعاب الفروسية والسباحة على ضفاف نهري الخابور والجغجغ وفي بحيرة الهول وفي مسابح مدينتي الحسكة والقامشلي كما انتشرت ألعاب أخرى مثل لعبة الغميضة  والخاتم والحورة وكومبان يس والتوشت والقالوج والخليصة والخطة والدحل والبلو بالإضافة لألعاب التسلية الأخرى كلعبة الورق ( الشدة ) والزهر _( النرد ) والرجعة والضامة والشطرنج .

  

عودة